توجد في الكويت عدد من المشاريع الناجحة والتي تصلح لتدريس وتدريب طلبة الهندسة والاخلاق وعلم السياسة.
بصراحة كثيرة هي هذه المشاريع والذاكرة قد لا تسعفنا بذكرها جميعاً، لكنني سأنتخب لكم بعضها وليعذرني أصحاب البعض الآخر كونهم، أي الاصحاب، فاشلين في السرقة والنهب من حيث الكمية والكيفية. فمن هذه المشاريع استاد جابر، محطة الزور، الداو، التأمينات، خليجي 16 وجسر اليرموك.
وعلى ذكر جسر اليرموك، فهذا الجسر لم يكلف الكثير، مجرد 6 ملايين دينار. هذه التكلفة الاولية طبعاً والتي دفعتها الحكومة من جيوبنا، أي من محفظة المال العام. اقول تكلفة أولية لأنه على الظاهر كان منتهيا ومُكتمل البناء منذ ثلاث سنوات، وبالتالي الزحمة طوال السنوات الثلاث الاخيرة ليست مأخوذة باعتبار الكلفة. وبالصدفة مررت بالامس واذا بالسيارات تعبر من فوقه ايذاناً بافتتاحه رسمياً، مع ان احداً لم يسمع عن افتتاحه قبل اليوم.
لدى سؤالي عن أهمية الجسر، قالوا لي لتسهيل عبور اهل اليرموك الى المطار. البعض الآخر قال إنه لأجل أحدهم لأن بيته يقع قريباً من مدخل المنطقة، وأحدهم يعني بالعربي من النوع «الأزرق»، وبالكويتي اكبرها واسمنها، وبالايراني «غردن كولفت». اظن من يقول ذلك اما اهبل وإما حاسد.
عموماً لا بأس ببعض التوصيات للبلدية والاشغال ومهندسي الطرق والمجلس البلدي والامة، بأن اليرموك تقع في جزيرة محيطة بالشوارع المكتظة، فلا بأس بخمسة جسور اخرى تصلها بمجمع الوزارات والافنيوز وشارع الحب وستاربكس البدع وسينما 360.
الامر الذي لم يفهمه الشعب الكويتي بخصوص هذا الجسر هو ما السبب من وراء هذا التأخير المتعمد في افتتاحه. من هنا وباسم الشعب المذبوح المكدوح نريد ان نرى احداً يقص شريط الافتتاح. ولكي لا تتكرر مشكلة ازعاج «غردن كولفت»، نُبدي تأييدنا نحن أن يكون لمنطقة اليرموك «كوته» من ثلاثة ممثلين في الامة وعضو في البلدي ووزير. ولا بأس باستقطاع (بعد الاجيال القادمة) نسبة لهم من الميزانية العامة.
واذا تسمحون لي، لا مشكلة عندي في تنصيب بوابات امنية على مداخل ومخارج المنطقة كون «داعش» والطبقة العمالية الكادحة الحاقدة في البلد يحيطون بها من كل جانب. والحمد لله انهم بنوا جسراً، والا لو كان نفقاً لاعترضت. فالناس مقامات. والامر نفسه بالنسبة للدائري الخامس لأنه يمر «تحت» واقل مستوى من «ارتفاع» ارض المنطقة. فهنيئا لليرموك، وهنيئا لجسر التنمية!
hasabba@gmail.com