ماذا تريد المرأة من زوجها (2)

الأسرة أولاً / كما تذكر سيّئاتي... اذكر حسناتي

| u062f. u0645u062du0645u062f u0631u0634u064au062f u0627u0644u0639u0648u064au062f |
| د. محمد رشيد العويد |
تصغير
تكبير
بعض الرجال صيادون ماهرون، لكنهم لا يصيدون الطيور والظباء، بل يصيدون الزلات والأخطاء. تراهم يفتشون عن كل إهمال ترتكبه زوجاتهم ليظهروه، ويسلطوا عليه الضوء الكاشف، ويقفوا عنده طويلاً، لينقصوا من قدر نسائهم، ويقللوا من شأنهن، ويبخسوا جهدهن.

وليتهم يظهرون حسناتهن كما يظهرون سيئاتهن، ويبحثون عن إيجابياتهن كما يبحثون عن سلبياتهن، ويثنون على إنجازهن كما ينالون من إهمالهن، لكان الحال أهون، والميزان أعدل. إنهم يكتفون بالتركيز على ما لا يعجبهم فيبرزونه، ويطمسون ما يرضيهم فلا يذكرونه، فتراهم دائمي الشكوى، متواصلي النقد، لا يتوقفون عن التذمر والتسخط والتبرم.


تخاطب إحدى النساء زوجها قائلة: إذا وجدت فيَّ سلبية فتذكر عشرات الإيجابيات التي أتمتع بها، واحرص على إبدائها، والتعبير عن رضاك بها، حتى لا تحبطني، وتدمر ثقتي بنفسي، وتشعرني أني لا أحسن صنع شيء.

إن كثيرات من النساء يفاجأن بغضب أزواجهن، وتسخطهم عليهن، دون أن يعرفـن سبب ذلك، لهذا ترجو هذه المرأة زوجها أن يفصح عما أغضبه فتقول له: إذا استأت مني، أو ضايقك تصرف من تصرفاتي، أو آذتك كلمة من كلماتي؟ فاجلس إليَّ، وكلمني بهدوء، شارحاً لي ما ضايقك أو أزعجك، بدلاً من إخفائك مشاعرك عني، وامتناعك عن مصارحتي، حتى أتفهم ما آلمك وأحزنك مني.

وهذه امرأة أخرى تعبر عن هذا أيضاً من جانب آخر فتقول لزوجها: حينما تغضب وتثور أخبرني بما أغضبتك به ولا تقل لي: مادمت لا تعرفين السبب بنفسك فلن أخبرك به! ولقد وجَّه النبي «صلى الله عليه وسلم» الرجال إلى هذا الذي تطلبه النساء من أزواجهن قبل أربعة عشر قرناً، في حديثه الذي أخرجه مسلم في صحيحه (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً؛ رضي منها آخر) ومعنى (يَْفرك): يبغض ويكره. قال النووي في شرح الحديث: ينبغي ألا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقاً يكرهه، وجد فيها خلقاً يرضاه، بأن تكون شرسة الخلق؛ لكنها ديّنة، أو جميلة، أو عفيفة، أو رفيقة به، أو نحو ذلك.

ويؤكد النووي رحمه الله أن الحديث على النهي، أي أنه ينهي الرجل عن بغض زوجته لخلق غير حسن فيها.وعليه فإن على الزوج أن لا يظلم زوجته لخلق لم يرضه فيها، أو طبع من طباعها لم يرتح إليه، بل عليه أن ينظر إلى أخلاق وطباع أخرى كثيرة فيها تعجبه وترضيه ويرتاح إليها، ولعله كان غافلاً عنها، أو أنه كان يتعمد إغفالها وإغماض عينيه عنها. وهكذا يلبي النبي «صلى الله عليه وسلم» طلبات ملايين النساء في إنصاف أزواجهن لهن، بعدم بغضهن لطبع أو خلق لا يرضونه، مع وجود أخلاق أخرى كثيرة يرضونها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي