لم تكن زيارة عدد من الوفود الاعلامية ومنها وفد من دولة الكويت الى تايلند بناء على دعوة من وزارة الخارجية التايلندية زيارة تقليدية بل على العكس من ذلك فان ما ميزها هو كونها زيارة كسرت الحاجز النفسي والبروتوكول والذي كثيرا ما كان يقف حائلا بين الاستكشاف والبحث والحقيقة حتى أمست زيارة الوفد الاعلامي الكويتي الى مملكة تايلند غاية بالشفافية واستقصاء المعلومة من مصدرها.وفي برنامج الزيارة و الذي استمرت فعالياته لمدة اسبوع تخللها زيارات مكوكية الى عدد من الاماكن والمحطات بين العاصمة بانكوك وجزيرة سوماي على المحيط الهندي بهدف التعريف بالمجتمع التايلندي وحضارته وتنوعه الثقافي والعرقي وتبيان اجواء التسامح الديني والمذهبي التي يعيشها بدعم حكومي ادى الى تكريس هذا التعايش والتناغم في المجتمع التايلندي.ومملكة تايلند لمن لا يعلم يقدر سكانها بحوالى 66 مليون نسمة من بينهم اربعة ملايين مسلم ومليون مسيحي واقليات دينية اخرى يتعايشون في مجتمع يمتاز بالتنوع الحضاري والثقافي والتاريخي والعرقي.ويعامل المواطن التايلندي فيه بسواسية بغض النظر عن الدين او المذهب او الطائفة وان التمايز يكون فقط للاشخاص القادرين على الاسهام في دفع عجلة التنمية بالبلد والاشخاص القادرين على العمل الجاد والمخلص من اجل المصلحة الوطنية العليا بغض النظر عن اي خلفيات اخرى.زيارة مملكة تايلند عبارة عن حكاية تضرب في جذور التاريخ فهي حكاية بلد انصهر ابناؤه فيه وذابوا حتى كونوا نسيجا اجتماعيا صلدا غير قابل للاختراق وأنشأوا حضارة غاصت في أعماق التاريخ ولا تزال أثارها شاهدة على ما ساهمت به تلك الحضارة في اثراء الحضارة العالمية.كان لابد لنا ونحن نزور تايلند ان نتوقف عند محطات وتساؤلات عدة والحصول على اجوبة عنها ولذا فان البحث عن الحقيقة والحقيقة فقط هو مصدر الهام لنا كوفد اعلامي زار تايلند بهدف استشفاف الحياة في هذا البلد الجميل.وكان ذلك مذ وطئت أقدامنا ارض مطار بانكوك الدولي ذلك المطار الجميل والواسع والذي يحوي بين جنباته الالاف من السياح والمسافرين القادمين من ارجاء المعمورة دون ان يتسبب ذلك بحالة زحام بل على العكس فان زيادة الحركة في المطار قد زادته جمالا ورونقا وحياة لا سيما ان المطار يتكون من قطاعات هي اي بي سي دي اي اف اتش جي ال كي.وكل قطاع منها يحوي بوابات يتم توجيه المسافرين لها بحسب الرحلات وصولا او مغادرها.وحال وصولنا وبعد حسن الضيافة والاستقبال من بانكوك واهلها كان لنا في اليوم الثاني للزيارة شرف زيارة وزارة الخارجية وهي الجهة المنظمة للزيارة وكان في تلك الزيارة الكثير والكثير من الاجوبة على تساؤلات لطالما دارت في اذهاننا مطولا.وعرض السكرتير الاول في قسم العلاقات المختص بجنوب شرق اسيا والشرق الاوسط وافريقيا في دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية التايلندية جاك سانكجاي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية للسياسة الخارجية للمملكة تايلند والتي تركز على تعزيز العلاقات الدولية لمملكة تايلند وحماية مصالحنا الوطنية وتعزيز علاقات المملكة بجميع دول العالم.وبين سانكجاي ان الاوضاع في تايلند هادئة ومشجعة سواء للاستثمار او السياحة وان الحكومة التايلندية توفر كل الامكانات من اجل استقطاب السياح وان يكونوا في أجواء هادئة وآمنة حتى يعودوا الى بلدانهم سالمين وان سياسة تايلند تركز على تشجيع السياحة بانواعها لا سيما ان تايلند تتمتع بالطبيعة الخلابة والهدوء والجمال وتتمتع كذلك بوجود المصحات العلاجية والتي تستقطب اعدادا كبيرة من السياح اضافة الى ان تايلند ترى في ان علاقاتها المتميزة مع الدول الصديقة ومنها دول الخليج هي مصدر جذب للسياح والتجارة البينية ولذلك نحن حريصون على تعزيز تلك العلاقات مع الدول كافة بما فيها دول الخليج.وعن اوضاع المسلمين التايلنديين في تايلند قال سانكجاي ان تايلند تتعامل مع مواطنيها بغض النظر عن انتمائهم العرقي او الديني او الطائفي كمواطنين تايلنديين وبالتالى فان المجتمع التايلندي هو مجتمع متسامح بطبيعته وتكوينه ويتعايش ابناؤه باجواء طيبة ولا وجود لاي فروقات وستشاهدون خلال زياراتكم وجود مساجد للمسلمين وكنائس للمسيح كما يوجد معابد لبوذا وبالتالى لا توجد لدينا هذه الامور والمسلمون يعيشون في بلدهم وينالون كافة الامتيازات التي يحصل عليها المواطن التايلندي الاخر بغض النظر عن ديانته.وتحدث سانكجاي عن التجارة بين تايلند ودول الخليج مبينا ان تايلند تصدر منتوجات الى دول الخليج مثل الدجاج المذبوح بانواعه وانها تقلصت ايام انتشار انفلونزا الطيور الا انها عادت الى المعدل الطبيعي ونتمنى زيادتها مستقبلا ونسعى لهذا الامر من خلال تعزيز التعاون بين بلداننا.وركز المتحدثون من الخارجية التايلندية على خصوصية العلاقة التي تربط مملكة تايلند بالدول العربية والاسلامية والجهود التي تبذلها المملكة لتطوير وتعزيز هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات في وقت تستقطب فيه تايلند اعدادا كبيرة من المواطنين العرب وبخاصة الدول الخليجية للعلاج والاستثمار والسياحة.بعدها كان لا بد من التجوال واستكشاف بانكوك العاصمة محط رحال الكثير من السائحين الباحثين عن الاستشفاء في مصحاتها او الباحثين عن الصخب والتسوق في أسواقها ومولاتها المتنوعة وكانت الزيارات التي قمنا بها وكانت البداية مع مع مجمع ( ام بي كي ) وهو من الاسواق والمولات الشهيرة حيث يتكون المجمع من خمس طوابق على مساحة كيلومتر مربع تستطيع ان تجد فيه كل ما تريده كسائح من هدايا للشراء والتبضع حيث تتوزع في كل طابق نوع معين من البضائع فتجد بالدور الارضي الملابس والاحذية بانواعها وبالدور الثاني الادوات الالكترونية والكهربية وبالدور الثالث الاثاث بانواعه وبالدور الرابع الملابس والصناعات التايلندية وبالدور الخامس المطاعم ومحلات المساج وغيره من وسائل الراحة.وكذلك قمنا في اليوم التالى عند زيارة مجمع ( آسيا تك ) حيث تجد الكرة الدائرية التي تشبه ( لندن أي ) حيث تستطيع الركوب والاطلاع على العاصمة بانكوك ومعمارها من خلال تلك الرحلة العالية وتجد بعدها مسرح لمشاهدة عرض المصارعة التايلندية والقتال التاريخي بالسيوف والكاراتيه التايلندية التاريخية باجواء سينمائية رائعة لتنتقل بعدها للتسوق في محلات اسيا تك وتتذوق روعة الطعام التايلندي والذي يتميز بشهيته وروائحه المستقلة من توابل المطبخ التايلندي.ومن لم يزر المصحات العلاجية في بانكوك فلم يزرها لذلك كانت جولتنا الرسمية الثانية الى مستشفى ( بمرنغراد الدولي ) حيث اطلعا على الخبرات العلاجية التايلندية في اكبر المستشفيات الخاصة في تايلند حيث يتكون المستشفى من 30 دور منها الادوار التسعة الاولى عبارة عن مواقف سيارات بينما الدور العاشر مخصص لاستقبال المرضى الراغبين بالعلاج وفتح ملفات خاصة لهم والاطلاع على نوع مرضهم وتحويلهم الى الاطباء المتخصصين كل بحسب مرضه سواء لامراض القلب او الشرايين او امراض السرطان او امراض الكبد او امراض الرئة او امراض العظام او المفاصل او القطاعات الاخرى اضافة الى قطاع الجراحة التجميلية.ويتميز المستشفى كذلك بتقديم خدمة الفحص الطبي الشامل للاشخاص الراغبين بالاطمئنان على صحتهم مثل التدقيق الشامل حيث تكلف الفحوصات الشاملة للرجل مئة وثمانين دينارا كويتيا وللمرأة مئتا دينار كويتي وان الفحوصات تشمل كل الجسم ويسمى ( فل جك اب).ويتحدث مدير المستشفى الدكتور بيتر مورلي عن زوار المستشفى من انحاء العالم بالقول انه يزورنا ما يقارب مليون شخص منهم 340 الف من دول الخليج واننا كثيرا ما نحاول استقطاب ابناء دول الخليج انطلاقا من الخدمات المميزة التي نقدمها والاسعار مشيرا الى ان الاطلاع على الاسعار يكون من خلال النت ومعرفه الاسعار التقريبية.ويرى الدكتور. مورلي اهمية السياحة العلاجية في تقديم الرعاية الصحية في اجواء سياحية مشيرا الى ان المريض يحظى برعاية خاصة تجعله لا يشعر بانه في مصحة علاجية من خلال الخدمات المتوفرة بالغرف ومن خلال الخدمات المقدمة مشيرا الى وجود غرف في اي بي من اجل تقديم تلك الرعاية الصحية بانواعها.بعدها قمنا بجولة متنوعة في انحاء المستشفى حيث شاهدنا ان العدد الاكبر من رواده هم من دول الخليج ويأتي بعدهم الاوروبيون واطلعنا كذلك على الاجنحة والادوار والتي تشمل كل الامراض بانواعها وقمنا بزيارة ادارة المستشفى حيث التعامل الذي تمتزج فيه الخبرة بالعمل الطبي مع الحالات الانسانية.وزار المشاركون في البرنامج من اعضاء الوفد الاعلامي مركز «حلال» العلمي للدراسات التابع لجامعة شولانغكورن في بانكوك والمتخصص في التأكد من مطابقة الاطعمة والمأكولات المصنعة محليا والمتاحة في الاسواق المحلية والاسواق في الدول ذات الاقليات المسلمة لتعاليم الشريعة الاسلامية.وعرضت مستشارة مدير عام المركز سوليدا وانغشاي لتطور المركز منذ انشائه عام 2013 والمهام والابحاث والدراسات التي يقوم بها بالتعاون مع المجلس الاسلامي في تايلند، وتهدف الى التأكد من سلامة كافة المنتجات الغذائية والاطعمة في المطاعم والمطاعم والاسواق وخلوها من اية مواد ومدخلات انتاج تتعارض مع الشريعة الاسلامية.ويتميز المركز بختمه الاشهر كلمة حلال بالعربية والانكليزية حيث ان وجود هذا الختم على اي منتج يدل على انه قد خضع لموافقة مركز حلال بعد استيفاء كافة الفحوصات المختبرية اللازمة.وزار المشاركون في البرنامج شركة «سي بي اف» العالمية المتخصصة في صناعة المنتجات الغذائية الجاهزة والطازجة بطريقة صحية وامنة، وفق احدث طرق الانتاج والتصنيع العالمية المتطورة، حيث تصدر الشركة هذه المنتجات الى الاسواق العالمية في امريكا واوروبا وعدد من دول الشرق الاوسط وبخاصة دول الخليج العربي وتركيا.وعن نوعية الصناعات يتحدث مديرها بالقول نصدر منتجات الدجاج وبعض اللحوم والاسماك ولنا تعاون مع مركز حلال في مجال فحص اللحوم وانطباق الشريعة الاسلامية عليها ونعمل جاهدين على الحصول على ختم حلال على منتجاتنا بانواعها.ويقول لدينا مصانع عدة وعدد هائل من الموظفين الذين يعملون باجواء صحية ويتم مراعاة كافة وسائل الرعاية والراحة من اجل العمل ناهيك ان اغلب منتجاتنا تحظى باهتمام واستقطاب كثير من الدول لمدى موءامة اشتراطات الصناعة والحفظ والسلامة عليها اضافة لعوامل الجودة وهو الامر الذي يميزنا كثيرا عن غيرنا.وحضر المشاركون عددا من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية التي تجسد الحضارة والثقافة التايلندية.