أخذ سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح المبادرة، وصحح ما صدر عن وزارة الإعلام أخيراً بحق الفنانين، حين استقبل صباح أمس في قصر السيف، بحضور وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، الفنانين حياة الفهد وسعاد عبدالله وطارق العلي، فيما تم التواصل هاتفياً مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا الموجود في لندن.ونقلت مصادر أن رئيس مجلس الوزراء أصدر توصياته المباشرة لوزير الإعلام بضرورة حلّ الموضوع بشكل فوري، مشدداً على أهمية رسالة الفن والفنانين في النهوض بالمجتمع وتعزيز القيم والمبادئ السامية وحمايته وتماسكه ووحدته الوطنية، وهو ما أكده الفنان طارق العلي لـ «الراي» بقوله «حرص سموه على توجيه حديثه إلى وزير الإعلام بالقول (ما تمشي إلا وإنت مطيّب خاطر الجماعة بأمور تنفعهم، وأي عوائق أنا موجود)».وبحسب وكالة «كونا»، فإن سموه اعتبر خلال اللقاء أن الحكومة لا تتوانى عن دعم الأعمال الفنية الهادفة التي تحمل قيماً ومثلاً عالية وتحقق دورها الحيوي في تقدم المجتمع، مؤكداً على أن الفنانين يعدون هامة من هامات الكويت بعطائهم وزملائهم الفنانين الذين كان لهم الدور الكبير في الارتقاء بالفن في الكويت.وقالت الفنانة القديرة سعاد عبدالله لـ «الراي»: «لا نريد أن نحمّل الأمور أكثر من طاقتها، إذ إننا نبقى بيتاً كبيراً، فاللقاء كان فعلاً مثمراً، وتشرفنا بلقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، الذي احتوانا احتواء غير عادي، مستمعاً إلى وجهة نظرنا بكل رحابة صدر وتكلمنا عن القضية محل الجدل الحالي».وأضافت «أوضحنا أننا لسنا ضد تفعيل القانون أو أننا فوق القانون، بل الخلاف هو في آلية تنفيذ القانون، لأننا نحن أول من يطبّق القانون ويكون قدوة للآخرين، خصوصاً أنه توجد قنوات أسهل قبل التحويل إلى النيابة، منها عن طريق التفاهم، بحيث يتم جمع عدد الشركات المعنية بالأمر في مكتب المسؤول، لكن للأسف تم اتخاذ أبعد خطوة قبل اتخاذ الخطوات الأولية».وتابعت «بدوره، أثنى رئيس مجلس الوزراء على دور الفنانين عموماً، مؤكداً عدم السماح بأن يهضم حقّنا لما قدّمناه خلال مسيرتنا الطويلة. كذلك وفي اللقاء نفسه، استمع لنا وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح الذي حرص على التواجد، فكان متفهمّاً لآرائنا ومطالبنا، ولهذا تم الاتفاق على لقاء آخر معه لم يتم تحديد موعده الرسمي حتى الآن، لمناقشة كل الأمور العالقة وكل ما هو مختص بالعملية الفنّية (وإلى ذيج الساعة راح نشوف شنو اللي راح يصير)».وعما إذا كانت تعتبر القرار الصادر شخصياً، قالت «لم يتم التطرق خلال اللقاء لهذا الأمر على الإطلاق، لذلك لا يمكنني التحديد في هذا السؤال، والأجدر أن يجيب عنه المسؤولون في الوزارة، وجلّ ما أعرفه أن ذلك القرار قد صدر من وزارة الإعلام ممثلاً بالوكيل صلاح المباركي الذي تربطنا به علاقة طيبة (وما بيننا إلاّ كل خير)، وهو الأمر الذي دفعنا إلى الاستغراب في عدم اتباع الخطوات التدريجية بسلاسة أكثر».