أوسلو... عاصمة النروج وأكبر مدنها، واحدة من أجمل الأماكن السياحية في العالم.هي المركز السكاني والاقتصادي والسياسي والسياحي في البلاد، حيث تنتشر فيها المعالم السياحية والأبنية التاريخية، وتحلو فيها السهرات التي تتواصل حتى ساعات الفجر، كما أنها تتميز بطبيعة خلابة تجعلها نقطة جذب لعشاق السياحة الطبيعية، كونها محاطة بالغابات من جميع الجهات.وتتميّز هذه المدينة الاسكندينافية التي يبلغ عدد سكانها نحو 620 ألف نسمة، - والتي زارتها «الراي» مع مجموعة من الصحافيين الاماراتيين والقطريين، بدعوة من «شركة طيران الامارات» التي دشنت خطاً يومياً جديداً الى النروج - بتنوعها الثقافي الناتج عن كثرة الوافدين اليها، الأمر الذي يلاحظه السائح من خلال المأكولات والأسواق وأسلوب الحياة اليومية الذي يمارسه المواطنون.ومن المشاهد الساحرة التي يفترض بالسائح عدم تفويتها، منظر المضيق البحري (فيورد) حيث يمكن الاستمتاع بنزهة مريحة على متن احد القوارب في الموقع، ومشاهدة الجزر الصغيرة، والتلال المحيطة المكسوة بالأشجار ذات الألوان الخضراء والبنية والصفراء، والتي تعج بأنواع الطيور المختلفة، ومنها النسور التي بالامكان رؤيتها على مقربة، حيث يمكن مشاهدة المنازل المنتشرة على أطراف التلال والتي يبلغ سعر المنزل البالغ مساحته نحو 100 متر مربع، نحو مليون يورو.السياح وفي نهاية الرحلة البحرية، بالامكان النزول في منطقة دروباك، حيث سيستمتع الأطفال والكبار بزيارة «مكتب سانتا كلوز»، ويمكنهم مقابلة «شبيه سانتا» الموجود منذ اكثر من 20 عاما في هذا المكان، لتلقي آلاف الرسائل على مدرا العام من أطفال حول العالم وبكل اللغات.من مقر سانتا كلوز، يرغب الزائرون في التجول سيرا بين البيوت الخشبية القديمة المحاطة بالحدائق الرائعة، حيث تنتشر أيضاً المقاهي والمطاعم والمتاجر، أهمها «متجر كريستماس» الذي يستقبل سنويا نحو نصف مليون سائح، لشراء زينة عيد الميلاد المصنوعة يدويا في النروج.ومن ضمن البرنامج الذي أعدته «طيران الامارات» للصحافيين، كانت هناك جولة في المدينة مع العمدة دروباك المنتخب منذ 11 عاما، تور فوستبي والذي شرح لنا عن بعض معالم مدينته، وخص «الراي» بدردشة صغيرة قائلا ردا على سؤال: «أُفضّل ان يزور المدينة باصا سياحيا واحدا من الكويت، على أن يزورنا 10 حافلات من النروج»، رافضا في الوقت نفسه توجيه أي دعوة لرجال الأعمال الكويتيين وغير الكويتيين للاستثمار في مدينته الرائعة، خصوصا مع عدم وجود فنادق ضخمة على غرار الفنادق العملاقة في أوسلو، «لأننا نريد المحافظة على الطابع القديم والهادئ لدروباك».وأما بالنسبة الى عشاق الفنون المعمارية التاريخية فإن أوسلو تزخر بالأبنية القديمة التي ما زالت تحافظ على طابعها، خصوصا القصر الملكي، والكاتدرائية الكبرى في وسط المدينة، والتي بُنيت في العام 1299، ومنها يمكن مشاهدة مبنى البرلمان «اكرشوس» الذي يشهد على التاريخ العريق لهذه المدينة الهادئة والهانئة.ولا بد لأي سائح في اوسلو من زيارة المبنى الذي يقام فيه حفل تسليم جوائز نوبل للسلام السنوية، حيث يمكن الاطلاع على هذه الجوائز، ومشاهدة صور وأسماء الشخصيات أو المنظمات التي حصلت عليها، اضافة الى التعرف الى تاريخ صاحب الجائزة العالم الفرد نوبل.والمعروف أن اوسلو تتميز ايضاً بمتاحفها الفنية ومعارضها الكثيرة، اضافة الى مبنى الأوبرا الذي نال في العام الماضي جائزة أفضل المباني الثقافية في العالم، خلال المهرجان العالمي للهندسة، الذي جرى في برشلونة، نظراً لبنائه المميز على ضفة البحر.يقع دار الأوبرا في حي بيورفيكا في وسط أوسلو، وتتميز بشكلها المميز واللافت للنظر بمنحدر سقف الرخام الأبيض الذي يرتفع مباشرة، ما يسمح للزوار للتمتع والتنزه مع وجهات المدينة المميزة.ومن المتاحف التي تستقطب أعدادا غفيرة من السياح، متحف سفن «الفايكنغ» الذين غزوا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء من اوروبا في القرن الثامن حيث يستطيع الزائر رؤية بقايا واضحة وسليمة من السفن التي استخدمها البحارة النروجيون في «فارم»، والتي تم اخفاؤها تحت التراب حيث دفنت مع بعض المحاربين من المراتب الرفيعة في ذلك الوقت بملابسهم الفاخرة ومتعلقاتهم الثمينة، وتم اكتشاف هذه السفن في القرن الماضي في النروج.اما لمن يحب رياضة التزلج، فإن موقع «هولمنكولن» المعروف، في ضاحية اوسلو الشمالية، المخصص لرياضة «القفز على الثلج» (سكي جامب)، يستحق تخصيص الوقت اللازم لزيارته، خصوصا، بعد توسيعه في العام الحالي، ليكون قادراً على استقبال اكبر أنواع المسابقات الرياضية في هذا النوع.وللمواقع الطبيعية ميزتها ونكهتها في المدينة، اذ يخترقها نهر «اكير سيلفا»، وتنتشر المنتزهات الطبيعية في ارجائها كلها، واشهرها منتزه «فيغلاند سباركينغ» الفريد من نوعه، وهي واحدة من مناطق الجذب الأكثر زيارة في النرويج مع أكثر من مليون زائر كل عام، والتي تجد بها العديد من المنحوتات للنحات غوستاف فيغيلند (1869-1943) مع أكثر من 200 من المنحوتات من البرونز والغرانيت والحديد.وأهم منطقة في اوسلو المنطقة المطلة على الميناء الذي يقع فيه مبنى الساعة. هناك تكثر المقاهي والمطاعم المطلة على البحر بجلساتها الساحرة ووجباتها المتنوعة،اضافة الى قوارب الرحلات البحرية التي توفر للسياح رحلات لا تنسى على مدار ساعات النهار.ويتم حاليا بناء مشروع ضخم، من الأبنية، على غرار العمارات الضخمة والمميزة في دبي، يطلق عليه تسمية «بار كود»، والتي سيتم تطويرها على مدى السنوات المقبلة.وأغرب الأمور التي يصادفها السائح في النروج فهو طول النهار. أما المطبخ النروجي، فيعتمد على المأكولات البحرية، خصوصا سمك السلمون والسلطعون التي تقدم عادة الى جانب اللحوم المدخنة والبطاطا.وتوجد في اوسلو مطاعم عالمية كثيرة حيث يستطيع الزائر ان يختار ما يشاء من الأطعمة الشرقية أو الغربية.الى ذلك، فان التسوق مريح في اوسلو رغم الأسعار المرتفعة نسبياً لشراء الهدايا. ويمكن شراء مصنوعات حرفية من اماكن متعددة. وللاقامة في أوسلو، فان أفضل خيار هو فندق «ذي سيف» أي «اللص»، حيث يستقبلك على مدخل الفندق مجسّم لتمثال رجل ساجداً على الأرض وكأنه يلتمس الغفران على ما فعل.وتزور هذا الفندق أعدادا كبيرة من الخليجيين، الذين اكدوا لـ «الراي»، انهم جربوا فنادق اخرى خلال زيارات سابقة لهم في النروج، الا انهم شعروا بالراحة أكثر في هذا المكان المقام في مدينة محاطة بالمياه من كل الاتجاهات، والتي كان قبل 300 عام مقراً للصوص والخارجين عن القانون.في الصيف كما في الشتاء، اوسلو مدينة ساحرة ونقطة جذب سياحية عالمية، وهي تعرف بـ «أرض شمس منتصف الليل»، نظرا لطول نهارها في فصل الصيف.بطاقة تعريفتقع مملكة النروج في شمال اوروبا. تحدها من الشرق السويد وفنلندا ومن الشمال الشرقي روسيا والمحيط المتجمد من الشمال وبحر الشمال من الجنوب ولها حدود بحرية مع بريطانيا والدنمارك، وعدد سكانها نحو 6 ملايين نسمة.النهار طويل في الصيف والعكس في الشتاء، وهي تعرف بـ «أرض شمس منتصف الليل».أما أوسلو، فتأسست في عهد الملك هارولد هاردارد عام 1048.وفي سنة 1299، بنيت فيها قلعة أكيرشوس في شبه جزيرة صخرية على الزقاق البحري لحمايتها، ثم أتت النيران ودمّرت المدينة العام 1624.وفي عهد الملك كريستيان الرابع، تمّ اعادة بناء المدينة من قبل السكان، ولهذا عرفت باسم «كريستيانيا» حتى العام 1925، لتعود بعد ذلك الى التسمية القديمة... أوسلو.