كان سعر النفط يتراوح بين 20 و27 دولارا للبرميل الواحد قبل بضع سنين وكان الوضع العام بالكويت جيدا، والامور بأحسن حال، ثم زاد سعر البرميل الواحد تدريجياً حتى تعدى 100 دولار أي أكثر من خمسة أضعاف ما كان عليه.. فأصبح لدى خزينة الدولة وفرة مالية ضخمة لم يحسب لها حساب، ولم يتوقعها أحد، فكثير من الدول استفادت من هذه الزيادة في سعر النفط فقامت بتطوير المنهج الاقتصادي وتعدد الموارد وبناء المشاريع الضخمة والتوجه إلى استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية، ورجال الأعمال بالعالم وعمل الدراسات الاستراتيجية البعيدة والمتوسطة المدى فأبدعت هذه الدول، وبدأت المشاريع الضخمة إلى الظهور فأنشأوا المطارات وبنوا وسائل النقل الجماعي، وطوروا شبكات الطرق، وأقاموا المهرجانات العالمية والمناسبات الدولية الرياضية منها والاقتصادية.. وأصبحوا عامل جذب للسياحة الخارجية والداخلية.
وأما هنا بالكويت ماذا فعلنا بهذه الوفرة الضخمة التي منَّ الله بها علينا؟، سؤال لم يجب عليه أي مسؤول، النواب بالمجلس الموقر ليس لديهم الإجابة الوافية المقنعة، ولا مسؤولو الحكومة لديهم الإجابة..!! فالإجابة عند المواطن البسيط عندما يفتح الجرائد اليومية والمجلات المتخصصة والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي أو يسافر هنا وهناك ويجد أن الكويت ليست على خريطة الدول المتقدمة، ولا يجد شيئا يفخر به أمام أصدقائه بالدول المجاورة..
إن الكل يعلم أين ذهبت المليارات؟، ومن الذي قام ببعثرة الملايين بل المليارات من الدولارات في أحلام كاذبة ومشاريع لم ولن ترى النور، وأبناؤنا ينتظرون المشاريع التي وعدوا بها من قبل المسؤولين، بل الآن عيونهم على مسكن بسيط في إحدى الصحارى التي لم يتم بناء البنية التحتية لها بعد.
بعد كل هذا الفساد المالي الذي حل بالبلد نزل سعر برميل النفط إلى دون النصف أي إلى أقل من 50 دولارا للبرميل الواحد، وعلى الرغم من أن تعداد سكان الكويت من الكويتيين بالكاد يتجاوز المليون رجالا ونساء واطفالا، وبالعربي فإن الحكومة تبيع يومياً من النفط ما يزيد قيمته على 300 مليون دولار.. أي لو أن الحكومة خصصت ما تبيعه من النفط في يوم واحد فقط كان يكفي بأن تبني 3 الاف وحدة سكنية، ولأصبح لكل كويتي يتزوج بيته فوراً.. وأيضاً بهذه الوفرة من الأموال لما كان هناك تزاحم لطلبتنا بطوابير المواد المغلقة. في الكليات والجامعة لعدم استيعاب أعداد مخرجات التعليم العام، فيفترض بأن يختار الطالب الكلية المناسبة له وذلك لتوفر الكليات بجميع التخصصات، بهذه الوفرة المالية الضخمة لا ننتظر الساعات حتى ندخل على دكتور الطوارئ بالمستشفيات الحكومية حتى نمل ونزهق ونتوجه إلى الطب الخاص وذلك لقلة العاملين ولقلة المستشفيات المتخصصة.
هذا قليل من كثير بما توسوس به انفسنا كل صباح وقبل النوم...
«فهل فات الفوت» أم ستكون هناك صحوة جادة من قبل المسؤولين لتعديل المسار الخاطئ؟، هل فات الفوت ام هناك امل بالخير في السماء قادم؟.. هل تصحو الحكومة من غفلتها وكبوتها وتتسابق الخطى لتتقدم الى الامام؟
«لا فات الفوت ما ينفع الصوت»، وهذا مثل شعبي يضرب بالشيء الذي إذا مضى لا ينفع معه الصراخ ولا الشعر ولا الكلام... فأتمنى ألا يكون الفوت قد فات وأن يظل الامل موجوداً...
****
ألقاكم الاسبوع القادم لأتكلم عن الغداء الذي أقامه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح... «كثر الله خيرك يابو خالد وفيت وكفيت».
اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه.
Kuwaiti-7ur@hotmail.com
7urAljumah@