أسيل الظفيري / إنارة

القوة الخفية

تصغير
تكبير
هل هناك فرق بين ما نحب وما نعمل؟ الجواب نعم بالتأكيد فالحياة تفرض علينا القيام بأعمال قد لا تكون من محبوباتنا لكنها شرط لمسيرة حياتنا، فنجد أنفسنا في وظيفة لا نحبها لكنها الأنسب لظروفنا، كذلك ممارساتنا اليومية وبعض المهمات التي نقوم بها قد لا تتوافق مع ما نحب، لكن طمعنا بالمنفعة من وراء تلك المهمات هو ما يحملنا على اتمامها. هنا يكون الإنجاز ثقيلا على النفس، نكثر الشكوى حوله، ينحصر همنا بوقت الانتهاء منه، راضين بالحد الأدنى من الجودة.

وهناك من نراه متحمسا نشيطا دقيقا يلمع بعينه بريق التحدي أثناء تأدية مهمته، بداخله قوة تحمله على الإنجاز والعطاء والتفنن فيه دون كلل او ملل، تلك القوة تخفف بشكل سحري متاعب السير نحو هدف محدد ، ذلك هو الشغف، هو الذي يجعلك ترقص فرحا من الداخل إذا حققت إنجازات صغيرة لأنك تحب كل تفاصيل هدفك الكبير، وهو الذي يجعلك تندمج بمهمتك وتحدد أولوياتك فلا تتشتت ولا تتأثر بتشويش من حولك، أن تعمل بما أنت شغوف به يشبع حاجتك للإنجاز ويرفع من قدر ذاتك عندك، ذلك لأن الشغف من درجات الحب العالية، فيصبح تخطي المصاعب بلذة المغامرة.


كلنا يتمنى لو كانت جميع مهماتنا في دائرة محبوباتنا، لكن استحالة هذا الأمر يزيد حاجتنا لِنوجد حيلا ندخل فيها المهمات الثقيلة إلى منطقة الشغف عندنا، فمثلا إجراءات بسيطة مثل تغيير مكان الاجتماع بالعمل أو البيت، وإحداث بعض التغييرات بالمكان، والاهتمام بنفسيات من حولنا بنثر كلمات المديح والثناء عليهم، ممكن أن يحدث تغييرا في نفسياتنا فيؤثر على إقبالنا على أي عمل، فالشغف حالة عقلية وليست شعورية، متى ما غيرنا فكرتنا حول أمر ما، ومارسنا بعض الإجراءات البسيطة، قد تحدث فرقا بأن تحب ما تفعل.


@AseelAL-zafiri
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي