شعر / لا شيء سواه

تصغير
تكبير
| عيسى بطارسه |

في هذا الجزءِ من الكونِ

بعيداً عن عينِ الأرضِ

وعن غزَواتِ الماءِ

وعن نزَواتِ الطينِ

هنا،

هذا الركنُ المفروشُ

بصوفِ السحبِ البيضاءِ

وريشِ النورِ...

الخارجِ من بينِ يديِّ الخالقِ للتوِّ

ولم يفقدْ بعدُ حرارةَ كفيهِ،

هنا،

يتلاشى الجسَدُ

لكي يتشكَّلَ بحنايا الروحِ،

فتمسي الروحُ

بما للروحِ

لهُ بيت وجسد!

وهنا،

أسلخُ عنا جسدّينا البشريّينِ

كثوبٍ مهترئٍ

وأروح أحيكُ لنا

بيدِ نبيٍّ

من غزلِ الزرقةِ

وحرارةِ كفِّ اللهِ

بحرصٍ،

جسدينِ جديدينِ،

جديدينِ...

بدونِ تلهُّفِ بنتٍ

وبغيرِ تضاريسِ ولد!

جسدينِ من المطلقِ،

للمطلقِ،

لأحبَّكِ في المطلقِ

وأحبُّكِ

وأحبُّكِ

وأحبُّكِ

حباً لم يعرفهُ

على الأرضِ أحد.

لا أتعبُ في الحبِّ

من الحبِّ،

ولا أشبعُ

أو أقنعُ

أو أجزعُ

بين الحبِّ وبين الحبِّ

أحبُّكِ

وأحبُّكِ

وأحبُّكِ

لا يوقفني

في الحبِّ

أبد!

في الشِّعرِ أحبُّكِ

في النثرِ أحبُّكِ

بِمَواويلي حينَ تحطَّ

على أسوارِ الحلمِ، أحبُّكِ.

وأحبُّكِ قافيتي،

وأحبُّكِ عافيتي،

وأحبُّكِ سري،

وأحبُّكِ دهشةَ شِعري،

وأحبُّكِ كينُونةَ عمري!

لا سدَّ لحبي

لا حد!

وإذا طلعَ الصبحِ علينا،

بَهّرتُ لنا قهوتَنا بالحبِّ،

شربناها بالحبِّ،

لنحملَ ملء سَرائرنا

لليَقظةِ منهُ لنا

قوساً قُزحياً

تفصلنا فيهِ الدهشةُ

عمّا في الأرضِ،

فما في الأرضِ

إلى الأرضِ،

ونحنُ من الحبّ

الى الحبِّ..

ولا شيءَ..

سِواهْ.


* شاعر أردني

www.issabatarseh.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي