«النصرة» تفرج عن 5 عسكريين لبنانيين سُنّة
العنصر في الأمن الداخلي صالح البرادعي على الاكتاف في بعلبك بعد الافراج عنه (أ ف ب)
أثارت التطورات المتسارعة في شأن قضية الاسرى العسكريين اللبنانيين لدى تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» في الساعات الأخيرة غيوماً كثيفة من الغموض وسط مناخ داخلي في لبنان بدأت معه هذه القضية تطغى تماماً على مجمل المشهد الأمني والسياسي.
ذلك ان هذه التطورات اتسمت بتناقضات مفاجئة برزت بقوّة وجعلت من الصعوبة بمكان توقُّع ما يمكن ان تفضي اليه في الساعات والأيام المقبلة، وهو الامر الذي تمثل بمفاجأة غير متوقعة اطلاقاً حصلت ليل السبت عندما بادرت «جبهة النصرة» الى اطلاق خمسة من الاسرى المحتجزين لديها، أربعة منهم جنود في الجيش والخامس عنصر في قوى الأمن الداخلي، ليبقى قيد الأسر لديها 14 عنصراً امنياً.
وجرى امس الإفراج عن الأسرى في منزل الشيخ مصطفى الحجيري في عرسال قبل انتقال كلّ منهم الى بلدته، بما يؤشر الى ان الحجيري الذي يشكّل حلقة الوصل مع الجهات الخاطفة استأنف وساطته من دون اعلان، علماً انه كان له دور مع هيئة العلماء المسلمين في إطلاق 6 مخطوفين (3 من الجيش و3 من قوى الامن) قبيل انتهاء مواجهات عرسال التي اندلعت في 2 اغسطس الجاري (اضافة الى عنصريْ امن تم إطلاقهما لاحقاً).
وإذ لم تتكشف بعد اي تفاصيل تتعلق بخطوة الإفراج عن الاسرى الخمسة التي اثارت ارتياحاً واسعاً لدى أهالي المخطوفين الآخرين وأحيت الآمال بإمكان انقاذ مَن تبقى منهم ولا سيما بعد كشف أحد المفرج عنهم ان الرقيب علي السيّد الذي كان مخطوفاً لدى «داعش» والذي تم توزيع فيديو لعملية «ذبحه» ما زال على قيد الحياة، فان غموضاً واسعاً ظل مهيمناً على ناحية أساسية وهي ما اذا كان الحجيري وربما جهات اخرى وسيطة تتصل بتنظيم «داعش» ايضاً وهل هناك تفاوض جدي على مبادلة الاسرى بسجناء في سجن رومية كما يطالب بذلك الخاطفون من «الدولة الاسلامية» الذين كانوا يحتجزون قبل الاعلان عن «تصفية» السيد 11 جندياً من الجيش.
وحتى ما بعد ظهر امس لم تفصح الجهات الرسمية اللبنانية المعنية بملف الاسرى عن أي معلومات او معطيات في هذا الشأن حرصاً على ابقاء الملف وتطوراته طي الكتمان التام. وعكس ذلك وفق مصادر معنية تحرك وساطات بقوة في الساعات الاخيرة خصوصاً تحت وطأة تهديدات «داعش» بقتل الاسرى في مهلة ثلاثة ايام مرّ منها يومان ولم يبق الا يوم واحد بعد. وما أعطى انطباعاً بأن الوساطات بدأت تؤتي جدواها في التفاوض هو المعلومات عن ان «داعش» مدد مهلة التهديد، في وقت تعتقد المصادر انه بمجرد عودة الشيخ الحجيري الى المشهد، فان ذلك يعني ان ثمة تطوراً ملموساً حصل سواء كانت «جبهة النصرة» أطلقت الاسرى الخمسة بفضل الحجيري ام لدوافع اخرى مجهولة.
وفي هذا السياق كان بارزاً ان «النصرة» أتبعت خطوتها بتحذير «حزب الله» امس من المشاركة في القتال في قرى القلمون السورية التي أعلنت «النصرة» انها ستبدأ معركة «تحريرها» خلال ايام مهددة بقتل الاسرى الشيعة الذين تحتجزهم. ووفق المصادر المتابعة للملف فان ذلك يؤشر الى ان «النصرة» تحاول الإيحاء بإمساكها بمعظم ورقة القلمون السورية المحاذية لجرود عرسال بما يثير احتمال التنافس بين «النصرة» و«داعش» على تنازع ورقة الحدود السورية المتاخمة للحدود مع عرسال وجرودها وان هذا التنافس ينعكس على تصرفات كل من التنظيمين في قضية الاسرى اللبنانيين.
وقد بدا لافتا ان «النصرة» تعمدت اطلاق الاسرى السنّة فيما هدّدت «حزب الله» بقتل الاسرى الشيعة واشترطت على أهالي الاسرى المسيحيين للإفراج عنهم المطالبة بانسحاب الحزب من سورية وادانة حرق راية «داعش» في محلّة الأشرفية لانها تحمل شعائر الاسلام. ويتضح من ذلك ان «النصرة» تتلاعب بالعامل المذهبي تحت وطأة «العصا والجزرة» التي تعتمدها في ملف الاسرى فيما «داعش» لا يعتمد الا لغة الترهيب بالذبح.
وتقول المصادر ان كشف رئيس الحكومة تمام سلام امام وفد من أهالي المخطوفين مساء السبت تشكيل خلية ازمة لقضية الاسرى فُسر بانه بمثابة رسالة مزدوجة الوجه، الاول منه لتهدئة الغليان في الشارع الذي يتمثل في تحركات تصاعدية لأهالي المخطوفين بقطع الطرق في مناطق الشمال والبقاع الشمالي المستمرة منذ ثلاثة ايام، والوجه الآخر الى الخاطفين أنفسهم بان الحكومة جدية في ترك الوساطات تأخذ طريقها الى التفاوض علّ ذلك ينقذ الاسرى ويمنع تنفيذ التهديدات الضاغطة.
وتقول المصادر المتابعة انه لا بد من ترقب الساعات المقبلة التي تنطوي على الأرجح على تبين معطيات جديدة، علماً ان المراقبة الأمنية للوضع في عرسال تشير الى تراجع ملحوظ في التوتر الميداني، ولكن ثمة ترقباً قوياً للمقلب الآخر من الحدود وإمكان نشوب معركة كبيرة في مناطق القلمون وما يمكن ان تفضي اليه من نتائج تؤثر على الوضع في جرود عرسال التي تشكل جزءاً مترابطاً بالكامل مع جبهة القلمون.
وكانت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه اكدت في بيان لها ان مديرية المخابرات تسلمت عند الساعة 9.30 من صباح امس كلاً من «الجندي ابراهيم مصطفى شعبان، الجندي محمد عمر القادري، الجندي احمد عبود غية، الجندي وائل سعيد درويش، اضافة إلى العريف في قوى الأمن الداخلي صالح البرادعي، الذين فقدوا أثناء معارك عرسال».
ولم يمرّ وقت طويل قبل ان يبدأ المفرج عنهم بالوصول الى بلداتهم في البقاع والشمال التي استقبلتهم بما يشبه «الأعراس» وبـ «أقواس النصر»، على وقع إعلان الشيخ الحجيري أن سبب عودة «النصرة» عن الافراج عن عسكرييْن مسيحييْن اثنين، هو حرق علم «داعش» في ساحة ساسين في الأشرفية فضلا عن تصريحات بعض النواب من كتلة العماد ميشال عون.
واذ لفت الى ان «مطلب جبهة النصرة الوحيد هو خروج حزب الله من سورية»، قال: «أراهن على حكمة جبهة النصرة ومعركتها ليست مع السنة والمسيحيين بل مع حزب الله»، مشيراً الى ان «هناك بصيص أمل وسأظل أعمل لإخراج آخر جندي لبناني».
ذلك ان هذه التطورات اتسمت بتناقضات مفاجئة برزت بقوّة وجعلت من الصعوبة بمكان توقُّع ما يمكن ان تفضي اليه في الساعات والأيام المقبلة، وهو الامر الذي تمثل بمفاجأة غير متوقعة اطلاقاً حصلت ليل السبت عندما بادرت «جبهة النصرة» الى اطلاق خمسة من الاسرى المحتجزين لديها، أربعة منهم جنود في الجيش والخامس عنصر في قوى الأمن الداخلي، ليبقى قيد الأسر لديها 14 عنصراً امنياً.
وجرى امس الإفراج عن الأسرى في منزل الشيخ مصطفى الحجيري في عرسال قبل انتقال كلّ منهم الى بلدته، بما يؤشر الى ان الحجيري الذي يشكّل حلقة الوصل مع الجهات الخاطفة استأنف وساطته من دون اعلان، علماً انه كان له دور مع هيئة العلماء المسلمين في إطلاق 6 مخطوفين (3 من الجيش و3 من قوى الامن) قبيل انتهاء مواجهات عرسال التي اندلعت في 2 اغسطس الجاري (اضافة الى عنصريْ امن تم إطلاقهما لاحقاً).
وإذ لم تتكشف بعد اي تفاصيل تتعلق بخطوة الإفراج عن الاسرى الخمسة التي اثارت ارتياحاً واسعاً لدى أهالي المخطوفين الآخرين وأحيت الآمال بإمكان انقاذ مَن تبقى منهم ولا سيما بعد كشف أحد المفرج عنهم ان الرقيب علي السيّد الذي كان مخطوفاً لدى «داعش» والذي تم توزيع فيديو لعملية «ذبحه» ما زال على قيد الحياة، فان غموضاً واسعاً ظل مهيمناً على ناحية أساسية وهي ما اذا كان الحجيري وربما جهات اخرى وسيطة تتصل بتنظيم «داعش» ايضاً وهل هناك تفاوض جدي على مبادلة الاسرى بسجناء في سجن رومية كما يطالب بذلك الخاطفون من «الدولة الاسلامية» الذين كانوا يحتجزون قبل الاعلان عن «تصفية» السيد 11 جندياً من الجيش.
وحتى ما بعد ظهر امس لم تفصح الجهات الرسمية اللبنانية المعنية بملف الاسرى عن أي معلومات او معطيات في هذا الشأن حرصاً على ابقاء الملف وتطوراته طي الكتمان التام. وعكس ذلك وفق مصادر معنية تحرك وساطات بقوة في الساعات الاخيرة خصوصاً تحت وطأة تهديدات «داعش» بقتل الاسرى في مهلة ثلاثة ايام مرّ منها يومان ولم يبق الا يوم واحد بعد. وما أعطى انطباعاً بأن الوساطات بدأت تؤتي جدواها في التفاوض هو المعلومات عن ان «داعش» مدد مهلة التهديد، في وقت تعتقد المصادر انه بمجرد عودة الشيخ الحجيري الى المشهد، فان ذلك يعني ان ثمة تطوراً ملموساً حصل سواء كانت «جبهة النصرة» أطلقت الاسرى الخمسة بفضل الحجيري ام لدوافع اخرى مجهولة.
وفي هذا السياق كان بارزاً ان «النصرة» أتبعت خطوتها بتحذير «حزب الله» امس من المشاركة في القتال في قرى القلمون السورية التي أعلنت «النصرة» انها ستبدأ معركة «تحريرها» خلال ايام مهددة بقتل الاسرى الشيعة الذين تحتجزهم. ووفق المصادر المتابعة للملف فان ذلك يؤشر الى ان «النصرة» تحاول الإيحاء بإمساكها بمعظم ورقة القلمون السورية المحاذية لجرود عرسال بما يثير احتمال التنافس بين «النصرة» و«داعش» على تنازع ورقة الحدود السورية المتاخمة للحدود مع عرسال وجرودها وان هذا التنافس ينعكس على تصرفات كل من التنظيمين في قضية الاسرى اللبنانيين.
وقد بدا لافتا ان «النصرة» تعمدت اطلاق الاسرى السنّة فيما هدّدت «حزب الله» بقتل الاسرى الشيعة واشترطت على أهالي الاسرى المسيحيين للإفراج عنهم المطالبة بانسحاب الحزب من سورية وادانة حرق راية «داعش» في محلّة الأشرفية لانها تحمل شعائر الاسلام. ويتضح من ذلك ان «النصرة» تتلاعب بالعامل المذهبي تحت وطأة «العصا والجزرة» التي تعتمدها في ملف الاسرى فيما «داعش» لا يعتمد الا لغة الترهيب بالذبح.
وتقول المصادر ان كشف رئيس الحكومة تمام سلام امام وفد من أهالي المخطوفين مساء السبت تشكيل خلية ازمة لقضية الاسرى فُسر بانه بمثابة رسالة مزدوجة الوجه، الاول منه لتهدئة الغليان في الشارع الذي يتمثل في تحركات تصاعدية لأهالي المخطوفين بقطع الطرق في مناطق الشمال والبقاع الشمالي المستمرة منذ ثلاثة ايام، والوجه الآخر الى الخاطفين أنفسهم بان الحكومة جدية في ترك الوساطات تأخذ طريقها الى التفاوض علّ ذلك ينقذ الاسرى ويمنع تنفيذ التهديدات الضاغطة.
وتقول المصادر المتابعة انه لا بد من ترقب الساعات المقبلة التي تنطوي على الأرجح على تبين معطيات جديدة، علماً ان المراقبة الأمنية للوضع في عرسال تشير الى تراجع ملحوظ في التوتر الميداني، ولكن ثمة ترقباً قوياً للمقلب الآخر من الحدود وإمكان نشوب معركة كبيرة في مناطق القلمون وما يمكن ان تفضي اليه من نتائج تؤثر على الوضع في جرود عرسال التي تشكل جزءاً مترابطاً بالكامل مع جبهة القلمون.
وكانت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه اكدت في بيان لها ان مديرية المخابرات تسلمت عند الساعة 9.30 من صباح امس كلاً من «الجندي ابراهيم مصطفى شعبان، الجندي محمد عمر القادري، الجندي احمد عبود غية، الجندي وائل سعيد درويش، اضافة إلى العريف في قوى الأمن الداخلي صالح البرادعي، الذين فقدوا أثناء معارك عرسال».
ولم يمرّ وقت طويل قبل ان يبدأ المفرج عنهم بالوصول الى بلداتهم في البقاع والشمال التي استقبلتهم بما يشبه «الأعراس» وبـ «أقواس النصر»، على وقع إعلان الشيخ الحجيري أن سبب عودة «النصرة» عن الافراج عن عسكرييْن مسيحييْن اثنين، هو حرق علم «داعش» في ساحة ساسين في الأشرفية فضلا عن تصريحات بعض النواب من كتلة العماد ميشال عون.
واذ لفت الى ان «مطلب جبهة النصرة الوحيد هو خروج حزب الله من سورية»، قال: «أراهن على حكمة جبهة النصرة ومعركتها ليست مع السنة والمسيحيين بل مع حزب الله»، مشيراً الى ان «هناك بصيص أمل وسأظل أعمل لإخراج آخر جندي لبناني».