سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «حوش وانحاش»

تصغير
تكبير

خلية كخلية النحل، يغدو الناس فيها ويروحون، إذا حمى الوطيس وشب السهم ترى بعضهم مشرأب العنق لا يلتفت يمنة ولا يسرة، إنما ينظر إلى شاشات انتشرت في جميع أرجاء المكان، وهم يصفقون إذا ارتفع سهم إلى حد كبير، يكاد بعضهم أن يصطدم بصديقه ولا يشعر بالاصطدام، لأن شاغله متابعة السهم، يا له من سهم بالغ الحساسية. لذا، فإن مرتادي سوق الأوراق المالية يتداولون في ما بينهم عبارات شتى من بينها «أضرب واهرب»، أي إقنع بالبسيط حتى لا يصيبك الإفلاس، بعضهم قد ضحى بمنزله فباعه بثمن بخس من أجل هذا السهم، ولكن انحرف السهم عن مساره فلم يحقق هدفه، وهو يعلو تارة ويهبط تارات كثيرة، ولعل هبوطه 481 نقطة في الأسبوع الماضي مؤشر على أن ما قد يحققه السهم في أشهر ربما يذهب هباء في أسبوع واحد، ويقول المحللون إن أسباب هبوط السهم ربما تكون سياسية أو اقتصادية أو لتضخم بعض الأسهم، وإذا لم يجدوا سبباً يقولون لا سبب إلا جني الأرباح، ولا ندري ما هو السبب الحقيقي وراء هبوط السوق المفاجئ، وانخفاضه طوال اليوم ثم ارتفاعه في آخر اللحظات.

ألا توافقني عزيزي القارئ على أن العبارتين «اضرب واهرب»، و«حوش وانحاش» تتفقان في المعنى، إلا أن العبارة الأولى تنتهي بالإيلام، والأخيرة تنتهي بـ «النحشه»، وهي تعبر عن الخوف. ساعد الله أهل البورصة.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي