عبّر الفنان المصري الشاب كريم عبدالعزيز، عن سعادته الكبيرة بردود فعل الجمهور والنقاد على فيلمه الأخير «الفيل الأزرق»، الذي كان عُرض في دور السينما المصرية والعربية، ضمن باقة موسم أفلام عيد الفطر الماضي.وقال عبدالعزيز في حواره مع «الراي»: «كانت تجربة مثيرة ومميزة بالنسبة إليّ، وألقت على عاتقي اختيار المشروعات القادمة حتى أحافظ على المستوى نفسه الذي وصلت إليه».وأكد أن دراما رمضان الماضي كانت مثمرة بالعديد من الأعمال المميزة، «وهذا يؤكد أن الإبداع والتميز سوف يأتيان بما هو جديد».وعرّج عبدالعزيز خلال الحوار على تأبين الفنان الراحل سعيد صالح، قائلاً إن ذكراه سوف تبقى من خلال أعماله، متحدثاً عن قضايا أخرى عن الفن والوسط الفني.• كيف جاء ترشيحك في فيلم «الفيل الأزرق»؟- «الفيل الأزرق» هو مشروع تم الاتفاق عليه منذ 3 سنوات بعد أن عُرضت عليّ الرواية من قبل المؤلف أحمد مراد، وكنت على معرفة به وبكتابته المثيرة والمشوقة، وبدأت في قراءتها وانتهيت منها في أقل من أسبوع، خصوصاً أنها كانت تجذبني كلما ابتعدت عنها.وبعدها بدأت مرحلة كتابة السيناريو، واتفق الثلاثي، وهم أنا والمؤلف أحمد مراد والمخرج مروان حامد، وبدأنا نغوص في خيوط الشخصيات والأحداث وكيف ننقل الرواية من عالم الخيال إلى عالم الصورة والحركة، وإن كنت أرى أن الرواية وحدها صورة معبرة عن الأحداث، وهذا لم يجعلنا نبذل مجهوداً كبيراً، وانتهى مشروع السيناريو وبدأت في قراءته وكنت متشوقاً إلى دخول الاستوديو وبدء التصوير.• الدور الذي قدمته كان «ثيمة» جديدة عليك... كيف ترى ذلك؟- هذا صحيح... فمنذ أن قدمت فيلم «أولاد العم»، الذي ترك بصمة لي عند الجمهور من خلال الدور الذي قدمته وطبيعة أحداث العمل التي تبدو مثيرة للبعض، ليأتي فيلم «الفيل الأزرق» ويغيّر كل المقاييس بشخصية دكتور نفسي يدعى «يحيى».فمن عالم الخمر والنساء بعد أن فقد زوجته وابنته إلى التحقيق مع أقرب صديق له في تهمة قتل والعودة إلى حبيبته التي تركها منذ أكثر من 10 أعوام، لتجدد كل هذه المشاعر في ظروف غير عادية ومثيرة ومشوقة.كما أن شخصية «يحيى» لها تفاصيل جعلتني أحضّر لها من الصفر، خصوصاً أنني أردت أن أقترب من حياة الدكتور النفسي، لذلك لجأت إلى بعض الأطباء النفسيين للتعرف على طبيعة التعامل مع المرضى، وأيضاً نطق واستخدام بعض الأدوية.• وكيف وجدت التعامل مع المخرج مروان حامد؟- أنا ومروان تجمعنا عِشرة عمر منذ الطفولة، فهو صديق عمري وساعدني كثيراً أيام دراستي في معهد السينما، فهو كان سبب ترشحي للمخرج شريف عرفة، في أول دور قدمته في حياتي من خلال فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» ووقوفي أمام العملاق أحمد زكي.لكن للأسف لم نعمل أنا ومروان معاً حتى جاءت تجربة «الفيل الأزرق»، وأنا على علم بأنه سيخرجني عن أي شخصية قدمتها من قبل، وبالفعل غيّر جلدي تماماً لأنه نجح في أن يفجّر بداخلي طاقات تمثيلية جديدة وأغرب ما في كممثل. هذا ليس لي فقط، بل إن أدوار باقي فريق العمل مختلفة. خالد الصاوي مختلف، وأيضاً نيللي كريم وشيرين رضا مختلفتان تماماً.• وهل التزم الفيلم بنص الرواية؟- بالتأكيد لا، لأن تفاصيل العمل السينمائي مختلفة عن العمل الروائي تماماً. ولكن ما حدث هو مزج للخيوط الخاصة بالأحداث التي طرأت عليها بعض التغييرات سواء في النهاية أم بعض المشاهد الأخرى، وهذا بالاتفاق مع مؤلف الرواية أحمد مراد، الذي قام بكتابة السيناريو. ومراد إلى جانب أنه أديب، هو خريج معهد السينما قسم تصوير، ولديه حس فني كبير في كتابة السيناريوهات، خصوصاً أن روايته مكتوبة بشكل أشبه بالسينما وتجد شخصياتها تتحرك أمامك، ولذلك فهو كان أنسب شخص يقوم بتحويل الرواية إلى سيناريو سينمائي.• هل ترى أن ردود الفعل جاءت منصفة للعمل؟- البداية كانت عند الرواية التي أثارت إعجاب الكثيرين، أما عن الفيلم فكل فريق العمل بذل مجهوداً جباراً وحاول بأكثر قدر ممكن أن يخرج كل طاقاته التمثيلية.كما أنني تلقيت العديد من الاتصالات التي هنأتني بالعمل كصورة وديكور وتمثيل وإخراج، إضافة إلى أن النقاد كتبوا عن الفيلم كلاماً جيداً، وهذا يحمّلني مسؤولية كبيرة، خصوصاً أن العمل الناجح يجعل الممثل على خطى ثابتة في تقديم أعماله الأخرى.• الفيلم لحقته سلسلة من التأجيلات... لماذا؟- هذا صحيح، لأن المخاطرة في ظل الظروف الراهنة التي كانت تمرّ بها البلاد، كان سيكون بمنزلة ظلم للعمل، وكنا دائماً حريصين على اختيار الوقت المناسب.• كيف ترى المنافسة بين أحمد حلمي وياسمين عبدالعزيز؟- المنافسة دائماً موجودة، كما أننا نفرح لبعض ونبارك لبعض، لأن المنافسة هنا شريفة وهدفها في النهاية إمتاع الجمهور وتقديم منتج جيد وانتعاش دور العرض.فهدفنا في النهاية هو العمل والإنتاج، كما أنني لم أتوقع أن يخذلني الجمهور، ولكنني في الوقت نفسه كنت قلقاً ومرعوباً، لأن هذه التجربة مختلفة وجديدة. ولكن الحمد لله الفيلم جاء في المرتبة الثانية في اليوم الأول من عرضه، ثم احتل المرتبة الأولى بعد اليوم الثالث، وهذا ما كشفه حجم الإيرادات.• كيف تقيم موسم الدراما لهذا العام؟- بالتأكيد الدراما انتعشت بعدد من الأعمال المميزة، وأنا على وجه خاص تابعت مسلسل «سجن النسا»، وكان عملاً أكثر من رائع، وكذلك مسلسل «جبل الحلال» للساحر محمود عبدالعزيز، وكان أيضاً عملاً مميزاً استمتعت به. كما أنني ضحكت مع الزعيم عادل إمام في مسلسله «صاحب السعادة»، ونحن دوماً نبحث عن السعادة.• كيف ودعت الضاحك سعيد صالح؟- بالفعل شعرت بالحزن الشديد، لأننا فقدنا ممثلاً وفناناً حقيقياً بقيمة سعيد صالح. فرحمة الله عليه، وبالتأكيد ذكراه وأعماله الفنية خالدة، فنحن لن ننساه.• حدثنا عن الأعمال التي تخطط لها حالياً؟- أعتزم الآن الخوض في تجربة كوميدية، وهو فيلم سأبدأ في تصويره خلال أيام قليلة، بعدما تعاقدت بشأنه مع المنتج وائل عبدالله. كما أنني تعاقدت أيضاً مع شركة أوسكار والمنتج محمد فوزي لتقديم مسلسل تلفزيوني في رمضان 2015، ولكن لم نحسم فكرته بشكل نهائي. إلا أنني أميل إلى تقديم عمل «لايت» خلال الفترة المقبلة.