تناغُم بين السفير السوري وحملة «8 آذار» للحضّ على التعاون مع دمشق

الجيش اللبناني يشتبك مع مسحلّين في جرود عرسال

تصغير
تكبير
ما «سرّ» تجدُّد المواجهات بين الجيش اللبناني ومسلّحي «الدولة الاسلامية» و«جبهة النصرة» في جرود عرسال بعد 21 يوماً من انتهاء المعارك التي اندلعت في 2 اغسطس الجاري في أعقاب توقيف الجيش عماد احمد جمعة على أحد حواجزه وهو ما ادى الى استهداف المسلحين مراكز عسكرية بهجمات أسفرت على مدار خمسة ايام عن استشهاد 18 ضابطاً وجندياً وأسْر ما لا يقل عن 14 و20 رجل امن اضافة الى مقتل العشرات من تنظيميْ «الدولة» و«النصرة»؟

هذا السؤل طُرح بقوة ما ان تصاعد دخان المواجهات التي تجددت قبل ظهر امس في جرود عرسال وأدّت الى إصابات في صفوف العسكريين وجاءت بعد نصب المسلحين مكمناً لدورية عسكرية كانت تنتقل من عرسال الى موقع الحصن ولكنها ضلّت طريقها وصولاً الى منطقة الرهوة حيث ينتشر المسلحون الذين أطلقوا النار عليها وحاصروها، ما فجّر اشتباكات مع الجيش الذي قصفت مدفعيته مواقع الارهابيين بالمدفعية الثقيلة من مراكزه في أطراف عرسال قبل ان ينجح في تحرير الدورية والسيطرة على الوضع في هذه النقطة، وسط تضارُب المعلومات حول فقدان عسكري.


وكان الجيش اللبناني قد تصدى ليل الاربعاء الى مجموعة من المسلحين في وادي حميد شنّت هجوماً على مركزه وحاولت تطويقه للتقدم نحو بلدة عرسال.

وجاءت الاشتباكات وسط السباق الحاد الجاري وراء الكواليس بين الجهود الجارية لإطلاق الاسرى العسكريين (ما لا يقلّ عن 29) لدى تنظيميْ «النصرة» و«الدولة» من جهة والتحسب لعمليات ارهابية او تسللات ميدانية تقوم بها التنظيمات المتطرفة للضغط على الحكومة وحملها على الموافقة على اطلاق اعداد من السجناء الإسلاميين في سجن رومية من جهة أخرى، علماً ان اوساطاً عدة كانت تترقب تداعيات مواجهات امس على قضية الأسرى وسط عدم ارتياحها الى امكان اطلاق العسكريين قريباً، متوقّعة جولات طويلة ومضنية من المفاوضات والوساطات ولا سيما منها الاتصالات السرية التي تتولاها تركيا وقطر للتوصل الى صفقة منطقية للأزمة التي اتخذت منحى اكثر خطورة مع التهديد المزعوم لـ «الدولة» - ولاية دمشق - قاطع القلمون في بيان نسب إليها بتنفيذ حكم الإعدام بحق احد العسكريين المحتجزين لديها وتمديد المهلة الممنوحة للحكومة اللبنانية «لمدة 48 ساعة أخرى بعد تلقينا تجاوباً منها بالنسبة إلى الأسرى».

وأعقبت الاشتباكات الغارات التي نفذها الطيران السوري على جرود عرسال واستهدفت مواقع المسلحين، وتزامنت مع كلام للسفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي اعلن فيه أن «لبنان لا يستطيع مواجهة الإرهاب وحده»، مذكراً بانه قبل أحداث عرسال عرض على المرجعيات الرسمية المعنية، إما بمذكرات رسمية أو باللقاءات المباشرة، الدعم العسكري والأمني وانه إثر الاعتداء الأخير على الجيش من مسلحين سوريين في جرود عرسال، كررت وزارة الخارجية السورية تأكيد دعم الجيش واستعداد الحكومة السورية للتعاون إلا أن كل تلك النداءات لم تثمر سوى حد أدنى من التنسيق الأمني والسياسي»، معتبراً أن «الظروف الراهنة تفرض لقاء مباشراً بين الحكومتين لوضع خريطة طريق للأزمات المشتركة».

وتبعاً لذلك، تخوّفت مصادر في قوى 14 آذار من ان يكون كلام السفير السوري معطوفاً على التقارير عن استعدادات لمعارك ضارية بين «حزب الله» وبين «الدولة الاسلامية» و«النصرة» في القلمون في اطار تحضير «شيء ما» لجرّ الجيش اللبناني الى نوع من التنسيق مع النظام السوري على جبهة جرود عرسال - القلمون تحت عنوان «مكافحة الارهاب»، من دون ان تستبعد ان يكون الهجوم عبر بعض صحف 8 آذار على قائد الجيش العماد جان قهوجي من بوابة تعاطي المؤسسة العسكرية في ملف أحداث عرسال محاولة ضغط لدفعه الى الموافقة على التنسيق العسكري مع الجيش السوري النظامي.

وكانت الاشتباكات في جرود عرسال التي ترافقت مع استقدام الجيش تعزيزات مؤللة ومدفعية تخللها انتشار واسع في عرسال التي مُنع الاعلاميون من دخولها نظراً الى حساسية الوضع الامني، وسط مخاوف من تطورات أكثر دراماتيكية في ظل عدم سحب فتيل ملف العسكريين الأسرى واستمرار الحماوة على جبهة جرود عرسال - القلمون.

وكان بارزاً امس إصدار القضاء العسكري مذكرة توقيف وجاهية بحق عماد احمد جمعة الذي يبدو مساره القضائي ماضياً بثبات في ما يشبه «الرسالة بانه خارج اي مفاوضات للتبادل» في ملف العسكريين الاسرى.

ولفت إعلان محامي جمعة ان الاخير نفى امام المحققين كل الاتهامات الموجهة اليه او ان يكون منتمياً الى «الدولة الاسلامية»، واصفاً التسريبات عبر وسائل اعلام لبنانية حول ما كان يخطط له موكله من استهداف لمراكز الجيش وصولاً الى اعلان «إمارة اسلامية» في مناطق لبنانية بانه «غير صحيح».

ويُذكر ان قيادة الجيش اللبناني اعلنت امس ان الجيش سيتسلم اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي «كمية من الأعتدة والذخائر المقدمة من السلطات الأميركية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي