السيسي يرى أنه «مصدر للتنمية وهاجس للقلق» ... وديسالين يتعهد «ألا يلحق ضرراً بأحد»

مصر والسودان وإثيوبيا توقّع اتفاقية مبادئ بشأن سد النهضة

u0627u0644u0628u0634u064au0631 u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627u064b u0627u0644u0633u064au0633u064a u0648u062fu064au0633u0627u0644u064au0646 u0641u064a u0627u0644u062eu0631u0637u0648u0645
البشير مستقبلاً السيسي وديسالين في الخرطوم
تصغير
تكبير
وقّع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي ديسالين، والرئيس السوداني عمر البشير، أمس، في الخرطوم، وثيقة إعلان مبادئ سد «النهضة» بحضور قادة أفارقة.

وقال السيسي في كلمة أثناء احتفالية التوقيع، إن «سد النهضة يعتبر مصدرا للتنمية، ويمثل أيضا هاجسا ومصدر قلق للمصريين لأن النيل مصدر الحياة»، موضحا أن «توقيع اتفاق مبادئ سد النهضة، هو الخطوة الأولى للتعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا».

ووجه السيسي،رسالة إلى الشعب والحكومة الإثيوبية جاء فيها: «كان ممكن نختلف سنين طويلة جدا جدا، ولكن إحنا اختيارنا التعاون والبناء والتنمية». وأضاف: «خلي بالك إنت هاتطور وتنمي في بلدك ولكن هناك شعبا يعيش على مياه نهر النيل ومن آلاف السنين تأتي المياه من عند الله وتنزل في إثيوبيا ليعيش منها شعب مصر».

وقال: «نريد أن نبدأ حقبة جديدة من التعاون والدقة والثقة، ونحن لا نتحفظ على التنمية في إثيوبيا بشرط مراعاة حقوق المصريين، فلم نعد نملك ترف اختيار الفرقة في ظل المخاطر التي تحيط بنا»، مؤكدا: «لدينا جميعا الرغبة الصادقة لتحويل الاتفاق المكتوب لإرادة صلبة لنتغلب على العقبات بالتوقيع على الإعلان وهي أصدق درجات التعاون من خلال مبادئ واضحة وإجراءات محددة، لأن القيمة الحقيقة لاتفاقنا هي استكمال التفاهم حتى ننتهي من مسار الدراسات الفنية لمبادرة حوض النيل».

وقال ديسالين ان «مياه النيل تشكل مصدرا مهما للحياة لمن يعيشون على ضفتي هذا النهر، فنحن مرتبطون بمياه النيل وعائلة واحدة ونتشارك فيه، وهو أساس جوهري لحياة دول حوض النيل ونسعى لتحقيق الاستفادة».

وأضاف: «أتعهد باسم شعب إثيوبيا وحكومة إثيوبيا الاتحادية التعاون في ما يخص سد النهضة مع دول حوض النيل، والتأكيد على أنه لن يلحق الضرر بأحد»، لافتا إلى أن «سد النهضة الإثيوبي سيكون أساسا لتعاون إقليمي»، مضيفا: «هذا السد لن يحقق مصالح الإثيوبيين فقط بل مصالح مصر والسودان».

وتعليقا، على توقيع اتفاقية إعلان المبادئ، ذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة، أنها «لا تمس على الإطلاق الاتفاقات التاريخية لمياه النيل كما لا تتناول على الإطلاق حصص المياه أو استخداماتها وإنما مقصورة فقط على ملء وتشغيل السد، على أن يعقب اتفاق المبادئ اتفاقات أخرى».

وأضافت لـ «الراي» أنه «عند المقارنة الدقيقة بين وضع مصر قبل التوقيع على إعلان المبادئ وبعده، تٌشير إلى أن إعلان المبادئ جاء في توقيت مهم لإزالة حالة القلق والتوتر التي خيمت على العلاقات المصرية - الإثيوبية، نتيجة الخلافات حول موضوع سد النهضة، من خلال توفير أرضية صلبة لالتزامات وتعهدات تضمن التوصل إلى اتفاق كامل بين مصر وإثيوبيا والسودان حول أسلوب وقواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي بعد انتهاء الدراسات المشتركة الجاري إعدادها».

وأكدت، أن«الاتفاق يتضمن 10 مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية، وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية»، مشيرة إلى أن«الاتفاقية تناولت تلك المبادئ من منظور علاقتها بسد النهضة وتأثيراته المحتملة على دولتي المصب، وليس من منظور تنظيم استخدامات مياه النيل التي تتناولها اتفاقيات دولية أخرى قائمة ولم يتم المساس بها، حيث لم يتعرض الاتفاق من قريب أو بعيد لتلك الاتفاقيات أو لاستخدامات مياه نهر النيل، حيث إنه يقتصر فقط على قواعد ملء وتشغيل السد».

وتشمل تلك المبادئ«مبدأ التعاون، التنمية والتكامل الاقتصادي، التعهد بعدم إحداث ضرر ذي شأن لأي دولة، الاستخدام المنصف والعادل للمياه، التعاون في عملية الملء الأول لخزان السد وتشغيله السنوي، مبدأ بناء الثقة، ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات، ومبدأ أمان السد، ومبدأ احترام السيادة ووحدة أراضي الدولة، وأخيرا مبدأ الحل السلمي للنزاعات».

وذكرت مصادر مصرية في الخرطوم لـ«الراي»، إن«القادة الثلاثة، بحثوا عددا من القضايا المشتركة، وعلى رأسها ملف مياه نهر النيل والملفات العالقة بخصوص سد النهضة الإثيوبي وتأثيره على حصة دولتي المصب مصر والسودان من المياه والتي تمثل قضية أمن قومي بالنسبة للبلدين». وأضافت، أنهم«بحثوا سبل تعزيز التعاون في جميع المجالات بين بلادهم بما يحقق مصالح وتطلعات شعوبهم في الرخاء والتنمية».

وعقب مشاركته في مأدبة الغداء التي أقامها البشير على شرف السيسي وديسالين،توجه الرئيس المصري إلى أديس أبابا في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى تتضمن مباحثات ثنائية مع رئيس الوزراء الإثيوبي.

وذكرت مصادر رسمية مصرية، أن السيسي سيلتقي اليوم الرئيس الإثيوبي وبطريرك الكنيسة الإثيوبية ومجلس الأعمال المصري -الإثيوبي، وسيلقي السيسي كلمته التاريخية المرتقبة أمام البرلمان الإثيوبي والتي يؤكد خلالها على علاقات الإخوة والصداقة والمصير المشترك التي تجمع البلدين.

وقبيل مغادرته إلى جولته الأفريقية، تلقى السيسي اتصالا هاتفيا، ليل أول من أمس من رئيس وزراء العراق، حيدر العبادي، هنأه بنجاح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري.

من جهة أخرى، يجري رئيس الحكومة إبراهيم محلب اليوم اجتماعا مع نظيره الليبي عبدالله الثني في استراحة كبار الزوار في منفذ السلوم البري أثناء تفقده منفذ السلوم البري بعد تطويره.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي