انتهت إجازة الصيف للهيئة التعليمية والإدارية في وزارة التربية، بدأنا أول أيام العمل ولكل موظف أو موظفة صفة مزاجية خاصة، المتذمر، المتفائل، المتوتر، المتوازن، الكسول، والنشيط، لا ينكر أحد ما لليوم الأول بعد الإجازة من ثقل نفسي إذ إن النفس تهوى الراحة وتفضّل الحرية على التقيّد بوقت ومكان وروتين إجباري، هذا بالإضافة إلى انعدام حب الوظيفة -عند البعض- كعامل من عوامل تخفيف ضغط العمل والإقبال عليه بروح إيجابية، أسباب كثيرة تتدخل في حالة النفور من مهنة أو وظيفة معينة، إلا أن هناك سببا واحدا كفيلا بأن يضمن لنا حداً أدنى أو أعلى من المتعة اعتماداً على أسلوب تفعيل هذا السبب في الحياة المهنية.
ربما تطرقت لهذه الفكرة بشكلٍ سريع في مقال سابق، لكن اليوم أقف عندها وأسلط الضوء عليها أكثر، كُرْه الوظيفة وعدم الإقبال عليها نفسياً لا يعتبر جواز مرور للإهمال والتكاسل عن أداء المهام، فكونك إنسانا مسؤولا ذلك يفرض عليك التزاماً دينياً وطنياً تجاه ربك أولاً ثم وطنك دون اعتبار الحب من عدمه، لا نعيب على أحد عدم حبه لوظيفته فمثله كثير، لكننا نعيب على من ارتضى التلاعب والتفريط بالمسؤوليات ثم تسلم الراتب بكل رضى ويرى أن ذلك ثمرة مجهوده، غاضاً طرْفه عن قيمة اللقمة الحلال والمواطنة الحقيقية، هذا بصورةٍ عامة، ماذا لو خصصنا أكثر وتحدثنا عن المعلمين؟ إنها المهنة الأعظم إذ تتجلى عظمتها في تعاملها مع أنفس لا مع أوراق أو أجهزة حاسوب، إنها مهنة البناء التي لا يمكن أن تُثمر دون الإخلاص لله ثم للوطن، فإذا كان التعليم جسد الدولة فإن إخلاص وتفاني المعلمين روحه، فما الجسد بلا روحٍ إلا خواءٌ في خواء!
الفقرة السابقة لخَّصَت بتركيز السبب الوحيد الدافع للعطاء الذي أشرت إليه في المقدمة، أخيراً أهنّئ زملاء المهنة على بلوغ العام الجديد، وأهنئهم ونفسي قبل ذلك على شرف هذه المهنة التي حتى النملة في جحرها والحوت يصلون على ممتهنها، فهنيئاً لنا بهذا الشرف، وأُذَكِّر.. النوايا تخفف الشقاء حتى تكاد أن تمحيه.
****
خاص.. إلى المعنيين بوزارة التربية
عُرِفَ منذ الأزل أن أشد أشهر السنة حرارة في دولة الكويت شهر أغسطس، فهل يُعقَل يا سادة أن نذهب لمقر عملنا وأجهزة التكييف معطلة؟ والرطوبة في أعلى مستوياتها؟ وقضاء خمس ساعات في مثل تلك الأجواء التي من السهل تخيل سخونتها؟ ربما أقترح استثمار الكوادر الفنية الموجودة في الوزارة وإرسالها للمدارس قبل بدء الدوام فحصاً لكل الأمور الخدماتية، ثم إصلاح ما يحتاج إلى إصلاح، قليلاً من الاهتمام يترجم كثيراً من التقدير، لكن للأسف!
Twitter: @3ysha_85
A.alawadhi-85@hotmail.com