الأمم المتحدة (نيويورك) - وكالات - دعا مجلس الأمن إلى دعم بغداد في حربها ضد تنظيم «الدولة الاسلامية»، وذلك في بيان تبناه اجتماع وزاري برئاسة وزير الخارجية الاميركي جون كيري.وشاركت نحو 37 دولة، بما في ذلك الدول الخمس الدائمة العضوية و 10 دول أعضاء غير دائمين في المجلس علاوة على العديد من دول الشرق الأوسط، في اجتماع برئاسة وزير الخارجية الأميركي جون كيري.وحض البيان «المجتمع الدولي (...) على تعزيز وتوسيع عملية دعم الحكومة العراقية في تصديها للدولة الاسلامية والمجموعات المسلحة المرتبطة بها».وندّد المجلس «بقوة بالهجمات التي تشنها تنظيمات ارهابية بينها ما ينشط تحت اسم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في العراق وسورية ولبنان»، مشددا على «ان هذا الهجوم الواسع النطاق يشكل تهديدا كبيرا للمنطقة».واكد ايضا «ضرورة ان تشارك كل فئات المجتمع العراقي في العملية السياسية (في العراق) واجراء حوار سياسي».وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري امام المجلس ان «المساعدة العسكرية والاقتصادية والمالية للعراق يجب ان تستمر لدعم الهجوم العراقي المضاد ضد الدولة الاسلامية». واضاف ان «مقاتلة هؤلاء الارهابيين في العراق ومنعهم من نشر الشرور هما في مصلحة العالم اجمع».وأعلن الجعفري، للصحافيين بعد الاجتماع ان جميع الدول «متحدة في إدراك خطر جماعة الدولة الاسلامية». وأضاف «حصلنا على دعم جميع الدول المشاركة في الاجتماع».من ناحيته، اكد كيري «اقتناعه التام باننا نستطيع التغلب على تهديد الدولة الاسلامية عبر حملة عالمية»، مضيفا ان «تمثيل هذا العدد الكبير من البلدان هنا يثبت ضرورة ان ندعم جميعا الحكومة العراقية الجديدة وان نضع حدا للهمجية المطلقة التي تمثلها الدولة الاسلامية».وصرح كيري امام مجلس الأمن «تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية ارهابي بكل بساطة. لا هدف لديه سوى قتل كل من يقف بوجهه».واضاف: «امام مثل هذا الشر، هناك خيار واحد: مواجهته بحملة شاملة ملتزمة وقادرة على اضعاف وتدمير هذا التهديد الارهابي».واعلنت اكثر من 50 دولة التزامها ضمن الائتلاف الدولي من بينها مصر التي تعهدت التعاون مع القوات العراقية والكردية حسب كيري الذي قال: «حان الوقت لوضع حد لمجموعة بلغ تطرفها ضد التطور إلى حد انها منعت الرياضيات والدراسات الاجتماعية في المدارس».واضاف «حان الوقت لنضع حدا لخطابات المتطرفين الذين يقنعون شبانا بالانضمام إلى هذه المجموعات الارهابية وبارتكاب اعمال وحشية جماعية باسم الله».وقال كيري: «التحالف المطلوب للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية ليس تحالفا ذا طابع عسكري فقط أو حتى ليس تحالفا عسكريا بالاساس. يجب أن يكون تحالفا شاملا وأن يشتمل على تعاون وثيق يجمع ضروبا متعددة من الجهود. الامر يتعلق بشبكة شاملة تدمر وتشوه سمعة طائفة متشددة تتنكر في هيئة حركة دينية. ولكل دولة في العالم تقريبا دور بما في ذلك ايران»، ملاحظا مشاركة نظيره الايراني في اجتماع المجلس.وكان اسم محمد جواد ظريف مدرجا على لائحة المتكلمين ولكن حل محله نائبه عباس عرقجي الذي قال ان «تنظيم الدولة الاسلامية ليس اسلاميا ولا دولة ولكن منظمة ارهابية» ونسب ايضا تصاعد قوة «الدولة الاسلامية» إلى «مغامرات عسكرية»- اشارة إلى الحرب في العراق-- والى «دعم بعض الاطراف في المنطقة» في اشارة إلى دول الخليج. واضاف ان الدولة الاسلامية «تحولت إلى غول يهدد من اوجده».وتعتبر طهران ان اي هجوم على «الجهاديين» يجب ان يحترم الشرعية الدولية وان يتم بالتعاون مع السلطات المحلية. وقال عراقجي ايضا ان «اي استراتيجية تضعف هذه السلطات بمن فيها الحكومة السورية مصيرها الفشل».قال نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده مستعدة لدعم الحكومة العراقية الجديدة في حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».وتابع عراقجي «نعتقد أن أي مبادرة حقيقية وصادقة لعلاج المشكلات الإقليمية يجب أن تنبع من داخل المنطقة وأن تكون قائمة على التعاون الإقليمي». وأكد ان «مكافحة التطرف ليست استثناء لهذه القاعدة».وأضاف أن إيران كانت موجودة على الأرض «بمستشارين ومعدات» للمساعدة في انقاذ مدن عراقية مثل بغداد وأربيل وأمرلي من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل وصول أي مساعدة أخرى وهي «مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة».وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «داعش لا يتمتع بشرعية دولة ولا يمثل الاسلام»، داعيا إلى «التصدي لقتلة داعش والحاق الهزيمة بهم».واذ لفت إلى ان فرنسا «تحملت مسؤولياتها» عبر شنها أول من أمس، ضربات جوية في العراق ضد «الجهاديين»، ذكر بمعارضة باريس للحرب في العراق التي شنها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش العام 2003.وقال فابيوس «في 2003، التحرك ضد العراق ادى إلى تقسيم هذا المجلس. في العام 2014، التحرك من أجل العراق وضد ارهابيي داعش هو واجب علينا جميعا».وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق، نيكولاي ملادينوف، أمام المجلس إن «جماعة الدولة الإسلامية تشكل تهديدا على المنطقة وعلى الأمن الدولي وان هناك حاجة إلى عمل جماعي لإزالة الخطر المهدد للحياة». وتابع ملادينوف ان «العراق بحاجة لمساعدة مالية عاجلة بعد نزوح نحو 1.8مليون شخص بسبب الحرب»، مشيرا إلى سقوط 25 ألف مدني عراقي ما بين قتيل وجريح منذ يناير الماضي.من جهته، اكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن «أمن واستقرار العراق يستلزم حشدا دوليا قادرا على التصدي لخطر مشترك، والذي يمثله تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية بشكل عام في العراق والمنطقة، تمهيدا لاستئصال هذه الآفة الخطيرة من منطقتنا ومعالجة الانقسام المذهبي، الذي ساد ما يزيد على عقد من الزمان في منطقة الشرق العربي بشكل خاص».وأضاف خلال كلمته أمام جلسة لمجلس الأمن في شأن العراق، إن بلاده «ملتزمة أن توفر الدعم المناسب لدولة العراق والتعاون للقضاء على تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية في كل أرجاء العالم»، محذرا من «خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع انطلاقا من المنطقة العربية، ما يمثله ذلك من أيديولوجيات تختبئ وراء الشعارات الدينية كوسيلة لارتكاب انتهاكات وحشية ضد كل من هو مختلف»، موضحا، أن «الإرهاب هو فكرة تعبر عن نفسها من خلال أسماء وعناوين متعددة تظهر في أماكن مختلفة من العالم».