الأجوبة المفيدة عن أسئلة العقيدة

الدكتور وليد العلي


زاوية نعرض من خلالها لكل ما يعن لقراء «الراي» الأعزاء من أسئلة تتعلق بالعقيدة الاسلامية، وتحتاج الى توضيح وبيان، يجيب عنها الأستاذ الدكتور وليد محمد عبدالله العلي، امام وخطيب المسجد الكبير، واستاذ العقيدة بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة (w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (4815921)
اللسان آية من آيات الله(1-2)
ان الله سبحانه وتعالى قد جعل اللسان: دليلا على ما في الجنان، وجعل ذلك من دلائل ربوبيته ووحدانيته، وانه المستحق بأن يكون وحده هو المعبود المستعان، كما قال تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن: 1-4)، وقال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد: 8-10).
ومما تجدر به العناية: أن الرب تبارك وتعالى جعل من جملة ما تسبحه به الخلائق وتمده عليه: الهداية، كما قال تعالى: (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) (الأعلى: 1-3).
فالانسان هدي للبيان بالنطق بالكلمات، والحيوان هدي للبيان بالتعريف بالأصوات، فالله سبحانه وتعالى هدى البهائم والطير ان يعرف بعضهما بعضا مرادها بالاصوات، كما يشاهد ذلك في أجناس الطيور والحيوانات، فالديك يصيح فيعرف الدجاج مراده، والفرس يصهل فيعرف الخيل مراده، والحمار ينهق فيعرف الاتان مراده، والكلب ينبح فتعرف الكلاب مراده، والهر تنوء فتعرف أولادها مرادها.
وهذا من تمام عناية الخالق، وهدايته العامة للخلائق، كما قال موسى عليه السلام: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه: 50).
فالهداية عدة انواع، فأعلاها النطق الذي يطرق بيانه الاسماع، لذا شبه الله سبحانه وتعالى الايمان بالغيب وهو من أعظم الاركان، بالنطق باللسان، كما قام الله تعالى في قوله الصدق: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) (الذاريات: 23).
فاكرم بهذا اللسان ايما إكرام، كيف لا وهو الذي يلهج بكلمة الإسلام، فيعصم دم قائلها بعد النطق ان ينتهك بالعدوان والآثام.
واذا كان اخر نطق اللسان بها فانه يستوجب باذن الملك القدوس السلام: دخول الجنة دار السلام.
فاللسان يشهد للحميد المجيد، بشهادة التوحيد، البراءة من الشرك والتنديد، ويشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة للعبيد.
واللسان يذكر الكبير المتعال، بالغدو والآصال، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الصحب والآل.
واللسان يتلو ايات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، ويستغفر الله تعالى مما اكتسبه صاحبه من الذنوب والاوزار.
فمن الذي ينطق بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل بإحسان؟ ومن الذي يتقي صوارف الدهر بدرع: يا حنان يا منان؟ أليس هو اللسان؟
ويكفي اللسان منزلة عليه، ودرجة سنية: انه آية من آيات رب البريات، قرن بالذكر مع خلق الأرض والسماوات، كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم: 22).
فعلم ان كمال الانسان: انما هو بتنعمه بنعمة البيان، وانه في هذه الحال: من ادل الدلائل على اتصاف الكبير المتعال، باسماء الجمال، وصفات الكمال، ونعوت الجلال.
كما دلت الفطر السليمة، والعقول المستقيمة، وصدقتها الشرائع القويمة، على ان كمال المخلوق مستفاد من كمال الخالف، فالرب تبارك وتعالى متصف بالصفات العلى ومنها صفة الكلام، اتصافا يليق بذي الجلال والاكرام.
لذا لما عاب الرب الجليل، العجل الذي عبده بنو اسرائيل، عابه بعدم الهداية ولا التكليم، كما قال الحكيم العليم: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (الأعراف: 148).
وعابه في الآية الاخرى بعدم القول، وأنه لا يملك لعابديه القوة ولا الحول: (أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً) (طه: 89).
فالانسان، متى ما عمر بالذكر اللسان: فانه يثقل بالأجور كفة الميزان، ويتحبب ويتودد إلى ربه الرحمن، ومتى ما دنسه بضد ذلك من الفسوق والعصيان: فقد اتبع خطوات الشيطان، وتعرض لاسباب السخط والهوان.
فالحذر الحذر من آفات اللسان فان خطره عظيم، ولا نجاة منه الا بالنطق بالقول القويم، والامر بالخير العميم.
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه (قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك علي خطيئتك) اخرجه احمد والترمذي.
وقد توافرت الاخبار، وتظافرت الاثار، في التحذير مما يجنيه اللسان من الآفات والأخطار.
فمن ذلك: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (ألا اخبرك بملاك ذلك كله؟ فقال معاذ: بلى يا بني الله، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كف عليك هذا، فقال معاذ: يا نبي الله، وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار علي وجوههم الا حصائد السنتهم؟) أخرجه احمد والترمذي وابن ماجه.
وللتواصل أرسلوا بأسئلتكم عبر إيميل الجريدة (w-alali@hotmail.com) أو فاكس رقم: (4815921)
اللسان آية من آيات الله(1-2)
ان الله سبحانه وتعالى قد جعل اللسان: دليلا على ما في الجنان، وجعل ذلك من دلائل ربوبيته ووحدانيته، وانه المستحق بأن يكون وحده هو المعبود المستعان، كما قال تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن: 1-4)، وقال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد: 8-10).
ومما تجدر به العناية: أن الرب تبارك وتعالى جعل من جملة ما تسبحه به الخلائق وتمده عليه: الهداية، كما قال تعالى: (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) (الأعلى: 1-3).
فالانسان هدي للبيان بالنطق بالكلمات، والحيوان هدي للبيان بالتعريف بالأصوات، فالله سبحانه وتعالى هدى البهائم والطير ان يعرف بعضهما بعضا مرادها بالاصوات، كما يشاهد ذلك في أجناس الطيور والحيوانات، فالديك يصيح فيعرف الدجاج مراده، والفرس يصهل فيعرف الخيل مراده، والحمار ينهق فيعرف الاتان مراده، والكلب ينبح فتعرف الكلاب مراده، والهر تنوء فتعرف أولادها مرادها.
وهذا من تمام عناية الخالق، وهدايته العامة للخلائق، كما قال موسى عليه السلام: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) (طه: 50).
فالهداية عدة انواع، فأعلاها النطق الذي يطرق بيانه الاسماع، لذا شبه الله سبحانه وتعالى الايمان بالغيب وهو من أعظم الاركان، بالنطق باللسان، كما قام الله تعالى في قوله الصدق: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ) (الذاريات: 23).
فاكرم بهذا اللسان ايما إكرام، كيف لا وهو الذي يلهج بكلمة الإسلام، فيعصم دم قائلها بعد النطق ان ينتهك بالعدوان والآثام.
واذا كان اخر نطق اللسان بها فانه يستوجب باذن الملك القدوس السلام: دخول الجنة دار السلام.
فاللسان يشهد للحميد المجيد، بشهادة التوحيد، البراءة من الشرك والتنديد، ويشهد للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة للعبيد.
واللسان يذكر الكبير المتعال، بالغدو والآصال، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الصحب والآل.
واللسان يتلو ايات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، ويستغفر الله تعالى مما اكتسبه صاحبه من الذنوب والاوزار.
فمن الذي ينطق بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل بإحسان؟ ومن الذي يتقي صوارف الدهر بدرع: يا حنان يا منان؟ أليس هو اللسان؟
ويكفي اللسان منزلة عليه، ودرجة سنية: انه آية من آيات رب البريات، قرن بالذكر مع خلق الأرض والسماوات، كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم: 22).
فعلم ان كمال الانسان: انما هو بتنعمه بنعمة البيان، وانه في هذه الحال: من ادل الدلائل على اتصاف الكبير المتعال، باسماء الجمال، وصفات الكمال، ونعوت الجلال.
كما دلت الفطر السليمة، والعقول المستقيمة، وصدقتها الشرائع القويمة، على ان كمال المخلوق مستفاد من كمال الخالف، فالرب تبارك وتعالى متصف بالصفات العلى ومنها صفة الكلام، اتصافا يليق بذي الجلال والاكرام.
لذا لما عاب الرب الجليل، العجل الذي عبده بنو اسرائيل، عابه بعدم الهداية ولا التكليم، كما قال الحكيم العليم: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (الأعراف: 148).
وعابه في الآية الاخرى بعدم القول، وأنه لا يملك لعابديه القوة ولا الحول: (أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً) (طه: 89).
فالانسان، متى ما عمر بالذكر اللسان: فانه يثقل بالأجور كفة الميزان، ويتحبب ويتودد إلى ربه الرحمن، ومتى ما دنسه بضد ذلك من الفسوق والعصيان: فقد اتبع خطوات الشيطان، وتعرض لاسباب السخط والهوان.
فالحذر الحذر من آفات اللسان فان خطره عظيم، ولا نجاة منه الا بالنطق بالقول القويم، والامر بالخير العميم.
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه (قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك علي خطيئتك) اخرجه احمد والترمذي.
وقد توافرت الاخبار، وتظافرت الاثار، في التحذير مما يجنيه اللسان من الآفات والأخطار.
فمن ذلك: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (ألا اخبرك بملاك ذلك كله؟ فقال معاذ: بلى يا بني الله، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كف عليك هذا، فقال معاذ: يا نبي الله، وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار علي وجوههم الا حصائد السنتهم؟) أخرجه احمد والترمذي وابن ماجه.