ملف العسكريين يجر إلى عمليات خطف «مذهبية» بين اللبنانيين
الحريري: علينا حماية بلدنا من الانزلاق إلى الفتنة بأيدينا
• زعيتر لـ «الراي»: نرفض الخطف والخطف المضاد
شكّلت الرسالة - النداء التي وجّهها الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري امس ما يشبه «جرس الإنذار» حيال المنزلق الخطير الذي بلغه الوضع اللبناني الذي وجد نفسه «يقفز» من كيفية معالجة ملف المخطوفين من العسكريين لدى تنظيميْ «داعش» و«النصرة» الى كيفية احتواء ظاهرة الخطف والخطف المضاد بين اللبنانيين انفسهم.
وبدا واضحاً ان الحريري يتهيّب مشهد «الخطف على المذهب» الذي ارتسم بقاعاً من ضمن تداعيات ملف العكسريين والذي أعاد الى الأذهان صفحات سود من «دفتر» الحرب اللبنانية التي يمْثل «شبحها» هذه الأيام وسط اتساع الانكشاف الامني والسياسي على تداعيات العاصفتين السورية والعراقية.
وحرص زعيم «المستقبل» على «دوْزنة» موقفه بحيث تضمّن رسائل ضمنية في أكثر من اتجاه بينها الى «حزب الله» انطلاقاً من «حريق» عرسال الذي لم ينطفئ بعد، سائلاً «هل الحملة المركزة على بلدة عرسال وأهلها وتَطوُّع بعض الأقلام وكتبة المقالات والتقارير للتحريض على طرابلس وعكار والنفخ في رماد البحث عن الفتنة، هي الوسيلة الناجعة لحل مشاكلنا وتحرير العسكريين الرهائن من قبضة الارهاب وأعداء الدين؟»، ومحذراً من انه «اذا قررنا ان نسلك هذا الطريق، فهذا يعني بكل بساطة ان هناك قراراً بفتح أبواب الفتنة على لبنان، وإعلان اليأس من الدولة وجيشها ومسؤولياتها، وسقوطها في الوحل الطائفي والمذهبي من جديد».
وفي الوقت نفسه، خاطب الحريري شارعه الذي «يغلي» داعياً الى «عدم الانجرار لتصرفات وممارسات، لا وظيفة لها سوى تحقيق مآرب القوى الإرهابية بتوسيع رقعة التخريب والفوضى الى ساحة لبنان»، مناشداً «جميع اللبنانيين، خصوصا الأهل والاحبة والأصدقاء والحكماء وأصحاب الشأن والرأي والدراية في البقاع وطرابلس وعكار، التحلي بالصبر والهدوء والحكمة وغض النظر عن اي آذى يمكن ان يصيبهم فداء لسلامة لبنان والعلاقات الأخوية بين ابنائه»، مضيفاً: «أشد على يد الحكومة ورئيسها» مؤكدا «تجديد الثقة بإدارتها وقراراتها وبما تتولاه من مسؤوليات في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ البلاد».
وإذ أعلن ان «الساعات الماضية التي مرت علينا، كانت سوداء بكل معاني السواد السياسي والأخلاقي والإنساني، وهي لا تمتّ الى قواعد الحياة المشتركة وأصول التعامل بين الأهل والأخوة وأبناء الوطن الواحد»، اعتبر ان «العودة الى الخطف والخطف المضاد والى التحريض المذهبي واستدراج بعضنا البعض الى لغة العصبيات المتخلفة، هو أسوأ ما يمكن ان نقع فيه في هذا الزمن المشحون بالتعصب».
وأشار إلى «اننا بكل صراحة ومسؤولية، لا نجد مخرجا لكل الوجع الذي يشعر به أهالي العسكريين المخطوفين، وهم للمناسبة من كل المذاهب والمناطق، سوى التضامن وراء قرار الدولة في معالجة هذه المسألة الوطنية»، داعياً الى «التضامن حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، فهذه ليست أياما للفلتان من سلطة الدولة والقانون وإنشاء الجيوش الخاصة».
وأوضح ان «حماية بلدنا من الانزلاق الى الفتنة تكون بأيدينا نحن، وبارادتنا نحن من كل الأطياف والمذاهب، بل هي في الدرجة الاولى بإرادة المسلمين في لبنان، سنة وشيعة، الذين يملكون قرار إخماد الفتنة في مهدها ورفض استنساخ الحالتين السورية والعراقية».
وجاء موقف رئيس تيار «المستقبل» فيما كانت الاتصالات تنشط على أعلى المستويات في محاولة لاحتواء انفلاش موجة الخطف الواسعة التي حصلت اول من امس في البقاع وجاءت «مشبّعة» بكل عوامل الاحتقان المذهبي الذي فجّرته أحداث عرسال وما رافقها من خطف العكسريين وصولاً الى ذبح اثنين منهم كان آخرهم عباس مدلج.
وبدت لافتة التقارير التي تحدثت عن ان هذا الوضع أثار استياء عارماً لدى رئيس الحكومة تمام سلام الذي اشارت معلومات الى انه كان مستعداً للاستقالة لو لم يكن هناك شغور رئاسي.
ورغم نجاح المساعي في جعل اهالي سعدنايل يطلقون 7 من ابناء بعلبك كانوا خُطفوا من داخل فان بعيد خطف احد ابنائها أيمن صوان في بعلبك من اشخاص قيل انهم من عصابة متخصصة في «الخطف مقابل فدية»، فان المخاوف لم تهدأ من تكرار هذه الظاهرة لاسيما ان «الصاعق» الذي كان فجّر هذه الموجة لم يُعطّل وهو المتمثل في خطف اربعة من ابناء عرسال في بعلبك، اثنان منهم على يد افراد من عائلة المصري لمقايضتهما باحد ابنائها المخطوف مع العكسريين لدى «داعش» و«النصرة».
وبعدما أعطى اهالي سعدنايل مهلة في مقابل الجهود المبذولة لتأمين الإفراج عن صوان، نفّذ فوج التدخل الثاني في الجيش اللبناني إنزالاً جوّياً في جرود بريتال بحثا عن صوّان، وذلك غداة شن وحدات من الجيش عمليات دهم وتفتيش في بريتال والطيبة شملت منزل خاطف صوان المدعو حسين طليس الملقّب بـ «حسين جميلة»، وسط مساع استمرت من اجل إطلاق صوان كما المدنيين المخطوفين من أبناء عرسال خلال الساعات المقبلة.
في هذا الوقت، علّق وزير النقل والأشغال العامة غازي زعيتر (من كتلة رئيس البرلمان نبيه بري) على «فورة» الخطف على الهوية المذهبية، فأكد لـ «الراي» أن «البعض يحاول رمي بذور الفتنة بين البقاعيين»، مشيراً في الوقت عينه إلى «أننا جميعا ندرك خطر الجماعات الإرهابية التكفيرية، وعلينا توحيد موقفنا في هذه المواجهة، لأن هذا الأمر خطر على الجميع»، ولافتا إلى أن «في البقاع بشكل عام وبعلبك الهرمل بشكل خاص، وبرغم كل الظروف التي مررنا بها، تشكل كل العائلات البقاعية عائلة واحدة».
وقال زعيتر ان «موضوع الخطف والخطف المضاد مرفوض من الجميع دون استثناء»، مشيراً إلى «تنسيق وتعاون بين الجميع، لوضع حد نهائي لبعض الحركات غير المقبولة إطلاقاً».
وبدا واضحاً ان الحريري يتهيّب مشهد «الخطف على المذهب» الذي ارتسم بقاعاً من ضمن تداعيات ملف العكسريين والذي أعاد الى الأذهان صفحات سود من «دفتر» الحرب اللبنانية التي يمْثل «شبحها» هذه الأيام وسط اتساع الانكشاف الامني والسياسي على تداعيات العاصفتين السورية والعراقية.
وحرص زعيم «المستقبل» على «دوْزنة» موقفه بحيث تضمّن رسائل ضمنية في أكثر من اتجاه بينها الى «حزب الله» انطلاقاً من «حريق» عرسال الذي لم ينطفئ بعد، سائلاً «هل الحملة المركزة على بلدة عرسال وأهلها وتَطوُّع بعض الأقلام وكتبة المقالات والتقارير للتحريض على طرابلس وعكار والنفخ في رماد البحث عن الفتنة، هي الوسيلة الناجعة لحل مشاكلنا وتحرير العسكريين الرهائن من قبضة الارهاب وأعداء الدين؟»، ومحذراً من انه «اذا قررنا ان نسلك هذا الطريق، فهذا يعني بكل بساطة ان هناك قراراً بفتح أبواب الفتنة على لبنان، وإعلان اليأس من الدولة وجيشها ومسؤولياتها، وسقوطها في الوحل الطائفي والمذهبي من جديد».
وفي الوقت نفسه، خاطب الحريري شارعه الذي «يغلي» داعياً الى «عدم الانجرار لتصرفات وممارسات، لا وظيفة لها سوى تحقيق مآرب القوى الإرهابية بتوسيع رقعة التخريب والفوضى الى ساحة لبنان»، مناشداً «جميع اللبنانيين، خصوصا الأهل والاحبة والأصدقاء والحكماء وأصحاب الشأن والرأي والدراية في البقاع وطرابلس وعكار، التحلي بالصبر والهدوء والحكمة وغض النظر عن اي آذى يمكن ان يصيبهم فداء لسلامة لبنان والعلاقات الأخوية بين ابنائه»، مضيفاً: «أشد على يد الحكومة ورئيسها» مؤكدا «تجديد الثقة بإدارتها وقراراتها وبما تتولاه من مسؤوليات في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ البلاد».
وإذ أعلن ان «الساعات الماضية التي مرت علينا، كانت سوداء بكل معاني السواد السياسي والأخلاقي والإنساني، وهي لا تمتّ الى قواعد الحياة المشتركة وأصول التعامل بين الأهل والأخوة وأبناء الوطن الواحد»، اعتبر ان «العودة الى الخطف والخطف المضاد والى التحريض المذهبي واستدراج بعضنا البعض الى لغة العصبيات المتخلفة، هو أسوأ ما يمكن ان نقع فيه في هذا الزمن المشحون بالتعصب».
وأشار إلى «اننا بكل صراحة ومسؤولية، لا نجد مخرجا لكل الوجع الذي يشعر به أهالي العسكريين المخطوفين، وهم للمناسبة من كل المذاهب والمناطق، سوى التضامن وراء قرار الدولة في معالجة هذه المسألة الوطنية»، داعياً الى «التضامن حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، فهذه ليست أياما للفلتان من سلطة الدولة والقانون وإنشاء الجيوش الخاصة».
وأوضح ان «حماية بلدنا من الانزلاق الى الفتنة تكون بأيدينا نحن، وبارادتنا نحن من كل الأطياف والمذاهب، بل هي في الدرجة الاولى بإرادة المسلمين في لبنان، سنة وشيعة، الذين يملكون قرار إخماد الفتنة في مهدها ورفض استنساخ الحالتين السورية والعراقية».
وجاء موقف رئيس تيار «المستقبل» فيما كانت الاتصالات تنشط على أعلى المستويات في محاولة لاحتواء انفلاش موجة الخطف الواسعة التي حصلت اول من امس في البقاع وجاءت «مشبّعة» بكل عوامل الاحتقان المذهبي الذي فجّرته أحداث عرسال وما رافقها من خطف العكسريين وصولاً الى ذبح اثنين منهم كان آخرهم عباس مدلج.
وبدت لافتة التقارير التي تحدثت عن ان هذا الوضع أثار استياء عارماً لدى رئيس الحكومة تمام سلام الذي اشارت معلومات الى انه كان مستعداً للاستقالة لو لم يكن هناك شغور رئاسي.
ورغم نجاح المساعي في جعل اهالي سعدنايل يطلقون 7 من ابناء بعلبك كانوا خُطفوا من داخل فان بعيد خطف احد ابنائها أيمن صوان في بعلبك من اشخاص قيل انهم من عصابة متخصصة في «الخطف مقابل فدية»، فان المخاوف لم تهدأ من تكرار هذه الظاهرة لاسيما ان «الصاعق» الذي كان فجّر هذه الموجة لم يُعطّل وهو المتمثل في خطف اربعة من ابناء عرسال في بعلبك، اثنان منهم على يد افراد من عائلة المصري لمقايضتهما باحد ابنائها المخطوف مع العكسريين لدى «داعش» و«النصرة».
وبعدما أعطى اهالي سعدنايل مهلة في مقابل الجهود المبذولة لتأمين الإفراج عن صوان، نفّذ فوج التدخل الثاني في الجيش اللبناني إنزالاً جوّياً في جرود بريتال بحثا عن صوّان، وذلك غداة شن وحدات من الجيش عمليات دهم وتفتيش في بريتال والطيبة شملت منزل خاطف صوان المدعو حسين طليس الملقّب بـ «حسين جميلة»، وسط مساع استمرت من اجل إطلاق صوان كما المدنيين المخطوفين من أبناء عرسال خلال الساعات المقبلة.
في هذا الوقت، علّق وزير النقل والأشغال العامة غازي زعيتر (من كتلة رئيس البرلمان نبيه بري) على «فورة» الخطف على الهوية المذهبية، فأكد لـ «الراي» أن «البعض يحاول رمي بذور الفتنة بين البقاعيين»، مشيراً في الوقت عينه إلى «أننا جميعا ندرك خطر الجماعات الإرهابية التكفيرية، وعلينا توحيد موقفنا في هذه المواجهة، لأن هذا الأمر خطر على الجميع»، ولافتا إلى أن «في البقاع بشكل عام وبعلبك الهرمل بشكل خاص، وبرغم كل الظروف التي مررنا بها، تشكل كل العائلات البقاعية عائلة واحدة».
وقال زعيتر ان «موضوع الخطف والخطف المضاد مرفوض من الجميع دون استثناء»، مشيراً إلى «تنسيق وتعاون بين الجميع، لوضع حد نهائي لبعض الحركات غير المقبولة إطلاقاً».