إضاءات / ثقتنا كبيرة بوعي عدنان شهاب الدين

تصغير
تكبير
يتعزز زخم الحياة الثقافية حين تتوثق أواصر التعاون في ما بين المؤسسات الثقافية، وكلما كان العمل الثقافي جماعياً، فإن النتائج سوف تكون أكثر فائدة. وحين ننظر إلى عدد المؤسسات الثقافية في دولة الكويت، نشعر بإحساسين، الأول هو التفاؤل بحاضر الثقافة ومستقبلها، والثاني هو الاعتزاز بأن هناك وعيا على صعيد الدولة بأهمية النتاج الثفافي كعنصر أساسي في بناء الحضارة الإنسانية، وبأن سنوات الحرب والغزو لم تترك آثارها التشاؤمية على عقول الكويتيين الذين نهضوا بعد الأزمة أكثر قوة، فازداد عدد الأدباء والفنانين التشكيليين والمسرحيين عما كان عليه من قبل الغزو الآثم، بما يشبه التحدي لأجل البناء بعد الدمار.

ولا ننكر هنا دور المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة، في مؤازرة المثقفين في شتى المجالات، فدعمتهم وقدمت لهم المال والصالات وطبعت لهم الكتب وقدمت لهم الجوائز. ومن هذه المؤسسات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، التي ما ادخرت جهداً في سبيل دعم الحركة الثقافية، وهي مؤسسة عريقة كما نعرف فقد تأسست في ديسمبر عام 1976 أي أن الشهر المقبل تمر ذكرى تأسيسها، وتتلقى المؤسسة دعماً مالياً من الشركات المساهمة الكويتيـة بمقدار 1 في المئة من صافي الأرباح السنوية لهذه الشركات.

وكنا نأمل أن تستمر مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بنهجها الداعم للأنشطة الثقافية، ولكننا فوجئنا بأنها توقف الدعم عن بعض هذه الفعاليات، مثل وقفها الدعم عن مؤتمرات كلية الآداب، كما أوقفت اشتراكها في مجلة البيان الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، ومعروف أن كلية الآداب تقوم بأعمال ثقافية رديفة لعملها العلمي أو الأكاديمي، كدور تنويري وتوعوي لنشر الثقافة بين الطلبة، وهذا يتطلب دعماً من جميع المؤسسات المعنية بتنمية المجتمع ومنها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، المعنية بهذا الجانب. حيث ورد من ضمن خطتها أن المؤسسة «قامت بتطوير خطة استراتيجية جديدة قامت بتقديمها إلى مجلس الإدارة في عام 2010. وتضمنت الخطة الجديدة تحديد الجوانب التي تتطلب التقوية والتعزيز وتجاوزتها مستهدفة تطوير استراتيجية تساعد في تحقيق الاحتياجات المستقبلية لدولة الكويت من نظم العلوم والتكنولوجيا ولإبداع».

أما اشتراكها في مجلة البيان فهو بمبلغ رمزي كان الهدف منه دعم هذه المجلة التي تصدر منذ إبريل من عام 1966، وتعكس الواجهة الحضارية لدولة الكويت، وتقدم للجمهور الإبداعات الكويتية والعربية. خصوصاً وأن من ضمن أهداف مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هو نشر الكتب والموسوعات. ونقول هذا الكلام من باب يقيننا بوعي وحرص المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين الذي يتحلى بمهنية عالية وخبرة علمية كبيرة واطلاع واسع على واقع الحياة الثقافية في الكويت، وبالتالي، فإن وضع هذا الموضوع أمام ناظريه بلا شك سوف يكون له جدوى كبيرة. لذلك ينظر المثقفون اليوم بعين الأمل والتفاؤل إلى المؤسسات الثقافية الخاصة بأن تحافظ على دورها المؤاز للحركة الأدبية في الكويت، وثقتنا كبيرة بأن لا تخيب هذه المؤسسات تلك الآمال.

* رئيس تحرير مجلة «البيان» وأكاديمي بجامعة الكويت

alsowaifan@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي