ساركوزي أطلق «الاتحاد من أجل المتوسط»


باريس - ا ف ب - اطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، في باريس قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي تجمع بعد ترقب شديد وصعوبات، قادة اكثر من 40 دولة، مشيدا «بكل الدول العربية» التي جاءت للمشاركة في الاجتماع معتبرا انها قامت بذلك «ببادرة سلمية».
في غضون ذلك، دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى «السلام في الشرق الاوسط»، طالبا من الاسرائيليين والفلسطينيين مواصلة المفاوضات.
وقال ساركوزي في افتتاح القمة التي يحضرها رؤساء دول أكثر من اربعين دولة اوروبية ومتوسطية «اريد ان اشيد بشجاعة كل الذين لبوا دعوتنا».
واضاف: «اريد ان ارحب برؤساء الدول العربية لحضورها وقبولها هذه المسؤولية وبالتالي القيام ببادرة سلام (...) معا سنبني السلام في المتوسط كما بنينا في الماضي السلام في اوروبا».
ورأى ان احد التحديات الكبرى للاتحاد من اجل المتوسط هو «كتابة التاريخ على قدم المساواة بين الشمال والجنوب».
وتابع ان «كل مؤسسات اوروبا موحدة في حلم الوحدة المتوسطية».
واضاف «قلت لاصدقائي وشركائي في اوروبا من الصف الاول مثل المستشارة انغيلا ميركل ان الدول الواقعة على المتوسط لها مصلحة واحدة هي ان يسود السلام والاستقرار في المتوسط».
وكانت ميركل قادت حملة ضد المشروع الاول لساركوزي الذي كان يقتصر على الدول الاوروبية المتوسطية، قبل التوصل الى تسوية ليشمل المشروع ككل دول الاتحاد الاوروربي.
وتوجه ساركوزي بعد ذلك الى رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو، مؤكدا ان الاتحاد من اجل المتوسط «لن يمحو عملية برشلونة» التي اطلقت في 1995، وان ما حققته هذه العملية «يجب ان يصان».
واخيرا قال ساركوزي للقادة المشاركين ان «العالم اجمع يشاهدنا (...) ويتساءل هل هذا الجيل من القادة بمستوى السلام؟».
من ناحيته، دعا مبارك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى «مواصلة طريق المفاوضات لتحقيق سلام شامل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفتح صفحة جديدة للسلام في المنطقة».
وعبر الرئيس المصري الذي تولى رئاسة القمة مع نظيره الفرنسي عن امله في ان تشكل «هذه المرحلة الجديدة» من التعاون المفتوح للاتحاد من أجل المتوسط «مرحلة السلام في الشرق الاوسط».
وتابع مبارك ان عملية برشلونة التي سبقت الاتحاد من اجل المتوسط «اطلقت منذ 13 عاما (...) وتعثر مسارها السياسي بتعثر عملية السلام في الشرق الاوسط».
وشدد على اهمية ان «نعي في المرحلة الجديدة دروس النجاح والاخفاق ونأخذ في الاعتبار ما صادفناه من عقبات».
واكد ضرورة بدء «هذه المرحلة الجديدة على قاعدة حقيقية من العدل والمساواة».