الكتاب إضافة معلوماتية إلى سيرة 4 شخصيات لبنانية

شامل وشوشو والباشا والزعني ... كما عرفهم محمد كريّم

u063au0644u0627u0641 u0627u0644u0643u062au0627u0628
غلاف الكتاب
تصغير
تكبير
قيّما، جاذبا، وثريا بالخبرات والقصص، يأتي كتاب «كما عرفتهم» حاملا شهادات مناخها ميداني، بأسلوب طري عفوي ومتدفق للمخرج الإذاعي والمسرحي المخضرم محمد كريّم. صدر الكتاب عن دار نلسن في بيروت في حجم متوسط و 266 صفحة، مضيئاً على أربع شخصيات كان لها في بيروت حضور وشعبية وأثر طيب، لم تستطع الأيام أن تمحوه أو تقلل من قيمته ودوره في الحياة الفنية والاجتماعية على حد سواء.

وتكمن أهمية كتاب «كما عرفتهم»، في أن هناك شاهدا من أهل الحقبة الذهبية للفنون في لبنان، يروي ما عايشه وخبره وسمعه أو رآه في حياة الأربعة الكبار الذين اختارهم مادة لكتابه، الذي يجيء بعد فترة وجيزة على كتابه عن الأخوين محمد وأحمد فليفل (اللحن الثائر)، كما أن المخرج كريّم كان فاعلاً ميدانياً في الحركة الفنية عموماً منذ العام 1959.

فالمعروف عن محمد كريم أنه من مواهب إذاعة الشرق الأدنى، ومن أعمدة إذاعة لبنان منذ انطلقت أواخر الخمسينات، وأحد الذين واكبوا شامل ومرعي إذاعياً، ثم شوشو بين استوديوهات الإذاعة في عصرها الذهبي، وخشبة المسرح الوطني في عز عروضه اليومية مع شوشو، لذا فإن ما يورده في كتابه له أهمية بالغة، لجهة المصداقية لنقل صورة حقيقية عن الواقع الفني، في فترة غنية من تاريخ لبنان الفني الحديث.

مع الحديث عن الكاتب والممثل محمد شامل، نعثر على معلومة تعلن لأول مرة بأنه في بداية حياته أراد السفر إلى القاهرة، بغية الانخراط في الحالة الفنية الخصبة التي كانت سائدة آنذاك، لكنه أبلغ ذويه بأنه سيكون بمعية صديقه (العلاّمة) عبد الله العلايلي، للدراسة الدينية في الأزهر الشريف، وكانت شكوى من والد محمد للسلطات المصرية حول نية ابنه، كافية لمنعه من السفر فبقي في لبنان متفرغاً للفن الذي عرفناه.

وفي حديثه عن الفنان الكبير شوشو (حسن علاء الدين)، مواكبة لخطواته الأولى ثم لميزاته كنجم وعلاقته بزملائه، راوياً أن أولى المسرحيات التي قدمها على خشبة الوطني كانت شوشو بيك في صوفر، للمخرج نزار ميقاتي، وقد ذهل الاثنان لحجم ونوعية الحضور، حيث رصدهما يبكيان من الفرح والتأثر في الكواليس.

أما المغني والمؤلف عمر الزعني فالصورة التي رسمها عنه ثرية، بمحبة الناس واحترام السياسيين والمسؤولين لما يقوله ويعبر خلاله عن وجع الناس، وكان يسمح في المناسبات أن يقف أمام رئيسي الجمهورية والحكومة، بشارة الخوري ورياض الصلح في عز حكمهما.

كما يورد روايات عدة عن عصامية المايسترو توفيق الباشا، الذي عرف كيف يبدع موسيقياً وأن يظل إنساناً خلوقاً ومتزناً.

كتاب «كما عرفتهم»، شيق، ممتع، وحقيقي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي