لقاء «الراي» / «العلاقات اللبنانية - البحرينية أكبر من التصريحات العابرة»
أحمد الحريري: الكويتيون يملؤون لبنان رغم ظروفه الأمنية

أحمد الحريري

الحريري في «لقاء الراي»




• لا تأشيرة دخول للسوريين لكن طلبنا تسجيلهم قبل عبور الحدود
• على المسيحيين أن يتفقوا على اختيار الرئيس ولا «فيتو» لنا على أي شخص
• من الأهم بالنسبة لإيران المالكي أم بشار؟ بالتأكيد الأول وبرغم ذلك تخلّت عنه
• الإيرانيون يسعون للإمساك بأوراق اليمن والعراق وسورية والبحرين ووضعها في المفاوضات مع أميركا
• جالياتنا في الخليج جزء من الأمن الوطني والاقتصادي والاجتماعي اللبناني
• احتلال «حزب الله» لبيروت ودخوله الحرب السورية أسقطه كتيار مقاومة
• مشاركة «حزب الله» في حرب سورية بقيادة الحرس الثوري الإيراني تلت اغتيال آصف شوكت
• كيف يستطيع السيد حسن أن ينام كل ليلة بعد كلامه؟ وكيف يقنع جمهوره بحربه في سورية؟
• استقواء الحوثيين أو الأسد أو المالكي بإيران أو أي طرف خارجي لن يؤدي إلى نتيجة
• 11 سبتمبر منذ بن لادن وحتى «داعش» ... تجربة «تربية الوحش الذي أكل صاحبه»
• على المسيحيين أن يتفقوا على اختيار الرئيس ولا «فيتو» لنا على أي شخص
• من الأهم بالنسبة لإيران المالكي أم بشار؟ بالتأكيد الأول وبرغم ذلك تخلّت عنه
• الإيرانيون يسعون للإمساك بأوراق اليمن والعراق وسورية والبحرين ووضعها في المفاوضات مع أميركا
• جالياتنا في الخليج جزء من الأمن الوطني والاقتصادي والاجتماعي اللبناني
• احتلال «حزب الله» لبيروت ودخوله الحرب السورية أسقطه كتيار مقاومة
• مشاركة «حزب الله» في حرب سورية بقيادة الحرس الثوري الإيراني تلت اغتيال آصف شوكت
• كيف يستطيع السيد حسن أن ينام كل ليلة بعد كلامه؟ وكيف يقنع جمهوره بحربه في سورية؟
• استقواء الحوثيين أو الأسد أو المالكي بإيران أو أي طرف خارجي لن يؤدي إلى نتيجة
• 11 سبتمبر منذ بن لادن وحتى «داعش» ... تجربة «تربية الوحش الذي أكل صاحبه»
شدد أمين عام تيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري، على ان الموقف اللبناني الرسمي يتمثل في موقف الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام، دون الاعتبار لأي آراء تخص أحزاباً او تيارات سياسية اخرى في لبنان، معتبراً أن تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن البحرين تندرج في إطار سياق الأجندة الإيرانية ولا شأن للبنان بها، لافتاً في سياق آخر، أن الكويتيين يملؤون لبنان رغم الظروف الأمنية والسياسية فيه.
وقال الحريري خلال استضافته في برنامج «لقاء الراي» مساء الاول من امس، ان «اي صوت نشاز على دول الخليج، مثل (تصريحات) نصرالله هي أصوات تخص أصحابها، ولاقت انتقادا في الخليج وحتى في لبنان».
وأوضح ان «تصريحات نصرالله وحزب الله التي هاجمت البحرين، ووصفتها بإسرائيل الثانية، وما يجري فيها شبيه بالمشروع الصهيوني استيطانا واجتياحا وتجنيسا، لم تأت إلا من أجندة ايرانية وليست لبنانية، من خلال قناة العالم (الإيرانية) وقناة المنار التابعة للحزب، وقالت ايران ان من ساهم بتخفيض سعر النفط العالمي ستكون له ارتدادات كبيرة، وبداية الهجوم على البحرين كانت اول خطة الهجوم الايراني، وذهاب نصرالله الى هذه التصريحات يحتاج تغطية من الايرانيين الذين يجربون كمش (إمساك) كل الاوراق كلها من اليمن والعراق وسورية الى البحرين ووضعها على طاولة المفاوضات الايرانية مع أميركا والغرب، متسائلا عن «ازدواجية المواقف بالوقوف ضد النظام في البحرين والوقوف مع النظام السوري الذي يقتل الآلاف من أبناء بلده، ولا أعرف كيف يستطيع السيد حسن ان ينام كل ليلة بعد كلامه هذا وكيف يقنع جمهوره، لأن الظلم صعب ومعياره واحد وليس بحسب كل دولة على حدة».
وفي ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أن وحدة لبنان اهم من التضامن العربي، اكد ان الوحدة كانت اساس نهاية الحرب الاهلية والبيان الذي نلتزم به هو الصادر عن رئيس الحكومة تمام سلام، القائل اننا ضد مهاجمة اي بلد شقيق للبنان او اي بلد عضو في جامعة الدول العربية، وبالتأكيد العلاقات اللبنانية - البحرينية اكبر من مثل هذه التصريحات العابرة، وتصريح حسن نصر الله واضح انه بطلب ايراني ويجب تجاهله.
وبين ان اللبنانيين في الخليج عموما مبتعدون عن السياسة، ووجودهم في الخليج جزء من الامن القومي والاقتصادي اللبناني، وكتيار سياسي بقيادة الرئيس سعد الحريري لن ندخر جهدا في الوقوف الى جانبهم، وبذل اقصى جهدنا بمحاصرة هذا الخطاب ووضعه في المكان الذي يليق به، عبر (موقف) دولة الرئيس تمام سلام، نافيا وجود مضايقات من دول الخليج للبنانيين نتيجة هذه التصريحات، قائلا ان «اصحاب القرار الدول في الخليج واعين لمثل هذا الخطاب، ولا اعتقد ان تصريحاً صغيراً يمكن ان يؤدي لطرد اللبنانيين، ولا يجب ان يأخذ اكبر من حجمه، لأنه كلام اتى خدمة للمصالح الايرانية».
وقيم الحريري العلاقات الكويتية - اللبنانية بأنها علاقات تاريخية بدأت منذ استقلال لبنان والخمسينات من القرن الماضي، وبرغم التحذيرات للمواطنين الكويتيين فإنهم يملأون لبنان بسبب محبتهم، برغم الزعزعة السياسية والامنية الموجودة منذ 14 فبراير (شباط) 2005 وهم يغارون على مصلحة لبنان كأهل لبنان، وهو شيء متبادل بالنسبة للجالية اللبنانية في الكويت.
وقال الحريري ان منطقة الخليج شكلت خلال العقود الاربعة الماضية، مكان عمل لكثير من الشباب اللبناني، الذي هرب من الحرب الاهلية، اما بالاستثمار او بالتوظيف في العديد من القطاعات، فزملاء الصف معي كلهم توزعوا على دول الخليج لوجود سوق عمل وطفرة اقتصادية.
ووصف الحريري ازمة اليمن بالخطيرة على وحدته، وقال الحريري انها تذكرني بما حدث في لبنان في 7 مايو (ايار) 2008 حينما دخل «حزب الله» على بيروت واحتلها وانتهت بتسوية الدوحة، وكان هذا التاريخ سقوط هذا الحزب في نظر اخواننا اللبنانيين السنة والمسيحيين، كتيار مقاومة، وكذلك في نظر العالم العربي بعد الدخول الى سورية، مؤكدا ان هذا الوضع اليمني في التعامل مع رئيس البلاد ستكون له تبعات خطيرة على قضيتهم (الحوثيين) التي يرون انها محقة، فالسلاح لم يكن يوما ليؤدي الى نتيجة، وهي تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي وصل لهذه النتيجة عبر طاولة الحوار في اتفاق الطائف.
ولفت الحريري الى ان اليمن يجب ان يكون لديه طاولة حوار ونية للتسامح بين اليمنيين، لأن الاستقواء بالخارج كاستقواء الحوثيين او حزب الله او المالكي او بشارالاسد بايران، لن يؤدي الى نتيجة وكذلك استقواء اي طرف بالاميركان او الانكليز لن يؤدي ايضا الى نتيجة، وميزة الشهيد الحريري انه لم يستقو بالخارج على حساب اللبنانيين.
وبين ان تيار المستقبل كتيار وطني معتدل، وليس سني معتدل لديه دور كبير في حماية صورة الدين الاسلامي المتسامح، بعدما تعرض له من تشويه بسبب الجماعات الارهابية، مؤكداً أن «رؤية الشهيد رفيق الحريري بتخلي الناس عن التعصب الديني والمذهبي، من خلال وجود مشروع مشترك اقوى من اي اولويات لأي حزب، وعلى هذا الاساس بدأ اللبنانيون في العودة والاستثمار في بلدهم، وهو ما نحاوله اليوم، لكن نجد بالمقابل تطرفاً، جزء منه جاء نتيجة رد فعل للذبح والقتل في العراق وسورية وانظمة القمع، التي اخذت عنوان التحرير بدل الحرية، وقتلت شعوبها منذ عشرات السنين، فما يحدث في لبنان والعراق وغيرهما من الدول الاخرى جزء من القهر، وجعل العرب فريسة امام اجهزة مخابرات العالم، معتبراً أن الارهاب منذ تجربة (مؤسس القاعدة أسامة) بن لادن وكيفية صناعتها، إلى (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش لم يخلق من فراغ، وتلفزيونات العالم الغربي تحولت الى ناطق رسمي باسم هذه التنظيمات».
وذكر ان التيار الوسطي، مثل تيار المستقبل، متواجد منذ بداية الربيع في ليبيا وفي تونس وفي مصر بأول الثورة، ثم معاونة الغرب للاخوان المسلمين في هذه الدول، والتي بعد ما فشلت جعلت كثيراً من الناس تتحول الى جماعات الارهاب، مبينا اننا كتيار معتدل سنكون ظلمنا اي دين في العالم، ان ادخلناه بالسياسة لأنه موضوع روحي، اما السياسة فمشروع حياتي والدين لا يمكن ان يكون ديدنا لنا.
ووصف الحريري تفجيرات 11 سبتمبر (في الولايات المتحدة 2001) بتجربة تربية الوحش الذي اكل صاحبه في الأخير، وهو باعتراف كل العالم، بينما في لبنان تجربة رفيق الحريري السني المذهب، الذي قام بتأسيس تجربة وطنية يحتذى بها، ولو لم يأت الحريري كان الشكل (السياسي) سيكون «الاخوان المسلمين» مثلا، كما في سورية وتركيا او مصر، لكن ميزة لبنان ان اللبنانيين مجربون من قبل بمشاريع لا تتماشى مع ميكانيزمات البلد، وحتى هناك شيعة لبنانيون سيرجعون الى الفكرة نفسها بالوحدة الوطنية، والشعب لن يتأثر بالمتطرفين.
ونفى الحريري ان يكون الخوف من الجهاديين و «داعش» هو الذي دعانا للحوار مع «حزب الله» كنقطة التقاء بين الفرقاء، لأننا دعونا منذ عامين للحوار، اي قبل بروباغاندا «داعش» التي لم تضرب سوى مناطق السنة اكثر مقارنة بمناطق الشيعة في الدول المتواجدة بها، وللمرة الأولى يطلب السيد حسن نصرالله علنا بالحوار بيننا، بينما كنا في السابق نقوم نحن بالدعوة لهذا الحوار، والحكومة التي تشكلت جاءت بعنوان اعطاه الرئيس سعد الحريري بربط النزاع.
ولفت الى ان ورقة لبنان معلقة بما يحدث في سورية، فالاستقرار الامني والاقتصادي ينجم عنه استقرار سياسي، مشدداً على اننا سنختار حماية أهلنا من نيران سورية، لافتا الى «مشاركة حزب الله في سورية بإيعاز ايراني ومعاونة ميليشيات عراقية بقيادة الحرس الثوري الايراني، بعد اغتيال آصف شوكت أدى لانفجار الازمة».
وقال «انني (كتيار المستقبل) جلست اليوم مع حركة امل وحزب الله ومكون رئيسي يتمثل في الشيعة اللبنانيين وان عاد حزب الله اليوم الى لبنان فسيعود مهزوماً بالتأكيد مثخناً بالجراح، وانا لن ازيد هذه الجراح بل سأكون الاسعاف لهذا الجمهور، وهكذا تأسسنا في لبنان وكما اسسنا الشهيد الحريري، واذا كانوا قد قتلوا رفيق الحريري فان ازالة القيم التي أنشئ عليها تياره تعني قتل الحريري للمرة الثانية».
واضاف ان «حزب الله» اتهم تيارنا بأنه انتهى، وشكل حكومة اللون الواحد بعد عزلنا وذهب لحكومة اللون الواحد، وبرغم تهديدات نصرالله إلا انه تشكلت الحكومة ولنا فيها 11 وزيراً، فالسياسة بظروفها، واليوم الظروف ليست في صالح «حزب الله»، الذي فات في حرب سورية كمهمة امنية سريعة، لكي يعود للبنان لكنه لم يعد مجددا.
ولفت الى ان اولوية الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» تعنى بالسلاح الداخلي وما يسمى بـ «سرايا المقاومة»، وحوارنا مع «حزب الله» يقابله حوار آخر بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، نأمل التوصل لحل في ما يتعلق بالرئاسة، فعلى المسيحيين ان يتفقوا على اختيار الرئيس وليس لدينا اي فيتو على اي شخص يتم اختياره بين الفرقاء المسيحيين، متوقعا نتائج ايجابية بالتفاوض مع «حزب الله»، مبينا ان «حزب الله» برغم ان داخله بعدا اقليميا معنيا بايران، إلا انه بالأخير داخله بعد لبناني يجب استغلاله في شيء نافع للبنان.
ولفت الحريري الى ان معطيات اختيار رئيس للجمهورية من خلال الحوار الجدي بيننا وبين «حزب الله» مع وجود توافق مسيحي، فقد شكلنا حكومة لبنان خارج الاصطفاف الاقليمي، متوقعا «ان اللبنانيين قادرون على انتاج رئيس جمهورية قريبا جدا، بمقياس طاولة المفاوضات الأميركية الايرانية».
وفي ما يتعلق باللاجئين السوريين الذين فاقوا 1.3 مليون اي ثلث اللبنانيين، اكد الحريري ان عددهم 800 الف لأن لبنان متعود على وجود 500 الف سوري يعملون داخل البلد، اكثرهم يحصل على مساعدات ثم يعود لسورية، لكن الوظائف التي كان يقوم بها اللبنانيون حل فيها سوريون، وهو امر ممكن ان يؤدي لانفجار الوضع، ففي بعض المناطق عدد السوريين اصبح اكبر من اللبنانيين، وفتحوا محلات ناهيك عن العشوائيات.
واكد الحريري ان الخطر الاساسي يتعلق بالاستغلال الامني لخلايا نائمة من النازحين السوريين، وهو مشكلة الحكومات اللبنانية السابقة، التي لم تضع اي احترازات امنية كما فعلت تركيا والاردن، وتركنا السوريين يفوتون على مزاجهم، مبينا ان الحل بانشاء مخيمات، وجزء من الحل كان فرض تسجيل بيان وليس تأشيرة دخول كما يشاع، لتخفيف النزوح، لأن هناك سوريين يأتون من مناطق ليست بها صراعات او حرب للعيش في لبنان.
وشدد على ان الفكرة الاكبر بالتسجيل قائمة على المسألة الامنية بالاساس، لحماية الوضع الداخلي، كما ان السوريين آتون الينا بخلافاتهم الداخلية، ونحن لسنا بحاجة الى انتقال مثل هذه الخلافات الينا.
وبين ان الرئيس سعد الحريري تحدى الظروف الامنية، حينما كان هناك خطر على الجيش اللبناني، وعاد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين (الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز) بدعم للجيش ولمكافحة الارهاب بـ3 مليارات دولار، وقد نجحنا في ذلك، وعادة الحريري تحدي الامن دوما عندما يكون هناك خطر على لبنان، وهو امر يعود الى تقديره لظروف العودة، خاصة واننا تفاجأنا بعودته المرة السابقة، وان شاء الله يفاجئنا ويعود من جديد.
وعن استمرار الاسد في الحكم، أكد ضرورة ترك الخيار للشعب السوري عبر المفاوضات، فاي مفاوضات لابد ان ترتكزعلى نقطتين الاولى مكافحة الارهاب والثانية بانتقال السلطة ولا يوجد حل آخر، والاسد كان لديه قناعة بالتخلص من الثورة عسكريا وهو امر مستحيل، متسائلاً «من الاهم بالنسبة لايران المالكي ام بشار؟ بالتأكيد الاول، وبرغم ذلك تخلت ايران عن المالكي، واليوم هناك تراجع للنفط هز الاتحاد الروسي بكبره، وعلينا ان نراقب، فنحن كدول عربية لا يوجد لدينا اي حل للازمة السورية.
وقال الحريري خلال استضافته في برنامج «لقاء الراي» مساء الاول من امس، ان «اي صوت نشاز على دول الخليج، مثل (تصريحات) نصرالله هي أصوات تخص أصحابها، ولاقت انتقادا في الخليج وحتى في لبنان».
وأوضح ان «تصريحات نصرالله وحزب الله التي هاجمت البحرين، ووصفتها بإسرائيل الثانية، وما يجري فيها شبيه بالمشروع الصهيوني استيطانا واجتياحا وتجنيسا، لم تأت إلا من أجندة ايرانية وليست لبنانية، من خلال قناة العالم (الإيرانية) وقناة المنار التابعة للحزب، وقالت ايران ان من ساهم بتخفيض سعر النفط العالمي ستكون له ارتدادات كبيرة، وبداية الهجوم على البحرين كانت اول خطة الهجوم الايراني، وذهاب نصرالله الى هذه التصريحات يحتاج تغطية من الايرانيين الذين يجربون كمش (إمساك) كل الاوراق كلها من اليمن والعراق وسورية الى البحرين ووضعها على طاولة المفاوضات الايرانية مع أميركا والغرب، متسائلا عن «ازدواجية المواقف بالوقوف ضد النظام في البحرين والوقوف مع النظام السوري الذي يقتل الآلاف من أبناء بلده، ولا أعرف كيف يستطيع السيد حسن ان ينام كل ليلة بعد كلامه هذا وكيف يقنع جمهوره، لأن الظلم صعب ومعياره واحد وليس بحسب كل دولة على حدة».
وفي ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أن وحدة لبنان اهم من التضامن العربي، اكد ان الوحدة كانت اساس نهاية الحرب الاهلية والبيان الذي نلتزم به هو الصادر عن رئيس الحكومة تمام سلام، القائل اننا ضد مهاجمة اي بلد شقيق للبنان او اي بلد عضو في جامعة الدول العربية، وبالتأكيد العلاقات اللبنانية - البحرينية اكبر من مثل هذه التصريحات العابرة، وتصريح حسن نصر الله واضح انه بطلب ايراني ويجب تجاهله.
