القوى الفلسطينية تستنفر للحؤول دون اتخاذ قرار لبناني بمواجهة عسكرية في «عاصمة الشتات»

«عين الحلوة» أمام خياريْن: تسليم المولوي ومنصور و... إلا

تصغير
تكبير
تبدو التطورات الأمنية التي شهدها لبنان في الاسبوع الذي أعقب التفجير المزدوج الذي استهدف منطقة جبل محسن في طرابلس (شمال) قبل نحو عشرة ايام، وكأنها فتحت صفحة جديدة - قديمة تتصل بواقع مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جوار مدينة صيدا (الجنوب) من جهة وتوسيع اطار الخطة الامنية الى منطقة البقاع الشمالي من جهة اخرى.

ذلك ان ملف تورط تنظيمات وخلايا إرهابية في عمليات التفجير الانتحارية التي كان آخرها في جبل محسن مع غرف عمليات ومطلوبين من السلطات اللبنانية في مخيم عين الحلوة فُتح على الغارب بعدما كُشف ان رأسيْن اساسييْن فاريْن ومطلوبيْن يتخذان المخيم قاعدة لهما وهما شادي المولوي واسامة منصور، اللذين يتزعمان مجموعة انتحاريين اعتُقل بعضهم الاسبوع الماضي في الشمال.


ولن يكون التوصل الى حلّ سلمي يقضي بتسليم المولوي ومنصور من داخل عين الحلوة الى السلطات الامنية او العسكرية اللبنانية سهلاً على ما أكدت امس، مصادر معنية بالملفات الامنية لـ «الراي»، لافتة الى ان حصول تحركات واعتصامات قامت بها جهات متشددة كـ «جند الشام» أول من أمس، في المخيم تحت شعار «استنكار الخطة التي نُفذت في سجن رومية»، حملت رسالة واضحة الى الجيش والقوى الأمنية حيال اي خطوة تُتخذ ضد المخيم.

واشارت المصادر الى ان ثمة اتصالات بدأت منذ ايام بين السلطات المعنية والجهات الفلسطينية الاساسية في المخيم للبحث في مخرج يكفل تسليم المطلوبيْن من دون عنف وإراقة دماء وان كرة المأزق هي الآن لدى القوى الفلسطينية وفاعليات عين الحلوة التي سيتعيّن عليها ان تحسب بدقة لمحاذير عدم تسليم هذين المطلوبين، علماً ان المصادر لم تجزم بأي وجهة قد تلجأ اليها السلطات العسكرية والأمنية في حال رفْض او تلكؤ فاعليات المخيم بتسليم المطلوبيْن، معتبرة انه لا يزال مبكرا الحديث عن بدائل من خيار تسليم المطلوبيْن الذي يعطى الاولوية حالياً في الاتصالات الجارية بين المعنيين، لكن في حال اخفاق هذا الخيار، فان ثمة خيارات اخرى موضوعة على الطاولة سيبدأ البحث فيها جدياً ولن يكون تراجُع عن توقيف المولوي ومنصور مهما حصل.

واعربت المصادر عن اعتقادها ان الدولة اللبنانية ستتمكن من توقيف المولوي ومنصور في النهاية لان احداً في عين الحلوة لن يتحمل تبعة زج المخيم في واقع شديد التعقيد بعدما ثبتت عملية توريط المخيم بالعمليات الارهابية عبر توفير المأوى واللجوء للمطلوبيْن وسواهما من مطلوبين آخرين في عمليات ارهابية.

وفي هذا الوقت، عقدت اللجنة الامنية العليا المشرفة على الامن في المخيمات الفلسطينية برئاسة قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب اجتماعاً في مقر القوة الامنية المشتركة في عين الحلوة حيث جرى البحث في المعلومات حول وجود المولوي ومنصور في المخيم.

وأوضحت مصادر فلسطينية لـ «الراي»، انه جرى الاتفاق على خطوتين عمليتين، الاولى تشكيل لجنة مصغرة للتواصل المباشر مع المجموعات الاسلامية التي تُتهم بايواء المولوي ومنصور ووضعها امام مسؤولياتها كاملة، والثانية التحرك نحو المسؤولين اللبنانيين ولقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق لتوضيح الامر وتأكيد ان عين الحلوة وقواه السياسية الوطنية والاسلامية ترفض ايواء اي مطلوب يسيء الى الامن والاستقرار في لبنان تحت اي عنوان.

ونفى ابو عرب وجود شادي المولوي واسامة منصور في عين الحلوة، مؤكدا ان «لا معلومات امنية داخل المخيم تشير الى وجودهما على عكس ما تشيعه وسائل الاعلام، ونحن كقوى وفصائل وطنية واسلامية في المخيم رفضنا زجه في اي فتنة او جره الى أي صراعات جانبية لا تصب في مصلحة شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، واثبتت الحوادث والازمات صحة ما نقول، من احداث عبرا الى طرابلس حيث اثبت المخيم حرصاً شديداً على عدم زجه بهذه الأحداث».

وفي سياق متصل، استبعدت مصادر فلسطينية مسؤولة لـ «الراي» ان تصل الأوضاع في عين الحلوة الى مواجهة عسكرية مع القوى الأمنية اللبنانية رغم خطورة الموقف بعدما دخل المخيم في «ورطة أمنية حقيقية» هذه المرة بعد المعلومات الرسمية اللبنانية واعترافات الموقوفين لدى الجيش اللبناني بأن مَن جنّد الانتحارييْن لتنفيذ تفجير جبل محسن هما المولوي ومنصور.

واشارت المصادر الى ان العمل جار على تفكيك كل «الالغام الأمنية» بالتنسيق مع القوى اللبنانية السياسية والأمنية لعدم الوصول الى اتخاذ قرار بالخيار العسكري في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المخيمات الفلسطينية في هذه المرحلة سواء مع الغطاء الدولي والاقليمي والمحلي لمكافحة الارهاب، ما يطيح او مع التوافق اللبناني الداخلي والحوار الجاري بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» وانطلاق الخطة الامنية على الاراضي اللبنانية بدءاً من سجن رومية ومرورها المتوقع بالبقاع مطلع الاسبوع الجاري في إطار الرغبة في إطفاء كل المظاهر الفتنوية.

وأكد نائب مسؤول العلاقات السياسية لحركة «حماس» في لبنان احمد عبد الهادي لـ «الراي» ان «الوضع في عاصمة الشتات الفلسطيني (عين الحلوة) ليس سهلاً على الاطلاق، اذ تتداخل فيه تعقيدات ما يجري في المنطقة، ما يوجب اطلاق مبادرة جدية مجدداً اذا ثبت قطعاً ان المولوي ومنصور موجودان في المخيم وان ضرب الاستقرار اللبناني ينطلق منه تخطيطاً وتنفيذاً»، وقال: «يجب ان يأخذ الجهد الفلسطيني منحى مختلفاً تماماً هذه المرة، ودورنا بذْل كل الجهود المطلوبة داخلياً ومن خلال التواصل مع القوى السياسية والامنية اللبنانية للحؤول دون اتخاذ اي قرار بالمواجهة والتعامل مع الموقف ميدانياً ولا سيما ان السياسة الفلسطينية والموقف موحّد بالنأي بالنفس والحياد في الشؤون اللبنانية».

إصابة 3 جنود لبنانيين باختناق بقنبلتيْن دخانيتيْن إسرائيليتين

| بيروت - «الراي» |

أصيب 3 جنود لبنانيون بحالات ضيق تنفّس، بعدما رمى الجيش الإسرائيلي، أمس، قنبلتيْن دخانيتيْن باتجاه نقطة للجيش اللبناني عند السياج في بلدة عيتا الشعب الحدودية جنوب لبنان، ما أسفر عن استنفار الجانبيْن.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه - في بيان لها انه «صباح الأحد، (أمس) داخل الأراضي اللبنانية من ناحية الأراضي الفلسطينية المحتلة مقابل بلدة عيتا الشعب ومركز الحدب التابع للجيش، حضرت 4 آليات للعدو الإسرائيلي، حيث أقدم عناصرها على رمي قنبلتين مسيلتين للدموع قرب السياج التقني، فتسرب الدخان والغاز باتجاه المركز المذكور، ما أدى إلى إصابة 3 عسكريين بضيق تنفّس».

من جهته، لفت الناطق الرسمي باسم قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، اندريا تينانتي، الى ان «الجيش اللبناني أبلغنا بما حصل عند الحدود في بلدة عيتا الشعب، وعلى الفور أرسلت (اليونيفيل) قواتها الى الارض لتحديد الوقائع والظروف»، مشيراً الى ان «التحقيق لا يزال مستمرا والوضع هادئ الآن».

«محامو الأسد» يضربون الوفد اللبناني في مؤتمر بالقاهرة

| بيروت - «الراي» |

كشفت تقارير في بيروت، عن تعرض وفد المحامين اللبنانيين الذي يمثل نقابتَيْ بيروت وطرابلس، في المؤتمر العام الـ 23 لاتحاد المحامين العرب، المنعقد في القاهرة، لاعتداء من وفد المحامين السوريين الذي يمثل نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك خلال إلقاء منسّق فرع المحامين في «تيار المستقبل» المحامي فادي سعد، كلمته في اللجنة المتخصصة بشؤون الارهاب.

وفي التفاصيل، أنه حين كان سعد يلقي كلمته، ويقارن بين تعاطي الجيش المصري مع شعبه بعد الثورة، وتعاطي الجيش السوري مع شعبه بعد الثورة، حاول المحامون السوريون مقاطعته أكثر من مرة، قبل أن ينهالوا عليه وعلى عضوَيْ الوفد اللبناني المحامييْن جمل قمبريس ومنير الحسيني بالضرب.

ودان فرع المحامين في «قطاع المهن الحرة» في «تيار المستقبل» «بشدة الاعتداء الآثم الذي تعرض له وفد محامي لبنان على يد شبيحة نظام بشار الأسد، في القاهرة». وطالب «اتحاد المحامين العرب باتخاذ موقف حازم مما جرى، واستبعاد ممثلي نظام الأسد عن المشاركة في مؤتمرات المحامين العرب، التي هي مؤتمرات للحريات وللدفاع عن حقوق الشعوب العربية، وليس مؤتمرات للبطش أو لتبرير الارهاب الذي يمارس بحق هذه الشعوب، وفي مقدمها الشعب السوري الشقيق».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي