د.عالية شعيب / بوح صريح

جابر المجد

تصغير
تكبير
مرت ذكرى مرور تسع سنوات على وفاة الشيخ جابر رحمه الله وتغمد روحه في الجنة، محملة بالورود وأغصان الرياحين وسحب البخور. فلم يخلُ حساب في تويتر وانستغرام وفيس بوك من كلمات عطرة بحقه، وإطار صورة لملامحه التي لم تفارق الذاكرة. ورد ورد ورد لروحه الغالية، وعبق عطر يزخرف ذكراه بالمسك والعنبر.

وأكثر ما ذكره الشبان والبنات في هذه الذكرى الغالية، ذكرى صورة محببة للكويت كانت تشع نورا. نور أمل بغد أجمل، ونور تطلعات لانجازات وابداعات ونجاحات يعدون لها العدة، ويشمرون عن سواعد الحماس والمثابرة. تكلموا جميعا عن زمن جابر الذي كان مسورا برايات الانجاز والعطاء والخلق السامي، فلا كانت الكويت تتصدر قوائم الفساد، ولم نكن نسمع بجرائم مريعة للكبار والصغار، ولا كنا نرى شواهد مؤذية لتراجع الأخلاق في الشارع والسوق والبيت والعمل. ولا اعتقالات بسبب الرأي والفكر والاجتهاد، ولا مواطن يُهان وتستباح كرامته وفكره وكيانه، ولا من مغيث أو مستجيب. كانت الكويت بخير. كان الأمن مستتبا، أمن الروح وأمن العقل.


كانت الكويت هنا، في القلب، في العين واليد والرأس. كانت تقول أنا هنا، فاعملوا وجاهدوا واكتبوا وارسموا وأقيموا الندوات والجامعات والمستشفيات، واجتمعوا على قلب واحد وليسُد بينكم الاحترام والمحبة والتواضع. كانت النفوس طيبة، و كانت العقول رحبة. كان الاحساس غامرا والفكر مغامرا، والرأي سديدا والانسان كريما. لم يكن يعلو صوت المواطن بالشكوى ولا ينوح قلبه من عدم الاستقرار والخيبة. كان المواطن غاليا في الداخل والخارج. لم نكن نسمع بكويتي يُخطف الا وتم تجنيد كل الممكن حكوميا ومجتمعيا وانسانيا لتحريره. غاب جابر وغابت معه كل تلك الميزات الوطنية المشعة. عم الفساد وانتشرت الخروقات بأنواعها وتراجعت مكانة الكويت تنمويا ووطنيا وادبيا وثقافيا وانسانيا. ولا تزال أمنياتنا بالتغيير والتطوير متاحة ومحلقة في سماء الامكانات. ولا يزال الحلم مشروعا وللاحلام أفق ممتد بلا حدود.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي