No Script

حسين الراوي / أبعاد السطور

كذبة القراءة السريعة والتصويرية !

تصغير
تكبير
منذ زمن ونحن نسمع عن القراءة السريعة والقراءة التصويرية، ويدندن عنها وعن الدورات التي تقام من أجلها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وبصفتي مدرب متخصص في شؤون القراءة والكتابة أقول ليس هناك شيء علمي حقيقي اسمه القراءة السريعة أو القراءة التصويرية، بل إن هاتين التسميتين جاءتا دونما دراسات علمية، بل جاءتا عن طريق تجارب ذاتية خضعت لقدرات الفرد بحسب تقبله لتلك التمارين التي وضعها بعض المدربين في دوراتهم الخاصة والتي تصب كل جهدها في أن يكون الفرد عداء في القراءة دونما الحرص الكبير على مدى استيعابه لما قرأه، ولا يمكن حتى أن ترتقي هذه التمرينات لأن تكون منهجاً علمياً معترفاً به.

والذي يبحث عن تعريف موحد للقراءة السريعة أو القراءة التصويرية لن يجد تعريفاً موحداً لكل منهما، بل سيجد أن لكل مدرب أو مؤلف تعريفاً خاصاً به، وضعه بحسب ما رآه مناسبا له، وإني أتساءل ما هي فائدة أن يقرأ أحدنا بشكل سريع أو أن يقرأ قراءة تصويرية، وأن من أُسس القراءة الصحيحة المثمرة أن يقرأ الفرد بمهل وروية حتى يتسنى له في النهاية أن يفهم ويستوعب ما قرأه ويتلذذ به.


لا يشعر الإنسان بحلاوة السطور أو أن هناك علاقة حميمة بينه وبين الكتاب ما لم يعد قراءة بعض السطور وبعض الفقرات التي تعجبه مرة ومرتين وثلاثا، ولربما أعاد أحدنا قراءة فصل كامل لروعة أو أهمية ما وجده فيه.

في النهاية أعزائي القراء لا تنجرفوا وراء الدورات أو الكُتب التي تتناول القراءة السريعة والقراءة التصويرية لأن كلتيهما لا يعود بفائدة حقيقية على الفرد العاشق للقراءة والكتب حيث تخالفان أهم أُسس القراءة وهو التأني والتدقيق في الكلمات والسطور أثناء القراءة حتى نختم الكتاب في النهاية ونحن نجد حلاوته في عقولنا وصدورنا وثقافتنا.

alrawie1@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي