مشاهد / سينما... عيد الأضحى

| يوسف القعيد |


تسعة أفلام مرة واحدة في دور العرض؟
هل هذا معقول؟، هل راجت السينما المصرية ونحن لا ندري؟
هل يمكن أن نوقف البكاء المسكوب على حال السينما المصرية ونستعد من الآن للتعامل مع مرحلة ازدهارها؟ أم أن ما يجرى في سينما العيد يشكل موسما للازدهار البائس لهذه السينما التي كانت الصناعة الثانية بعد القطن في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي زمن طلعت حرب العظيم الذي لا نستطيع استعادته الآن.
وقال لي بعض أهل الشأن والاختصاص، إن السبب في وجود تسعة أفلام في دور العرض مرة واحدة، وكلها جديدة، ولم يسبق أن عُرضت، هو إيرادات موسم عيد الفطر السينمائية، التي كانت مفاجأة المفاجآت بكل المقاييس، لدرجة استمرار عرض فيلمين من أفلام عيد الفطر حتى الآن في دور السينما. والفيلمان اللذان استمر عرضهما من موسم عيد الفطر في مواجهة تسعة أفلام جديدة في موسم عيد الأضحى هما: «الحرب العالمية الثالثة» للثلاثي: شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد، و«الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز ونيللي كريم.
صحيح أنهما يعرضان في دور عرض أقل، ربما تعد على أصابع اليد الواحدة، لكن مجرد استمرارهما من الموسم الذي مضى وانقضى دلالة لا بد من التوقف أمامها.
نصل إلى أفلام عيد الأضحى، فيلم «الجزيرة 2» يسبق أي فيلم آخر. قال منتجوه، إن ميزانية إنتاجه بلغت 20 مليون جنيه، وعوامل نجاحه تكمن في نجاح الجزء الأول منه الذي نفذ قبل 7 سنوات، وأن هذا الفيلم يشكل آخر ظهور سينمائي للفنان خالد صالح الذي مات قبل عرضه بأيام، والمخرج شريف عرفة الذي يعد الآن من المخرجين القلائل القادرين على صناعة فيلم حقيقي رغم حالة الخواء التي نمر بها.
ثم من عوامل النجاح الأبطال، الخالدان: «صالح والصاوي»، وأحمد السقا، وهند صبري، فيلم «الجزيرة 2» مدة عرضه 160 دقيقة، أطول فيلم مصري، حيث إننا تعودنا على أن نقبل طول الفيلم من الأفلام الأجنبية فقط.
والفيلم الثاني: «واحد صعيدي»، بطولة النجم الجديد محمد رمضان، الذي يقلد أحمد زكي حتى في طريقة كلامه.
ومادام الأول نجح، فمن الطبيعي أن يتراجع الثاني، لأن الرهان على الصعيد يجب ألا يمتد لأكثر من فيلم سينمائي معروض في السينما.
والفيلم الثالث: «وش سجون»، بطولة جماعية يتقاسمها: باسم سمرة في أول ظهور بعد تأديته لدور عبدالحكيم عامر في مسلسل: «صديق العمر» الذي عُرض في رمضان الماضي.
يشاركه البطولة: أحمد عزمي وأحمد وفيق ودينا فؤاد. والفيلم من تأليف مصطفى السبكي وإخراج عبدالعزيز حشاد. وتدور كل أحداثه داخل السجون. وهو يقدم مصائر ثلاثة من المساجين، ويعرض في ثلاثة دور عرض فقط. ولاحظ أن مؤلف الفيلم من آل السبكي، وهذا معناه أننا نعيش زمن سينما السبكي وليس السينما المصرية.
والفيلم الرابع: «حديد». يلعب بطولته: عمرو سعد وأحمد عبدالعزيز ودُرة وزكي فطين عبدالوهاب. وهو من إنتاج محمد السبكي ـ وأعتذر مسبقا لتكرار اسم السبكي كثيرا في هذا المقال، ما يضر ببنيانه وتركيبته اللغوية من حيث الكتابة وأصولهاـ الفيلم من تأليف مصطفى سالم وإخراج أحمد البدري. ويقدم شابا يقع في غرام فتاة أرستقراطية، وهو أقل منها اجتماعيا ويتزوجها وينجب منها طفلة، مع متاعب التلاقي الطبقي والاجتماعي بين شاب من العامة وبنت من الأرستقراط.
خامس الأفلام هو: «النبطشي». بطولة محمود عبدالمغني، وتلعب البطولة معه: هالة صدقي ورامي أمير ومي كساب. وتدور الأحداث حول نبطشي الأفراح الذي يتحول إلى مذيع. سادس الأفلام: «المواطن برص»، ولا تغضب من الاسم ولا من كلمة برص. فالبرص حشرة منزلية لا فائدة لها على الإطلاق، ونقتلها بمجرد أن نشاهدها، وتتسابق الشركات المنتجة لأدوات وكيماويات تنظيف المنازل في الإعلان عن أفضل وسيلة للتخلص منه من دون أي آثار جانبية.
الفيلم من تأليف: رامي غيط. وهو أيضا يلعب البطل. فما المانع أن يكون المؤلف بطلا؟ وأن يجمع بين موهبة التأليف وموهبة التمثيل، رغم اختلافهما التام. تلعب معه البطولة: دينا فؤاد وسامي مغاوري ورجاء الجداوي ولطفي لبيب. الفيلم كوميدي يقدم شابا عاطلا يعيش في منطقة عشوائية يدعى البرص. يريد الزواج من الفتاة التي يحبها، وتواجهه عقبات كثيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
ثم يأتي فيلم: «حماتي بتحبني». من بطولة: ميرفت أمين وحمادة هلال وإيمان العاصي وسمير غانم. والفيلم من تأليف: نادر صلاح الدين ومن إخراج أكرم فريد.
ثم فيلم: «عمر وسلوى». يلعب بطولته: كريم محمود عبدالعزيز وبوسي ومحمود الليثي وصافيناز. ولا أدري، هل هي صافيناز أم صوفينار. وهي الراقصة الأجنبية صاحبة الأداء السمج الخالي من الحرارة، والتي ألهبت وجدان المصريين المستعد للالتهاب حول أي شيء. الفيلم من تأليف: سيد السبكي وإخراج تامر بسيوني. وإنتاج أحمد السبكي.
ثم فيلم: «إعدام بريء»، بطولة: عماد صبحي، نهال عنبر، نورهان، أحمد خليل. ومن تأليف: فتحي الجندي، وإخراج: إسماعيل جمال. وهو يقدم رجلا يُتهم في قضية قتل، ويتم الحكم عليه بالإعدم، وينفذ الحكم، ثم تثبت براءته بعد تنفيذ الحكم. وهي تيمة نجدها في كثير من الأعمال العالمية والمصرية السابقة، التي نفذت بطريقة ربما كانت أفضل ألف مرة من هذا الفيلم الركيك.
هل هذا معقول؟، هل راجت السينما المصرية ونحن لا ندري؟
هل يمكن أن نوقف البكاء المسكوب على حال السينما المصرية ونستعد من الآن للتعامل مع مرحلة ازدهارها؟ أم أن ما يجرى في سينما العيد يشكل موسما للازدهار البائس لهذه السينما التي كانت الصناعة الثانية بعد القطن في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي زمن طلعت حرب العظيم الذي لا نستطيع استعادته الآن.
وقال لي بعض أهل الشأن والاختصاص، إن السبب في وجود تسعة أفلام في دور العرض مرة واحدة، وكلها جديدة، ولم يسبق أن عُرضت، هو إيرادات موسم عيد الفطر السينمائية، التي كانت مفاجأة المفاجآت بكل المقاييس، لدرجة استمرار عرض فيلمين من أفلام عيد الفطر حتى الآن في دور السينما. والفيلمان اللذان استمر عرضهما من موسم عيد الفطر في مواجهة تسعة أفلام جديدة في موسم عيد الأضحى هما: «الحرب العالمية الثالثة» للثلاثي: شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد، و«الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز ونيللي كريم.
صحيح أنهما يعرضان في دور عرض أقل، ربما تعد على أصابع اليد الواحدة، لكن مجرد استمرارهما من الموسم الذي مضى وانقضى دلالة لا بد من التوقف أمامها.
نصل إلى أفلام عيد الأضحى، فيلم «الجزيرة 2» يسبق أي فيلم آخر. قال منتجوه، إن ميزانية إنتاجه بلغت 20 مليون جنيه، وعوامل نجاحه تكمن في نجاح الجزء الأول منه الذي نفذ قبل 7 سنوات، وأن هذا الفيلم يشكل آخر ظهور سينمائي للفنان خالد صالح الذي مات قبل عرضه بأيام، والمخرج شريف عرفة الذي يعد الآن من المخرجين القلائل القادرين على صناعة فيلم حقيقي رغم حالة الخواء التي نمر بها.
ثم من عوامل النجاح الأبطال، الخالدان: «صالح والصاوي»، وأحمد السقا، وهند صبري، فيلم «الجزيرة 2» مدة عرضه 160 دقيقة، أطول فيلم مصري، حيث إننا تعودنا على أن نقبل طول الفيلم من الأفلام الأجنبية فقط.
والفيلم الثاني: «واحد صعيدي»، بطولة النجم الجديد محمد رمضان، الذي يقلد أحمد زكي حتى في طريقة كلامه.
ومادام الأول نجح، فمن الطبيعي أن يتراجع الثاني، لأن الرهان على الصعيد يجب ألا يمتد لأكثر من فيلم سينمائي معروض في السينما.
والفيلم الثالث: «وش سجون»، بطولة جماعية يتقاسمها: باسم سمرة في أول ظهور بعد تأديته لدور عبدالحكيم عامر في مسلسل: «صديق العمر» الذي عُرض في رمضان الماضي.
يشاركه البطولة: أحمد عزمي وأحمد وفيق ودينا فؤاد. والفيلم من تأليف مصطفى السبكي وإخراج عبدالعزيز حشاد. وتدور كل أحداثه داخل السجون. وهو يقدم مصائر ثلاثة من المساجين، ويعرض في ثلاثة دور عرض فقط. ولاحظ أن مؤلف الفيلم من آل السبكي، وهذا معناه أننا نعيش زمن سينما السبكي وليس السينما المصرية.
والفيلم الرابع: «حديد». يلعب بطولته: عمرو سعد وأحمد عبدالعزيز ودُرة وزكي فطين عبدالوهاب. وهو من إنتاج محمد السبكي ـ وأعتذر مسبقا لتكرار اسم السبكي كثيرا في هذا المقال، ما يضر ببنيانه وتركيبته اللغوية من حيث الكتابة وأصولهاـ الفيلم من تأليف مصطفى سالم وإخراج أحمد البدري. ويقدم شابا يقع في غرام فتاة أرستقراطية، وهو أقل منها اجتماعيا ويتزوجها وينجب منها طفلة، مع متاعب التلاقي الطبقي والاجتماعي بين شاب من العامة وبنت من الأرستقراط.
خامس الأفلام هو: «النبطشي». بطولة محمود عبدالمغني، وتلعب البطولة معه: هالة صدقي ورامي أمير ومي كساب. وتدور الأحداث حول نبطشي الأفراح الذي يتحول إلى مذيع. سادس الأفلام: «المواطن برص»، ولا تغضب من الاسم ولا من كلمة برص. فالبرص حشرة منزلية لا فائدة لها على الإطلاق، ونقتلها بمجرد أن نشاهدها، وتتسابق الشركات المنتجة لأدوات وكيماويات تنظيف المنازل في الإعلان عن أفضل وسيلة للتخلص منه من دون أي آثار جانبية.
الفيلم من تأليف: رامي غيط. وهو أيضا يلعب البطل. فما المانع أن يكون المؤلف بطلا؟ وأن يجمع بين موهبة التأليف وموهبة التمثيل، رغم اختلافهما التام. تلعب معه البطولة: دينا فؤاد وسامي مغاوري ورجاء الجداوي ولطفي لبيب. الفيلم كوميدي يقدم شابا عاطلا يعيش في منطقة عشوائية يدعى البرص. يريد الزواج من الفتاة التي يحبها، وتواجهه عقبات كثيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف.
ثم يأتي فيلم: «حماتي بتحبني». من بطولة: ميرفت أمين وحمادة هلال وإيمان العاصي وسمير غانم. والفيلم من تأليف: نادر صلاح الدين ومن إخراج أكرم فريد.
ثم فيلم: «عمر وسلوى». يلعب بطولته: كريم محمود عبدالعزيز وبوسي ومحمود الليثي وصافيناز. ولا أدري، هل هي صافيناز أم صوفينار. وهي الراقصة الأجنبية صاحبة الأداء السمج الخالي من الحرارة، والتي ألهبت وجدان المصريين المستعد للالتهاب حول أي شيء. الفيلم من تأليف: سيد السبكي وإخراج تامر بسيوني. وإنتاج أحمد السبكي.
ثم فيلم: «إعدام بريء»، بطولة: عماد صبحي، نهال عنبر، نورهان، أحمد خليل. ومن تأليف: فتحي الجندي، وإخراج: إسماعيل جمال. وهو يقدم رجلا يُتهم في قضية قتل، ويتم الحكم عليه بالإعدم، وينفذ الحكم، ثم تثبت براءته بعد تنفيذ الحكم. وهي تيمة نجدها في كثير من الأعمال العالمية والمصرية السابقة، التي نفذت بطريقة ربما كانت أفضل ألف مرة من هذا الفيلم الركيك.