أبي... قرر أن يتفرغ لعمله البرلماني.
فقد كان أبي يعمل مع أحد المتنفّذين الذي قرر أن يمثله أبي في البرلمان.
وقرر أن يعيّن أحد إخواني الأعزاء ليأخذ كل مهام أبي.
وجعلنا نحن الأولاد والبنات مساعدين لأخي الغالي.
ولكنه احتفظ بحق عزل أخي وعزلنا كلنا، متى أراد، من دون أن يبدي الأسباب.
أخي استطاع خلال فترة قصيرة أن يثبت جدارته في هذا المنصب لكل من في البيت، وحتى من هو خارج البيت.
الكل لاحظ أن هناك تطوّراً سريعاً وملحوظاً... تطوّر بكل شيء... وأمي تقول: «حتى الحب المتبادل بين أبنائها قد زاد وأصبح هو السمة الظاهرة».
كل هذا التطور والتقدم لم يلاحظه أبي.
فهو يقارن قيادته للبيت بقيادة أخي... ويذكّر الجميع بأن قيادته كانت أفضل.
ولكنه يعجز عن ذكر أي مشروع أو إنجاز قام به. فكل من في البيت يعلم أن أهم مشاريع أبي كانت غالبيتها لتثبيت موقعه في البيت.
ويأتي من بعدها توزيع الأموال... توزيع للأموال كاد أن يؤدي إلى إفلاس البيت.
ولم ينقذ البيت من الإفلاس إلا الأموال والعقار الذي ورثه أبي عندما مات جدي.
ولكن الذي نعرفه أن جدي عاش فقيراً... فمن أين لك كل هذه الأموال والعقارات يا أبي؟
نعم، هذا السؤال الذي طرحه أخي الكبير على أبي... وفي اليوم نفسه تمّ عزل أخي وعودة أبي لقيادة البيت من جديد.