عاشت شعوب عربية حقبة من الزمن تحت حكم الحديد والنار والاستبداد، ثم لاح فجر الحرية مع انطلاق الثورات العربية وما سمّي بالربيع العربي، والذي بدأ بتونس ليصل إلى مصر واليمن وسورية وليبيا، وما كادت تلك الشعوب تتنفس الصعداء حتى وقعت بعض الانتكاسات والتي تمثلت بالانقلاب في مصر والذي أسقط أول رئيس شرعي منتخب، ثم محاولة إفشال الثورة في تونس لولا خبرة بعض قوى الثورة وتنازلهم عن بعض المكاسب أملا في استقرار البلد، ومن ثم استعادة هذه المطالب لاحقا.
ومنها طول أمد الثورة السورية وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والشهداء والتخاذل في دعم الثورة، بل وأحيانا دعم النظام السوري لإبقائه في الحكم.
كذلك ما تتعرض له الثورة اليمنية من مؤامرة لإفشالها، وتتضح معالمها بدعم الحوثي والموالين له، وما تشهده العاصمة اليمنية من مسيرات ومظاهرات تعبث باستقراره لهي أحد المؤشرات.
وفي جوّ الإحباط الذي عاشته تلك الشعوب العربية بسبب المؤامرات على ثورات الحرية والكرامة والتي جعلت اليأس يدب في بعض القلوب من نجاح الثورات، رأينا فجرا يبزغ من جديد يجدد الأمل في النفوس.
أوله انتصار أبطال المقاومة في غزة وفي مقدمهم رجال حماس، الذين أفشلوا مخطط الصهاينة على المقاومة ونزع سلاحها، وإذ بأهل غزة الأبطال ومن خلال صمودهم، وبصواريخ المقاومة التي أدخلت الصهاينة للجحور، تفرض شروطها وتفك الحصار عن القطاع، وتدمر أسطورة جيش كان يُزعم سابقا أنه لا يهزم، بهذا الانتصار الذي اعتبر صفعة في وجه المتآمرين على حرية الشعوب.
أما الحدث الذي أفرح المسلمين كافة وليس العرب وحدهم، هو تولي أردوغان رئاسة الجمهورية في تركيا الشقيقة، وكان الحدث الأبرز هو دخول زوجته المحجبة إلى القصر الرئاسي، ومن يتذكر وضع تركيا قبل سنوات وكيف أن الحجاب كان ممنوعا على النساء والفتيات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، ثم يرى تبدل الحال ليصل إلى أن السيدة الأولى في تركيا تكون محجبة، يدرك أن دوام الحال من المحال، وأن العاقبة للمتقين، وأن النصر مع الصبر.
twitter :@abdulaziz2002 ?