أحلم بوطن يحترم المواطن، يحبه، يقدّره. يمنحه الطمأنينة والأمان له ولأبنائه وأبنائهم. أحلم بوطن يحترم الحقوق والحريات. يدركها يعرفها يكررها ويعلنها. يمنحها للمواطن كاملة غير منقوصة من نظام سكني وصحي ووظيفي. احلم بوطن فيه حضارة وتطور وعمران. فيه جامعات ومدارس مجهزة متطورة، فيه مستشفيات ومراكز علمية وثقافية، فيه مسارح دار أوبرا ومعارض ومتاحف ومدن تعليمية وطبية كاملة ومتكاملة. أحلم بوطن فيه شوارع سليمة وجهاز صرف وكهرباء وماء معتمدة ودائمة ووفيرة.
وطن فيه ثروات ونِعم محمية ومستخدمة وفق القانون والمحاسبة والشرعية. فيه محميات طبيعية لثرواته الحيوانية والزراعية بأنواعها. فيه نظام بيئي متكامل يحمي مناخه والحقوق البيئية لنظمه وحدوده وفق الشروط المعترف بها علميا وعالميا.
أحلم بوطن خالٍ من الفساد والعنصرية والجريمة والعنف والمخدرات. لا يفرق بين المواطنين. أحلم بوطن يتحد فيه مواطنوه على كلمة ورأي وحب ويد واحدة. أحلم بوطن يتوازن فيه عدد المقيمين والمواطنين. أحلم بوطن لا يسيطر فيه التجار الفاسدون على الاقتصاد والصفقات والمناقصات والسياسة.
فيه اعلام نزيه واضح موضوعي. أحلم بوطن فيه جهاز مراقبة ومحاسبة يقدم المتجاوزين للقانون بشفافية. أحلم بوطن نعرف فيه الفاسد وتجاوزاته دون سرية. يطبق فيه القانون على الجميع. أحلم بوطن لا يستغل فيه الدين لأسباب شخصية ومصالح ومنافع بعيدا عن محتواه وجوهره السامي.
وطن لا يُحكم فيه على الانسان بناء على شكله وملبسه واسمه وقبيلته ونوع سيارته وحجم بيته وممتلكاته ورصيده البنكي. أحلم بوطن تتمتع فيه المرأة بحقوقها المنصوص عليها بالشريعة والقانون والعرف الدولي الاجتماعي والانساني.
وطن يحترم مواد الدستور ويطبقها. وطن، معترف به دوليا كمجتمع إنساني عادل متزن. أحلم بوطن لا يوجد فيه جهل ووقاحة وشتائم وشذوذ وسحاق وبويات.
وطن سامٍ بأخلاقه وفضائله ومبادئه. أحلم بوطن ليس قليل أدب. لا يقاضي المتعلمين والمفكرين والأدباء. لا يجرهم للنيابة والمحكمة كالمجرمين. فيه حرية رأي وفكر وكلمة. وطن، لا يُبعد فيه الشرفاء لأنهم قالوا كلمة حق، ولا يُجمّد فيه الشرفاء لامتناعهم عن التنازل عن مبادئهم. أحلم بوطن يعتلي فيه المواطن المناصب والكراسي بحسب العلم والخبرة والشهادة والكفاءة وليس بحسب المحسوبية والواسطة والصفقات المشبوهة.
أحلم بوطن تفتح فيه التشريفات لأصحاب الفكر والعلم والإبداع بغض النظر عن أسماء عائلاتهم وألقابهم المذهبية. أحلم بوطن تبدع وتنجز فيه جمعيات النفع العام وتؤدي دورها المنتظر منها دون أن تتحول لديكورات لفلان وعلان. أحلم بوطن يواكب تطور دول الخليج والمنطقة. يتسابق للتنمية والتطور والتغيير والإصلاح.
أحلم بوطن يحبنا، فقط يحبنا كما نحبه.