«هذا لا يعني أننا نبارك ما فعلته خارج أرض سورية»
جنبلاط: نرفض وصف «النصرة» بـ «الإرهابية» كما رفضنا ذلك لـ «حزب الله»


شدّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط على أن "مواقفه منسجمة مع ما يراه مناسباً لعبور المرحلة التي تشهدها المنطقة بأقل خسائر ممكنة، وفي ظل المخاطر التي تتهدَّد كيانات الدول وإعادة النظر في حدودها، عدا عن الانقسامات الداخلية على خلفياتها الطائفية والإثنية التي يمكن أن تُهدّد دوَل الجوار بفعل الامتدادات الديموغرافية والعشائرية المتداخلة في ما بينها".ونُقل عن جنبلاط خلال لقائه بعض قياديي حزبه على وقع الانتقادات التي يتعرض لها من فريق" 8 آذار" بعد اعلان رفضه اعتبار "جبهة النصرة" ارهابية ، قوله "ما الذي يجبرنا على اعتماد التصنيف الأميركي والغربي والدولي، فيما نرى مسؤوليهم يبحثون لهم عن دور في مستقبل البلاد؟ فهناك تصنيف اعتمده أفرقاء يعيشون في واشنطن وباريس ونيويورك بوَضع "حزب الله" على اللوائح الإرهابية ولم يغيروا شيئاً في ما يحدث، لا في لبنان ولا في سورية"، مضيفاً: "رفضنا يومها هذا التوصيف كما نرفضه اليوم بالنسبة الى "النصرة"، من دون أن نبنيه على خلفيات كيدية، بل لأننا نعرف أكثر منهم طبيعة ما يحصل عندنا وفي سورية، فمَن يتلقى العصيّ ليس كمَن يُحصيها، خصوصاً عندما نرى أن مَن صنّفهم يبحث معهم في الحلول الممكنة، لا بل يطالبهم بمواقف وتصرّفات ليكون لهم رأي في مستقبل بلادهم".ورأى أن "الخطط التي وضعها الحلف الدولي في العراق وسورية والمنطقة عموماً، ما زالت بلا أفق، ولا خريطة طريق واضحة، ويمكن أن تتبدّل بين فترة وأخرى لأنها بنيت على ما يوفر مصالحهم وليس مصالحنا، فالتسويات والمفاوضات والصفقات تحصل تحت الطاولة وفوقها، وما تشهده بغداد وأنقرة وعواصم أخرى يترك الباب مفتوحاً على شتّى المفاجآت"، متسائلاً "هل نسينا الاعتراف الدولي بمنظمات سبق وأدرِجت على اللوائح الإرهابية مثل "طالبان" ومنظمات أخرى في باكستان والصومال والعالم؟ حتى انّها باتت اليوم فريقاً في مفاوضات تقودها الدول التي صنَّفتها، للإفراج عن رهينة هنا أو هناك، وللبَتّ في قضايا عدّة في بلدانهم وصولاً إلى تكوين السلطة، وها هو الرئيس السوري بشّار الأسد قد صنَّف ثورة شعبه السلمية منذ اليوم الأول بالإرهابية، قبل أن تنتقل الى حركة مسلحة، فهل تغيَر شيء في سورية؟ وهل تمكنَ من معالجة ما تشهده؟، وها هو "حزب الله"، الذي قال إنه يدافع عن المقدسات، بينما وصل مقاتلوه إلى دمشق وحماه بعد حمص، فيما يُهدد المسلحون جرود بريتال وفليطة، فهل تغيَر شيء؟".ولفت الى ان "تصنيف (النصرة) على انها ليست ارهابية لا يعني أننا نبارك أو نرضى بما فعلوه خارج الأراضي السورية، خصوصاً في جرود عرسال وبريتال والسلسلة الشرقية من لبنان، والاستمرار في خطف عسكريّينا، ليس لشيء سوى أنّه أمر مدان، وقد سجّلنا موقفَنا في حينه وما زلنا عنده شكلاً ومضموناً"، متسائلاً "هل يمكننا تجاهل أن ما تشهده عرسال ومحيطها هو جزء من النزاع الإقليمي في سورية وعليها؟ ولو لم يقحِم لبنانيون أنفسَهم في الداخل السوري بنحو مباشر أو غير مباشر، فهل كان يمكن أن يحصل ما حصل؟، أو كنا قد تجنّبنا كثيراً منه؟".