شعر / مزلقانات...!

| u062f u0633u0639u064au062f u0634u0648u0627u0631u0628 |
| د سعيد شوارب |
تصغير
تكبير
لهذه القصيدة أمر عجب، فقد كتبت جزءا منها كان يتيما فى ذاكرتى منذ عام 1964، بعد أن فقدت نص القصيدة ضمن ملف عزيز، لا ينقضي حزنى عليه، كان فيه كل شعري ايام مرحلة الثانوى والجامعة.

وبقي هذا الجزءعالقا بذاكرتي الى التاريخ الثانى 26 يناير 2010، ولما استيأست من العثور على هذا الملف، قررت أن أخلص إلى الجزء الموجود نجياً، فقد تنفع المحاولة ليلتئم نصان بينهما نحو نصف القرن فى بنية فنية واحدة، لا أدرى كيف تصفوها، ولكنى تاركٌ لكم اكتشاف الخطوط النحيلة الفاصلة بين جزئى جسد منسبك!

أنا أمَّاااهُ...

عمرى كله مُذْ كنتُ، فوْقَ المزْلقاناتِ

ولكنْ أينَ أنتِ الآنَ...؟

أين أناَ؟

عيونك أنتِ يا أمَّاهُ

قد كانت لىَ السكنَا

وكان الحبُّ يا أمَّاهُ فى عينيكِ،

يمنحنى الغدَ الآتي

فأين أنا؟

أحاولُ كيفَ ينْجُو الحُلمُ من دهْسِ القطاراتِ

أُصَلِّحُ فى الإشارَاتِ

أصحِّحُ فى مفاهيم تضِيقُ بها مَلفَّاتِي

وأخرجُ من مَدَى جُرْحٍ، لأدخُلَ قلبَ مأساةِ

كأنى مذْ دخلتُ الحلمِ، تاريخُ المعاناةِ

أنا لم أنْسَ يا أمى دمُوعَ أبي

ونظْراتٍ شواردَ فى الغد المجهُولِ تعْلقُ بي:

أمامَكَ مَزْلقاناتٌ، تنبَّهْ للغدِ الآتي

تنبَّهْ للغدِ الآتي

وحاذرْ...

سائقٌ يأتي ويَدْهَسُ بالْهُوِيَّاتِ

وكفُّكِ...

آهِ من كفيكِ راعشتيْنِ...

ضارعتيْنْ

وعينُكِ...

آهِ من عيْنْيكِ

فوقَ رصِيفِ بلدتِنَا،

بلا قدميْنْ...

عرفتُ اليومَ يا أماهُ، حُمْقَ المزْلقانَاتِ

ولكنْ، سوْفَ ينْجُو الحُلمُ من دهْسِ القِطارَاتِ.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي