وقفات إيمانية / إِنَّ الـلّــهَ حـَيـِيٌّ كَــرِيــمٌ
الشيخ جاد الله فرحات *
يا محمد... إن رأيت أن تخلّي عني فلا تشمّت بي أحياء العرب.. فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفكُّ العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرّج المكروب ويفشي السلام ويطعم الطعام ولم يرد طالب حاجة قط.. أنا ابنة حاتم الطائي. فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم): هذه صفة المؤمن حقاً.. لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه.. خلوّا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.. والله يحب مكارم الأخلاق هذا ما وصفت به ابنة حاتم الطائي اباها ومن اوصافه انه لم يرد طالب حاجة قط فكيف بأكرم الأكرمين وأجود الأجودين الله سبحانه وتعالي والذي صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال (( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه وقال يارب أن يردهما صفرا خائبتين ))
فقد أخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وحسنة وَابْن ماجة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن سلمَان الْفَارِسِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن ربكُم حَيّ كريم يستحي من عَبده إِذا رفع يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَن يردهما صفراً.
وَفِي لفظ: يستحي أَن يبسط العَبْد إِلَيْهِ فَيَرُدهُمَا خائبين.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سلمَان قَالَ: إِنِّي أجد فِي التَّوْرَاة أَن الله حَيّ كريم يستحي أَن يرد يدين خائبتين يسْأَل بهما خيرا.
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْحَاكِم عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن ربكُم حَيّ كريم يستحي إِذا رفع العَبْد يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَن يردهما حَتَّى يَجْعَل فيهمَا خيرا.
وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله جواد كريم يستحي من العَبْد الْمُسلم إِذا دَعَاهُ أَن يرد يَدَيْهِ صفراً لَيْسَ فيهمَا شَيْء.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله حَيّ كريم يستحي أَن يرفع العَبْد يَدَيْهِ فَيَرُدهُمَا صفراً لَا خير فيهمَا فَإِذا رفع أحدكُم يَدَيْهِ فَلْيقل: يَا حَيّ يَا قيوم لَا إِلَه إِلَّا أَنْت يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ ثَلَاث مَرَّات ثمَّ إِذا أَرَادَ رد يَدَيْهِ فليفرغ الْخَيْر على وَجهه.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سلمَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا رفع قوم أكفهم إِلَى الله عز وَجل يسألونه شَيْئا إِلَّا كَانَ حَقًا على الله أَن يضع فِي أَيْديهم الَّذِي سَأَلُوهُ.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله عز وَجل حَيّ كريم يستحي من عَبده أَن يرفع يَدَيْهِ فَيَرُدهُمَا صفراً لَيْسَ فيهمَا شَيْء.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء عَن الْوَلِيد بن عبد الله بن أبي مغيث قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دَعَا أحدكُم فَرفع يَدَيْهِ فَإِن الله جَاعل فِي يَدَيْهِ بركَة وَرَحْمَة فَلَا يردهما حَتَّى يمسح بهما وَجهه.
وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَقُول الله تَعَالَى: يَا ابْن آدم وَاحِدَة لي وَوَاحِدَة لَك وَوَاحِدَة فِيمَا بيني وَبَيْنك وَوَاحِدَة فِيمَا بَيْنك وَبَين عبَادي فَأَما الَّتِي لي فتعبدني لَا تشرك بِي شَيْئا وَأما الَّتِي لَك فَمَا عملت من شَيْء أَو من عمل وفيتكه وَأما الَّتِي بيني وَبَيْنك فمنك الدُّعَاء وعليّ الاجابة وَأما الَّتِي بَيْنك وَبَين عبَادي فارض لَهُم مَا ترْضى لنَفسك.
يروي أنه كان في زمان سيدنا موسى عليه وعلى رسولنا (( الصلاة والسلام)) امرأة عاقر لا تلد وطلبت من نبي الله موسى ان يسأل الله تعالى لها الولد فقال الله له انها عاقر لا ولد لها وبعد سنوات رأي نبي الله على ذراعها ولدا تحمله وعرف أنه ابنها وأنها قد حملت به وولدته فعجب لذلك وسأل الله تعالى عن رزقها بالولد فقال له يا موسى مازالت تدعوني وتتضرع وتتذلل وتلح في الدعاء حتى استحييت منها فأعطيتها سألها.
من عرف هذه الصفة عنه سبحانه وتعالى وترك الدعاء و التضرع والتذلل له سبحانه بالأسحار والإلحاح في الدعاء فقد قصر في حق نفسه وحرمها من خير الدنيا والآخرة.
من غير ربي أرسل الغيث الذي
يسقي عطاش البيد في الصحراء
من غيره رزق الجنيين غذاءه
والنمل تحت الصخرة الصماء
من غيره عم الخلائق كلها
بجزيل إحسان وفيض عطاء
سبحت باسم علاك يارب
فلو سكت اللسان لسبحت أعضائي
ولله در القائل :
قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا
وبت أشكوا إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة
يا من إليه لكشف الضر اعتمد
اشكوا إليك أمورا أنت تعلمها
مالي على حملها صبراً ولاجلد
وقد مددت يدي بالذل مفتقرا
إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يارب خائبة
فـ بحر جودك يروي كل من يَرِدُ
* إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
يا محمد... إن رأيت أن تخلّي عني فلا تشمّت بي أحياء العرب.. فإني ابنة سيد قومي، وإن أبي كان يفكُّ العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرّج المكروب ويفشي السلام ويطعم الطعام ولم يرد طالب حاجة قط.. أنا ابنة حاتم الطائي. فقال لها النبي (صلى الله عليه وسلم): هذه صفة المؤمن حقاً.. لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه.. خلوّا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.. والله يحب مكارم الأخلاق هذا ما وصفت به ابنة حاتم الطائي اباها ومن اوصافه انه لم يرد طالب حاجة قط فكيف بأكرم الأكرمين وأجود الأجودين الله سبحانه وتعالي والذي صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال (( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه وقال يارب أن يردهما صفرا خائبتين ))
فقد أخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وحسنة وَابْن ماجة وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن سلمَان الْفَارِسِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن ربكُم حَيّ كريم يستحي من عَبده إِذا رفع يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَن يردهما صفراً.
وَفِي لفظ: يستحي أَن يبسط العَبْد إِلَيْهِ فَيَرُدهُمَا خائبين.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سلمَان قَالَ: إِنِّي أجد فِي التَّوْرَاة أَن الله حَيّ كريم يستحي أَن يرد يدين خائبتين يسْأَل بهما خيرا.
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَالْحَاكِم عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن ربكُم حَيّ كريم يستحي إِذا رفع العَبْد يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَن يردهما حَتَّى يَجْعَل فيهمَا خيرا.
وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله جواد كريم يستحي من العَبْد الْمُسلم إِذا دَعَاهُ أَن يرد يَدَيْهِ صفراً لَيْسَ فيهمَا شَيْء.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله حَيّ كريم يستحي أَن يرفع العَبْد يَدَيْهِ فَيَرُدهُمَا صفراً لَا خير فيهمَا فَإِذا رفع أحدكُم يَدَيْهِ فَلْيقل: يَا حَيّ يَا قيوم لَا إِلَه إِلَّا أَنْت يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ ثَلَاث مَرَّات ثمَّ إِذا أَرَادَ رد يَدَيْهِ فليفرغ الْخَيْر على وَجهه.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سلمَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا رفع قوم أكفهم إِلَى الله عز وَجل يسألونه شَيْئا إِلَّا كَانَ حَقًا على الله أَن يضع فِي أَيْديهم الَّذِي سَأَلُوهُ.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله عز وَجل حَيّ كريم يستحي من عَبده أَن يرفع يَدَيْهِ فَيَرُدهُمَا صفراً لَيْسَ فيهمَا شَيْء.
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء عَن الْوَلِيد بن عبد الله بن أبي مغيث قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دَعَا أحدكُم فَرفع يَدَيْهِ فَإِن الله جَاعل فِي يَدَيْهِ بركَة وَرَحْمَة فَلَا يردهما حَتَّى يمسح بهما وَجهه.
وَأخرج الْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَقُول الله تَعَالَى: يَا ابْن آدم وَاحِدَة لي وَوَاحِدَة لَك وَوَاحِدَة فِيمَا بيني وَبَيْنك وَوَاحِدَة فِيمَا بَيْنك وَبَين عبَادي فَأَما الَّتِي لي فتعبدني لَا تشرك بِي شَيْئا وَأما الَّتِي لَك فَمَا عملت من شَيْء أَو من عمل وفيتكه وَأما الَّتِي بيني وَبَيْنك فمنك الدُّعَاء وعليّ الاجابة وَأما الَّتِي بَيْنك وَبَين عبَادي فارض لَهُم مَا ترْضى لنَفسك.
يروي أنه كان في زمان سيدنا موسى عليه وعلى رسولنا (( الصلاة والسلام)) امرأة عاقر لا تلد وطلبت من نبي الله موسى ان يسأل الله تعالى لها الولد فقال الله له انها عاقر لا ولد لها وبعد سنوات رأي نبي الله على ذراعها ولدا تحمله وعرف أنه ابنها وأنها قد حملت به وولدته فعجب لذلك وسأل الله تعالى عن رزقها بالولد فقال له يا موسى مازالت تدعوني وتتضرع وتتذلل وتلح في الدعاء حتى استحييت منها فأعطيتها سألها.
من عرف هذه الصفة عنه سبحانه وتعالى وترك الدعاء و التضرع والتذلل له سبحانه بالأسحار والإلحاح في الدعاء فقد قصر في حق نفسه وحرمها من خير الدنيا والآخرة.
من غير ربي أرسل الغيث الذي
يسقي عطاش البيد في الصحراء
من غيره رزق الجنيين غذاءه
والنمل تحت الصخرة الصماء
من غيره عم الخلائق كلها
بجزيل إحسان وفيض عطاء
سبحت باسم علاك يارب
فلو سكت اللسان لسبحت أعضائي
ولله در القائل :
قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا
وبت أشكوا إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة
يا من إليه لكشف الضر اعتمد
اشكوا إليك أمورا أنت تعلمها
مالي على حملها صبراً ولاجلد
وقد مددت يدي بالذل مفتقرا
إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يارب خائبة
فـ بحر جودك يروي كل من يَرِدُ
* إمام وخطيب بوزارة الأوقاف