وبالنسبة إلى مثولها أمام النيابة «لقد نفذت القانون وقمت بزيارة مكتب النيابة العامة، حيث قلنا كلّ ما لدينا هناك ولن تكون لنا زيارة أخرى مجدداً».من جانبه، قال الفنان طارق العلي «خلال الاجتماع أشاد الشيخ جابر بنا نحن الفنانين، وقال (أنتم فنانينا وواجهتنا الطيبة، ولا يمكن لأحد أن يزعجكم، وقولوا كل ما يجول في خاطركم، ولن تخرجوا إلا وأنتم راضون)، وطبعاً هذا الكلام نابع من أخ كبير إلى أخوته ويحاول أن يحل الموضوع».وأضاف: «عبر الهاتف تم التواصل بين سمو الرئيس والفنان عبدالحسين عبدالرضا، فأخبره (بوعدنان) عن وجهة نظره في حديث لم نسمعه، وإضافة إلى ذلك كان وزير الإعلام حاضراً لهذا الاجتماع، فاستمع إلى آرائنا في قضية إحالة شركات الانتاج إلى النيابة وإغلاقها، كما تمت مناقشة العديد الأمور الفنية الأخرى منها ما يخصّ الفنانين الشباب وضرورة الوقوف إلى جانبهم وعدم محاربتهم».وقال العلي «لا أحمّل وزير الإعلام مسؤولية ما حصل، بل هذه مسؤولية وكيل وزارته صلاح المباركي، وهنا كلمة حقّ يجب أن تقال إنّ وزير الإعلام إنسان في قمة التواضع والأخلاق وكذلك العديد من مسؤولي الوزارة الذين يبدون تعاوناً تاماً معنا ومنهم الوكيل المساعد لشؤون المصنفات الفنية منيرة الهويدي التي تعتبر ابنة الوزارة ومتمرسة في أمور عديدة فيها، لكن مع ذلك قد يصدر تصرف من وزارته يسبب ربكة كبيرة، وهو الأمر الذي حصل من قبل وكيل الوزارة صلاح المباركي، الذي أتمنى منه أن يمتلك آلية في إصدار القرارات، لأن القضية ليست مسألة تنفيذ قانون فقط وشخطة قلم أو أنك زعلان من شخص أو شركة إنتاج معينة أو أحد وجّه لك كلمة (رحت دبّيت الناس كلها)، بل المسألة في دراسة ما سيتم إصداره من قرارات جيّدة بعد استشارة المختصين، خصوصاً أن المباركي يعتبر شخصية جديدة على الإعلام ويحتاج لأن يشرب هذه المهنة الصعبة التي لا يتقنها أي شخص، وأقولها له (إن ما كنت ابن هذه الوزارة، مو بالسهولة راح تنغمس بأمور كثيرة فيها، حتى بتعاملك مع الفنانين والإعلاميين وموظفينك). وأكمل «وزارة الإعلام لها تعامل خاص وآخر يختلف عن الحرس الوطني أو إدارة مالية في بنك ما، فنحن لسنا منطقة (Business) ولسنا منطقة عسكرية، لأنّ التعامل مع فنانين. حيث ان معظم موظفيها هم خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية وجامعة الكويت قسم الإعلام. وما حصل معنا يحب أن يكون درساً لبعض المسؤولين بعدم إصدار أي قرار من دون دراسته جيّداً ومعرفة أبعاده، لأن الفنان الكويتي ليس مجرد قلم».وبالعودة إلى اللقاء مع رئيس مجلس الوزراء أشار إلى أن «الفنانتين سعاد عبد الله وحياة الفهد تطرقتا في اللقاء إلى القانون الداخلي الذي صدر أخيراً في وزارة الإعلام والذي نصّ بعدم السماح لأي ممثل يعمل في وزارة الإعلام بالمشاركة في اعمال درامية أو مسرحية وغيرها إلاّ بإذن من وكيل الوزارة صلاح المباركي، وهنا وضّح وزير الإعلام وجهة نظر الوزارة بهذا القرار، وأنّ عملية الحصول على الإذن من الوكيل ليست صعبة، وإن حصل عائق وتمّ الرفض من الوكيل فإن مكتبه مفتوح، خصوصاً بعدما قال له الشيخ جابر المبارك ذلّل كلّ العقبات أمامهم».وأكد العلي حرص سموه على توجيه حديثه إلى وزير الإعلام بالقول (ما تمشي إلاّ وإنت مطيب خاطر الجماعة بأمور تنفعهم، وأي عوائق أنا موجود)».وحول إحالة شركات الانتاج إلى النيابة وإغلاقها، قال العلي: «إن الوزير الحمود أكّد لنا أنّ ذلك هو القانون، حينها أوضحنا بدورنا أننا لسنا ضد القانون بتاتاً، بل نحن معترضون على آلية تنفيذه وتفعيله من قبل وكيل وزارة الإعلام صلاح المباركي، وهنا قالت زميلتي الفنانة حياة الفهد (هل عشان رخصتي منتهية، ولأن أحد المسلسلات تم تنفيذه باسم رخصتي وما مثّلت فيه، استدعى للنيابة!)».وأضاف أن «هناك إشكالية ما بين وزارتي التجارة والإعلام، إذ إنّ الأخيرة تمنحنا ترخيصاً مدّته سنتان فقط، فيما تمنح وزارة التجارة رخصة لأربع سنوات ما يجعلنا ننسى مواعيد التجديد ما بين الرخصتين، وهنا أوضحنا أننا فعلاً مشتركون في الخطأ لأننا لم ننتبه لموعد انتهاء الرخصة. وبهذا وعدنا وزير الإعلام بحل القضية، وأن مكتبه سيكون مفتوحاً لنا في أيّ وقت».وتابع «الوكيل صلاح المباركي لا أعرفه كثيراً، إذ التقيت به مرتين أو ثلاث فقط، وخلال ذلك كان يستقبلني استقبالاً جميلاً، وأذكر جملة قالها لي لدى صدور قرار إغلاق شركات الانتاج الخاص بنا (أنا زعلان لأن مكتبك ومكتب حياة تسكّر)، فإن كنت فعلاً حزين على ذلك، لماذا أصدرت قراراً بإغلاقهما!»ومنذ صدور قرار غلق المكاتب والإحالة إلى النيابة، أشار العلي لوجود إيجابيات وسلبيات قائلاً «من السلبيات أنّ الناس باتوا يتساءلون حيال ما فعلناه نحن الفنانين حتى تتم إحالتنا إلى النيابة، ونشر صور رموز الفن وهم جالسين في مكاتب النيابة للتحقيق معهم. لأنه فعلاً منظر غير محببّ، وهو الأمر الذي رفضه الشيخ جابر المبارك بالقول (ما أرضى عليكم هذا الشيء)، ووزير الإعلام وعدنا بالخير قائلاً ( إن شاء الله راح نصحّح إذا في أخطاء من صوبنا أو صوبكم)».واكمل «أما من الأمور الايجابية، فان قيادتنا الحكيمة من قائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح، إلى الأخ العزيز والرائع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح وكلّ شيوخنا الكبار، بأنهم لم ينسوا أبناءهم الفنانين في كل المحافل، فأظهروا اهتمامهم وسعيهم لتذليل كل المصاعب».وأضاف «اليوم نحن نعدّ سفراء نمثّل الكويت، ولسنا مواطنين عاديين مع كامل احترامي للجميع، وما نطالب فيه هو للكويت وليس لأمر شخصي. فالكويت اليوم هي محطّ أنظار العالم كله، وأقل حادثة تحصل تبدأ الاتصالات تنهال على كبار المسؤولين لمعرفة الأمر، فما بالك هذه الحادثة التي طالت الفنانين. لكن سمو رئيس مجلس الوزراء أثبت بأنّ الفنانين لهم قدر كبير أسوة بأيّ انسان يرفع اسم الكويت وشأنها في المحافل الإعلامية».وكشف العلي عن أنّ «الشيخ جابر المبارك والشيخ سلمان الحمود مهتمان بنقابة الفنانين لإيجاد مكان خاص بها، وأخبرناه بأننا وجدنا مكاناً في شرق، حينها وعدنا الشيخ سلمان بأنه سيجهزه لنا كاملاً، كذلك الشيخ جابر وعدنا بمساعدتنا في آلية تطبيق القوانين وتفعيل قوانين النقابة».