الأجوبة المفيدة / عن أسئلة العقيدة



زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أمور تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، والعميد المساعد بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة (w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (24815921)
حقوق وواجبات الخدم (1 من 2)
إن الرب الحكيم قسّم بين خلقه المعايش في الحياة الدنيا ورفع بعضهم فوق بعض درجات وسخرهم لخدمة بعضهم بعضا وأوصاهم بحفظ ما بينهم من الحقوق والواجبات.
ومع كثرة الاعباء والمشاغل الدنيوية، فقد رغبت الشريعة الاسلامية المسلم والمسلمة بالاستعانة بأسباب الاعانة المعنوية الشرعية، كما اذنت لهما بالأخذ بوسائل المساعدة الحسية المرعية.
فمن ذلك ان يستعين المؤمن والمؤمنة على كثرة الاعباء والمشاغل الدنيوية، بالمحافظة على الاذكار والادعية الشرعية، كما اخرج البخاري ومسلم عن عليّ بن ابي طالب رضى الله عنه قال: (ان فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة رضي الله عنها فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته عائشة بمجيء فاطمة اليها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: ألا اعلمكما خيرا مما سألتما؟ اذا اخذتما مضاجعكما: ان تكبر ان الله اربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم، فقال عليّ: ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم.، قيل له، ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين).
واذا احتاج المسلم الى الاستعانة بمن يخدمه في قضاء الحاجات: فعليه بمراعاة ما سيأتي من الحقوق والواجبات.
فمن ذلك: ان يقدر للخادم قدره، وان يعطيه اجره، فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة، رجل اعطى بي ثم غدر. ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر اجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره) اخرجه البخاري.
فمن يطيق من المسلمين ان يكون الله تعالى خصمه يوم الدين؟
فعلى المسلم ألا يكثر على الخادم المساءلة والطلب، وألا يقابله ان قصر بالتأفف والعتب، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي اف قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا) اخرجه البخاري ومسلم.
فشتان بين هدي النبي الكريم، عليه افضل الصلاة وازكى التسليم، وبين من يعنف خادمه في التعليم.
وليتذكر المسلم تقصيره في حق مولاه وليكن منه على وجل وليعف عما اقترفه الخادم معه من الزلل، وليصفح عما قصر فيه من العمل، فعن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: (جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم اعفو عن الخادم؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله، كم اعفو عن الخادم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل يوم سبعين مرة) اخرجه ابو داود والترمذي.
فلينصف المسلم في الجواب وليراقب رب العاملين: هل بلغت اخطاء الخادم معه في كل يوم الى السبعين؟
ومن اذن لخادمه ان يتصدق بفاضل الطعام على الفقراء والارامل والايتام: فهو شريك له في أجر الاكرام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا تصدقت المرأة من طعام زوجها غير مفسدة كان لها اجرها، ولزوجها بما كسب وللخازن مثل ذلك) اخرجه البخاري ومسلم، الخازن الخادم.
فطوبى لمن اذن لخادمه مع الايمان والاحتساب ان يتصدق بما في بيته من فاضل الطعام والشراب.
ان السعيد من لزم صفات خير الناس، فاشرك الخادم فيما يأكل وما يرتدي من اللباس فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله وعليه وسلم (اذا اتى احدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه: فليناوله اكلة او اكلتين، او لقمة او لقمتين فإنه ولي حره وعلاجه) اخرجه البخاري ومسلم.
ففي اشراك الخادم فيما يستمتع به المسلم من الطيبات جبر لخاطره وسلامة له بإذن الله تعالى من الآفات.
والمؤمن من طهر لسانه من الشتائم والسباب، لأنها موجبة للمحق والعذاب، فعن زيد بن اسلم رحمه الله تعالى قال: (إن عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى بعث الى ام الدرداء رضي الله عنها بانجاد من عنده، فلما ان كان ذات ليلة قام عبدالملك من الليل فدعا خادمه، فكأن ابطأ عليه، فلعنه، فلما اصبح قالت له ام الدرداء: سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته، فقالت: سمعت ابا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) اخرجه مسلم. الانجاد: المتاع.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة (w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (24815921)
حقوق وواجبات الخدم (1 من 2)
إن الرب الحكيم قسّم بين خلقه المعايش في الحياة الدنيا ورفع بعضهم فوق بعض درجات وسخرهم لخدمة بعضهم بعضا وأوصاهم بحفظ ما بينهم من الحقوق والواجبات.
ومع كثرة الاعباء والمشاغل الدنيوية، فقد رغبت الشريعة الاسلامية المسلم والمسلمة بالاستعانة بأسباب الاعانة المعنوية الشرعية، كما اذنت لهما بالأخذ بوسائل المساعدة الحسية المرعية.
فمن ذلك ان يستعين المؤمن والمؤمنة على كثرة الاعباء والمشاغل الدنيوية، بالمحافظة على الاذكار والادعية الشرعية، كما اخرج البخاري ومسلم عن عليّ بن ابي طالب رضى الله عنه قال: (ان فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فانطلقت فلم تجده، ولقيت عائشة رضي الله عنها فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم اخبرته عائشة بمجيء فاطمة اليها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على مكانكما، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال: ألا اعلمكما خيرا مما سألتما؟ اذا اخذتما مضاجعكما: ان تكبر ان الله اربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم، فقال عليّ: ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم.، قيل له، ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين).
واذا احتاج المسلم الى الاستعانة بمن يخدمه في قضاء الحاجات: فعليه بمراعاة ما سيأتي من الحقوق والواجبات.
فمن ذلك: ان يقدر للخادم قدره، وان يعطيه اجره، فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة، رجل اعطى بي ثم غدر. ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر اجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره) اخرجه البخاري.
فمن يطيق من المسلمين ان يكون الله تعالى خصمه يوم الدين؟
فعلى المسلم ألا يكثر على الخادم المساءلة والطلب، وألا يقابله ان قصر بالتأفف والعتب، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي اف قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا) اخرجه البخاري ومسلم.
فشتان بين هدي النبي الكريم، عليه افضل الصلاة وازكى التسليم، وبين من يعنف خادمه في التعليم.
وليتذكر المسلم تقصيره في حق مولاه وليكن منه على وجل وليعف عما اقترفه الخادم معه من الزلل، وليصفح عما قصر فيه من العمل، فعن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: (جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم اعفو عن الخادم؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله، كم اعفو عن الخادم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل يوم سبعين مرة) اخرجه ابو داود والترمذي.
فلينصف المسلم في الجواب وليراقب رب العاملين: هل بلغت اخطاء الخادم معه في كل يوم الى السبعين؟
ومن اذن لخادمه ان يتصدق بفاضل الطعام على الفقراء والارامل والايتام: فهو شريك له في أجر الاكرام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا تصدقت المرأة من طعام زوجها غير مفسدة كان لها اجرها، ولزوجها بما كسب وللخازن مثل ذلك) اخرجه البخاري ومسلم، الخازن الخادم.
فطوبى لمن اذن لخادمه مع الايمان والاحتساب ان يتصدق بما في بيته من فاضل الطعام والشراب.
ان السعيد من لزم صفات خير الناس، فاشرك الخادم فيما يأكل وما يرتدي من اللباس فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله وعليه وسلم (اذا اتى احدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه: فليناوله اكلة او اكلتين، او لقمة او لقمتين فإنه ولي حره وعلاجه) اخرجه البخاري ومسلم.
ففي اشراك الخادم فيما يستمتع به المسلم من الطيبات جبر لخاطره وسلامة له بإذن الله تعالى من الآفات.
والمؤمن من طهر لسانه من الشتائم والسباب، لأنها موجبة للمحق والعذاب، فعن زيد بن اسلم رحمه الله تعالى قال: (إن عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى بعث الى ام الدرداء رضي الله عنها بانجاد من عنده، فلما ان كان ذات ليلة قام عبدالملك من الليل فدعا خادمه، فكأن ابطأ عليه، فلعنه، فلما اصبح قالت له ام الدرداء: سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته، فقالت: سمعت ابا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) اخرجه مسلم. الانجاد: المتاع.