ملف المقاهي بما يحمله من «تجاوزات» وشبهات بات مرشحاً للتصعيد بحسب أجندة أعضاء المجلس البلدي الذين تحدث البعض منهم لـ«الراي» عن وجود توجهات عملية ستأخذ طريقاً رسمياً قريباً لمواجهة انتشار المقاهي في مناطق السكن الخاص، لاسيما أن العديد من تلك المقاهي تجاوزت المعتاد تحت مسمى الاختلاط بصورة لم تكن مألوفة من قبل، لكنها اليوم أصبحت وضعاً عادياً، بل ربما مطلوبة لدى أصحاب ومستثمري المقاهي.ولأن الأمر ذو علاقة بالجانب البلدي، فقد استطلعت «الراي» آراء عدد من أعضاء المجلس البلدي في الظاهرة فاستغرب المهندس علي الموسى انتشار ظاهرة الاختلاط في المقاهي بعد ان كانت مقتصرة على «العوائل»، حيث بدأت تتوسع حتى أصبحت أمام أعين الجهات المعنية، مؤكداً أن دولة الكويت من الدول المحافظة، ومع ذلك فإن موضوع الاختلاط في المقاهي قد يكون غريباً لدى البعض، إلا أن الاختلاط متوافر أيضاً في المقاهي والمطاعم الراقية، «منع الاختلاط أو الفصل قد يتحول لاختلاط بالخفاء قد يؤدي للتشجيع على أمور سلبية أخرى».ورأى الموسى أنه لا يوجد مانع من إصدار التراخيص التجارية للمقاهي ضمن المناطق الداخلية، ولكن لابد أن تكون مشروطة بعدة ضوابط كتوفير الخدمات المناسبة لروادها وأن يتم تخصيص مواقف خاصة للسيارات وذات مبنى معزول، مبيناً أن الواقع الحالي لانتشار المقاهي ضمن المناطق السكنية لا يمكننا من منع تجديد التراخيص لها أو الحد منها، لاسيما وأن رواد أغلب المقاهي الداخلية من قاطني المنطقة ذاتها.وأكد أن من أهم الآثار السلبية لتكدس المقاهي في بعض المحافظات المزدحمة، قلة المواقف غير الكافية، فيضطر الزبون الوقوف على كتف الطريق ما يسبب اختناقات مرورية، مشيراً إلى وجود قانون يمنع دخول من هم دون سن 18 ولكنه غير مطبق، والدليل أن جميع المقاهي مفتوحة على مدى 24 ساعة لروادها دون أي تدقيق من الجهات المختصة.وأضاف أن المطلوب من بلدية الكويت للحد من انتشار المقاهي وضع ضوابط معينة منها عدم الترخيص إلا بوجود مواقف، وألا تقل المساحة عن 200 متر مربع، إضافة لتوافر ارتداد جيد أمام المقهى، لافتاً إلى أن توظيف العمالة النسائية عوضاً عن الرجالية أمر واقعي ومنتشر في جميع المقاهي والكافيهات «لا تسيئوا النية».من جانبه شدد عضو المجلس البلدي فهد الصانع على ضرورة تطبيق جميع اللوائح والأنظمة المتعلقة بشأن المقاهي سواء الموجودة في المناطق السكنية أو غيرها، مؤكداً أن الجهات الرسمية متراخية في تطبيق القانون الخاص بعدم السماح لدخول دون سن 18، ولذلك أطالب البلدية بتطبيق وتفعيل جميع اللوائح للحد من انتشار المقاهي في جميع المحافظات مع تغليظ العقوبات الرادعة لملاك تلك المقاهي.وبدوره، قال عضو المجلس البلدي المحامي عبدالله الكندري لـ«الراي» ان انتشار المقاهي في الآونة الأخيرة خاصة ضمن المناطق السكنية ينذر بعدة كوارث، منها الصحية والازدحام المروري والعمالة الهامشية والضرر البيئي وانتشار الأوبئة، مشيراً إلى أن تكدس المقاهي سيؤدي إلى انتشار السلوكيات والعادات الاجتماعية السلبية، كما يعكس على عدم وجود استراتيجية للدولة للحفاظ على المظهر العام والصحة العامة.وبين أن بعض الدول الخليجية أصدرت قراراً بحظر منح تراخيص للمقاهي داخل المناطق السكنية، مشدداً على ضرورة مخالفة المقاهي التي لا تلتزم بالضوابط الصحية والنظافة العامة، إضافة لضرورة لردع المخالفين وإغلاق المنشأة لحين تعديل الوضع داخل المقاهي، مؤكداً أن بعض المقاهي تتكرر فيها المخالفة دون أن يكون هناك رادع يمنع أصحاب المقاهي من تكرارها.وفي السياق ذاته، أوضح عضو المجلس البلدي الدكتور حسن كمال لـ«الراي» وجود فرق بين مقاهي الكافيهات التي تقدم بعض الخدمات من المشروبات الساخنة والباردة، وبين المقاهي التي تقدم خدمة الشيشة والتدخين، مبيناً أنه لا يؤيد تواجد مقاهي الشيشة في المناطق الداخلية لأنها تسهل وتشجع الشباب على استخدامها وهي بالأساس لها آثار سيئة ومضرة على صحة الانسان.وقال من سلبيات تكدس المقاهي في المناطق الداخلية تكوين تجمعات في هذه المناطق والتي تضايق ساكنيها ومرتاديها بالإضافة إلى أنها سبب في تلوث الهواء والبيئة، مؤكداً أنه يصعب على الدولة تطبيق قانون دون سن الـ18، نتيجة افتقارها إلى جهاز رقابي مهيأ ومهني يستوعب العدد الكبير من المقاهي الموزعة في الكويت، ولذلك لابد من تعاون أصحاب المقاهي مع الدولة في المراقبة، وإلا تطبق عقوبات رادعة بحقهم.وشدد على ضرورة تطبيق المقترح المتعلق بنقل مقاهي الشيشة خارج المناطق السكنية، أما الكافيهات فيمكن ابقاؤها لخدمة ابناء المنطقة، كما أن المطلوب من بلدية الكويت فرض المراقبة الدورية وتطبيق اللوائح والقوانين ضمن آلية عملية وواضحة، بالإضافة إلى اقتراح تعديلات بين فترة وأخرى على اللوائح نتيجة التغيرات المجتمعية وغيرها.واستطرد قائلاً: أنا ضد الاختلاط في مقاهي الشيشة وبالأخص في المواقع غير الظاهرة والمغلقة، وأيضا ضد توظيف العاملات في المقاهي التي تقدم الخدمة للشباب وقد يكون سبباً في مفسدة شبابنا.علي الموسى:• توظيف النساء بدل الرجال أمر واقعي في جميع المقاهي ... لا تسيئوا النيةعبدالله الكندري:• تكدّس المقاهي تسبّب في انتشار سلوكيات وعادات اجتماعية سلبيةحسن كمال:• أنا ضد الاختلاط في مقاهي «الشيشة» وبالأخص في الأماكن المغلقةفهد الصانع:• هناك تراخ واضح في تطبيق القانون الخاص بمنع دخول من هم دون الـ 18 سنة