منذ ظهور النواة الأولى لـ «داعش» في عام 2004 كان هذا التنظيم يكبر ويكبر ويمر بمراحل مختلفة ومتعددة متعلقة بمسمياته وقياداته وانتماءاته واتجاهاته من دون أن يوقف أحد نموه باستثناء بعض المواجهات العشائرية ضده، واليوم كبر هذا التنظيم العسكري الإرهابي وأصبح جيشا يقدر تعداده اليوم بـ 30 ألف مقاتل مصبحاً أكبر وأخطر تنظيم إرهابي! بينما كان تعداده في عام 2012 نحو 8000 مقاتل!
وسرعة تكاثر هذا التنظيم واتساعه فيه دليل واضح على أن هذا التنظيم الإرهابي يُموّل مادياً بسخاء كبير للحد الذي جعله يمتلك ميزانية طائلة! ويُدعم فكرياً بالتوجيه والتخطيط له، وما تحركاته ومعاركه المختلفة التي من مكان إلى مكان ما هي إلا دليل على أن هذا التنظيم يُدار من قِبل جهة دولية ذات استراتيجية وأهداف محددة تسعى لتحقيقها وحصد ثمارها اللذيذة من خلال صناعة «داعش» الإرهابية.
لكن اليوم وبعد التحالف الدولي والإقليمي ضد تنظيم «داعش» بقيادة الزعيمة الولايات المتحدة الأميركية نستطيع بثقة أن نقول بأن العد التنازلي لنهاية «داعش» قد بدأ وبشكل سريع، هذا لأن الدعم المادي الذي يُعطى لقادة التنظيم وعسكره ومرتزقته وعملائه سوف ينقطع بسبب الرقابة الدولية الشديدة المحدقة وبالذات من الدول العربية القريبة جغرافياً من تواجد التنظيم، وسوف ينقطع عنه وصول السلاح مما سيجعل عملياته العسكرية قليلة العدد وبطيئة التنفيذ، ولا شك بأن الضربات العسكرية التي سيتلقاها «داعش» ستكون مصوّبة إلى قلبه وليس في الأطراف وذلك لطرق الاختراق الاستخباراتية المختلفة والدقيقة التي ستحدث لقطاعات التنظيم كافة في «داعش»، ناهيك عن الرأس المكشوف للتنظيم الذي لن يخفيه أي غطاء يستتر تحته من هول القصف الجوي الصاروخي الذي سيلحق به خسائر عظيمة وصادمة وسيعمل كذلك على انحدار مؤشر عملياته العسكرية لدرجة ملحوظة جداً.
بنهاية «داعش» سوف ينتهي النظام السوري بلا شك، لأن الساحة العسكرية الشعبية السورية ستتفرغ بشكل أكبر وأقوى لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد النظام السوري بسبب انتهاء تلك الدرع العسكرية التي صنعها «داعش» للنظام السوري، ولاسيما أن دعم الدول المتحالفة ضد «داعش» للجيش الحر السوري بالمال والتدريب سيساعدان كثيراً في زوال ذلك النظام الفاسد. السكوت عن الكلب الهزيل وتركه يصول ويجول بمزاجه عابثاً في مزابل البيوت والحارات من دون طرده بعيداً عنها سيحوله لكلب سمين تشبع بالجسارة والوقاحة لا يعترف بأي قانون ولا يخجل من أي صنيع؟!
@alrawie :Twitter
roo7.net@gmail.com