وبين ان اللبنانيين في الخليج عموما مبتعدون عن السياسة، ووجودهم في الخليج جزء من الامن القومي والاقتصادي اللبناني، وكتيار سياسي بقيادة الرئيس سعد الحريري لن ندخر جهدا في الوقوف الى جانبهم، وبذل اقصى جهدنا بمحاصرة هذا الخطاب ووضعه في المكان الذي يليق به، عبر (موقف) دولة الرئيس تمام سلام، نافيا وجود مضايقات من دول الخليج للبنانيين نتيجة هذه التصريحات، قائلا ان «اصحاب القرار الدول في الخليج واعين لمثل هذا الخطاب، ولا اعتقد ان تصريحاً صغيراً يمكن ان يؤدي لطرد اللبنانيين، ولا يجب ان يأخذ اكبر من حجمه، لأنه كلام اتى خدمة للمصالح الايرانية».
وقيم الحريري العلاقات الكويتية - اللبنانية بأنها علاقات تاريخية بدأت منذ استقلال لبنان والخمسينات من القرن الماضي، وبرغم التحذيرات للمواطنين الكويتيين فإنهم يملأون لبنان بسبب محبتهم، برغم الزعزعة السياسية والامنية الموجودة منذ 14 فبراير (شباط) 2005 وهم يغارون على مصلحة لبنان كأهل لبنان، وهو شيء متبادل بالنسبة للجالية اللبنانية في الكويت.
وقال الحريري ان منطقة الخليج شكلت خلال العقود الاربعة الماضية، مكان عمل لكثير من الشباب اللبناني، الذي هرب من الحرب الاهلية، اما بالاستثمار او بالتوظيف في العديد من القطاعات، فزملاء الصف معي كلهم توزعوا على دول الخليج لوجود سوق عمل وطفرة اقتصادية.
ووصف الحريري ازمة اليمن بالخطيرة على وحدته، وقال الحريري انها تذكرني بما حدث في لبنان في 7 مايو (ايار) 2008 حينما دخل «حزب الله» على بيروت واحتلها وانتهت بتسوية الدوحة، وكان هذا التاريخ سقوط هذا الحزب في نظر اخواننا اللبنانيين السنة والمسيحيين، كتيار مقاومة، وكذلك في نظر العالم العربي بعد الدخول الى سورية، مؤكدا ان هذا الوضع اليمني في التعامل مع رئيس البلاد ستكون له تبعات خطيرة على قضيتهم (الحوثيين) التي يرون انها محقة، فالسلاح لم يكن يوما ليؤدي الى نتيجة، وهي تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي وصل لهذه النتيجة عبر طاولة الحوار في اتفاق الطائف.
ولفت الحريري الى ان اليمن يجب ان يكون لديه طاولة حوار ونية للتسامح بين اليمنيين، لأن الاستقواء بالخارج كاستقواء الحوثيين او حزب الله او المالكي او بشارالاسد بايران، لن يؤدي الى نتيجة وكذلك استقواء اي طرف بالاميركان او الانكليز لن يؤدي ايضا الى نتيجة، وميزة الشهيد الحريري انه لم يستقو بالخارج على حساب اللبنانيين.
وبين ان تيار المستقبل كتيار وطني معتدل، وليس سني معتدل لديه دور كبير في حماية صورة الدين الاسلامي المتسامح، بعدما تعرض له من تشويه بسبب الجماعات الارهابية، مؤكداً أن «رؤية الشهيد رفيق الحريري بتخلي الناس عن التعصب الديني والمذهبي، من خلال وجود مشروع مشترك اقوى من اي اولويات لأي حزب، وعلى هذا الاساس بدأ اللبنانيون في العودة والاستثمار في بلدهم، وهو ما نحاوله اليوم، لكن نجد بالمقابل تطرفاً، جزء منه جاء نتيجة رد فعل للذبح والقتل في العراق وسورية وانظمة القمع، التي اخذت عنوان التحرير بدل الحرية، وقتلت شعوبها منذ عشرات السنين، فما يحدث في لبنان والعراق وغيرهما من الدول الاخرى جزء من القهر، وجعل العرب فريسة امام اجهزة مخابرات العالم، معتبراً أن الارهاب منذ تجربة (مؤسس القاعدة أسامة) بن لادن وكيفية صناعتها، إلى (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش لم يخلق من فراغ، وتلفزيونات العالم الغربي تحولت الى ناطق رسمي باسم هذه التنظيمات».
وذكر ان التيار الوسطي، مثل تيار المستقبل، متواجد منذ بداية الربيع في ليبيا وفي تونس وفي مصر بأول الثورة، ثم معاونة الغرب للاخوان المسلمين في هذه الدول، والتي بعد ما فشلت جعلت كثيراً من الناس تتحول الى جماعات الارهاب، مبينا اننا كتيار معتدل سنكون ظلمنا اي دين في العالم، ان ادخلناه بالسياسة لأنه موضوع روحي، اما السياسة فمشروع حياتي والدين لا يمكن ان يكون ديدنا لنا.
ووصف الحريري تفجيرات 11 سبتمبر (في الولايات المتحدة 2001) بتجربة تربية الوحش الذي اكل صاحبه في الأخير، وهو باعتراف كل العالم، بينما في لبنان تجربة رفيق الحريري السني المذهب، الذي قام بتأسيس تجربة وطنية يحتذى بها، ولو لم يأت الحريري كان الشكل (السياسي) سيكون «الاخوان المسلمين» مثلا، كما في سورية وتركيا او مصر، لكن ميزة لبنان ان اللبنانيين مجربون من قبل بمشاريع لا تتماشى مع ميكانيزمات البلد، وحتى هناك شيعة لبنانيون سيرجعون الى الفكرة نفسها بالوحدة الوطنية، والشعب لن يتأثر بالمتطرفين.
ونفى الحريري ان يكون الخوف من الجهاديين و «داعش» هو الذي دعانا للحوار مع «حزب الله» كنقطة التقاء بين الفرقاء، لأننا دعونا منذ عامين للحوار، اي قبل بروباغاندا «داعش» التي لم تضرب سوى مناطق السنة اكثر مقارنة بمناطق الشيعة في الدول المتواجدة بها، وللمرة الأولى يطلب السيد حسن نصرالله علنا بالحوار بيننا، بينما كنا في السابق نقوم نحن بالدعوة لهذا الحوار، والحكومة التي تشكلت جاءت بعنوان اعطاه الرئيس سعد الحريري بربط النزاع.
ولفت الى ان ورقة لبنان معلقة بما يحدث في سورية، فالاستقرار الامني والاقتصادي ينجم عنه استقرار سياسي، مشدداً على اننا سنختار حماية أهلنا من نيران سورية، لافتا الى «مشاركة حزب الله في سورية بإيعاز ايراني ومعاونة ميليشيات عراقية بقيادة الحرس الثوري الايراني، بعد اغتيال آصف شوكت أدى لانفجار الازمة».
وقال «انني (كتيار المستقبل) جلست اليوم مع حركة امل وحزب الله ومكون رئيسي يتمثل في الشيعة اللبنانيين وان عاد حزب الله اليوم الى لبنان فسيعود مهزوماً بالتأكيد مثخناً بالجراح، وانا لن ازيد هذه الجراح بل سأكون الاسعاف لهذا الجمهور، وهكذا تأسسنا في لبنان وكما اسسنا الشهيد الحريري، واذا كانوا قد قتلوا رفيق الحريري فان ازالة القيم التي أنشئ عليها تياره تعني قتل الحريري للمرة الثانية».
واضاف ان «حزب الله» اتهم تيارنا بأنه انتهى، وشكل حكومة اللون الواحد بعد عزلنا وذهب لحكومة اللون الواحد، وبرغم تهديدات نصرالله إلا انه تشكلت الحكومة ولنا فيها 11 وزيراً، فالسياسة بظروفها، واليوم الظروف ليست في صالح «حزب الله»، الذي فات في حرب سورية كمهمة امنية سريعة، لكي يعود للبنان لكنه لم يعد مجددا.
ولفت الى ان اولوية الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» تعنى بالسلاح الداخلي وما يسمى بـ «سرايا المقاومة»، وحوارنا مع «حزب الله» يقابله حوار آخر بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، نأمل التوصل لحل في ما يتعلق بالرئاسة، فعلى المسيحيين ان يتفقوا على اختيار الرئيس وليس لدينا اي فيتو على اي شخص يتم اختياره بين الفرقاء المسيحيين، متوقعا نتائج ايجابية بالتفاوض مع «حزب الله»، مبينا ان «حزب الله» برغم ان داخله بعدا اقليميا معنيا بايران، إلا انه بالأخير داخله بعد لبناني يجب استغلاله في شيء نافع للبنان.
ولفت الحريري الى ان معطيات اختيار رئيس للجمهورية من خلال الحوار الجدي بيننا وبين «حزب الله» مع وجود توافق مسيحي، فقد شكلنا حكومة لبنان خارج الاصطفاف الاقليمي، متوقعا «ان اللبنانيين قادرون على انتاج رئيس جمهورية قريبا جدا، بمقياس طاولة المفاوضات الأميركية الايرانية».
وفي ما يتعلق باللاجئين السوريين الذين فاقوا 1.3 مليون اي ثلث اللبنانيين، اكد الحريري ان عددهم 800 الف لأن لبنان متعود على وجود 500 الف سوري يعملون داخل البلد، اكثرهم يحصل على مساعدات ثم يعود لسورية، لكن الوظائف التي كان يقوم بها اللبنانيون حل فيها سوريون، وهو امر ممكن ان يؤدي لانفجار الوضع، ففي بعض المناطق عدد السوريين اصبح اكبر من اللبنانيين، وفتحوا محلات ناهيك عن العشوائيات.
واكد الحريري ان الخطر الاساسي يتعلق بالاستغلال الامني لخلايا نائمة من النازحين السوريين، وهو مشكلة الحكومات اللبنانية السابقة، التي لم تضع اي احترازات امنية كما فعلت تركيا والاردن، وتركنا السوريين يفوتون على مزاجهم، مبينا ان الحل بانشاء مخيمات، وجزء من الحل كان فرض تسجيل بيان وليس تأشيرة دخول كما يشاع، لتخفيف النزوح، لأن هناك سوريين يأتون من مناطق ليست بها صراعات او حرب للعيش في لبنان.
وشدد على ان الفكرة الاكبر بالتسجيل قائمة على المسألة الامنية بالاساس، لحماية الوضع الداخلي، كما ان السوريين آتون الينا بخلافاتهم الداخلية، ونحن لسنا بحاجة الى انتقال مثل هذه الخلافات الينا.
وبين ان الرئيس سعد الحريري تحدى الظروف الامنية، حينما كان هناك خطر على الجيش اللبناني، وعاد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين (الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز) بدعم للجيش ولمكافحة الارهاب بـ3 مليارات دولار، وقد نجحنا في ذلك، وعادة الحريري تحدي الامن دوما عندما يكون هناك خطر على لبنان، وهو امر يعود الى تقديره لظروف العودة، خاصة واننا تفاجأنا بعودته المرة السابقة، وان شاء الله يفاجئنا ويعود من جديد.
وعن استمرار الاسد في الحكم، أكد ضرورة ترك الخيار للشعب السوري عبر المفاوضات، فاي مفاوضات لابد ان ترتكزعلى نقطتين الاولى مكافحة الارهاب والثانية بانتقال السلطة ولا يوجد حل آخر، والاسد كان لديه قناعة بالتخلص من الثورة عسكريا وهو امر مستحيل، متسائلاً «من الاهم بالنسبة لايران المالكي ام بشار؟ بالتأكيد الاول، وبرغم ذلك تخلت ايران عن المالكي، واليوم هناك تراجع للنفط هز الاتحاد الروسي بكبره، وعلينا ان نراقب، فنحن كدول عربية لا يوجد لدينا اي حل للازمة السورية.