د.عالية شعيب / بوح صريح

السؤال من أجل السؤال

تصغير
تكبير
كتبت تغريدة ة منذ أيام . أثارت حفيظة البعض ودارت حولها بعض النقاشات والحوارات.

قلت، بعضك يحاور بعضك. فإن تحدث عقلك، انصتت روحك . وإن تحدثت نفسك، انصت قلبك.


وهكذا، يصغي بعضك لبعضك. وبالإنصات والتحاور يتم التفاهم والتواصل بسمو ورقي للوصول لمراتب عليا، وبذلك ? يتواجد الاختلاف والخلاف بين بعضك وبعضك.

دارت النقاشات بين الشباب حول الصراع بين العقل والجسد، ومن ينصت لمن، ومن يقود من، ثم كيف يختار الانسان بينهما. في اللحظة المحددة والموقف المعين. أين يكمن الصواب؟ هل بتبعية العقل ام النفس أم الجسد. أم أن الاتفاق بينهم يقود للصواب تلقائيا وعلى الانسان اتباع حدسه؟ وغيرها من التساؤ?ت.

بالتأكيد هناك نظريات عدة ،العقلانيون ينادون باتباع العقل كسقف أعلى للمنطق ولصوت الحق . والوجوديون يعطون الأولوية للإنسان وحقه في حرية الاختيار وغيرها. أما لو أردنا ايجاد التوازن بينهما، سنقول بأهمية الإنصات للصوت الداخلي للغة الانسجام بين البعض والبعض. والأهم ترجيح كفة المصلحة العامة، والضرر يمكن حدوثه. وهي النظرية الأخلاقية التي ? يمكن لأحد الاعتراض عليها . فحتى تكون انسانا أنت مطالب بالتحلي بالأخلاق . وهنا تكمن قيمتك كإنسان وجوهرك الأجمل.

منذ اللحظة التي نستيقظ فيها. تتنازعنا مختلف القوى التي تهدد استقرارنا وأمننا الداخلي وحالة السلام فينا. فمن جهة تنزاعنا نفسنا بشرورها وانفعا?تها للغرور واختيار المصلحة الشخصية. ويحاربها العقل من جهة اخرى محاو? كبح جماحها والسيطرة عليها بتحفيز الحكمة والمنطق والتأمل والتروي والانتصار للمصلحة العامة، واختيار الخير الاسمى الذي يعم على الكل وليس على البعض.

ولكن لنسأل سؤالاً آخر. هل الانسان كل أو بعض؟ وهل الكل مجموع متكامل أم ان البعض يستكمله بعض آخر؟، والجميل في الفلسفة أنك لست مضطرا لأن تجيب عن الاسئلة، فيكفي أحيانا أن تسأل وتفتح نوافذ التأمل والفضول . خاصة أننا أصبحنا نعيش في زمن الإجابات السريعة والجاهزة. كمطاعم الوجبات السريعة. الكل يملك الإجابات لكن ? أحد يريد أن يسأل . فما رأيكم لو نسأل من أجل السؤال . لعلنا نرتقي ونستعيد إنسانيتنا باستعادة العقل لعرضه المسلوب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي