مقال / قبضُ الروح على الجمر!


بكل تأكيد، يحتاج الناظر إلى الأوضاع العربية أن تكون روحه قابضة على الجمر بإصرار كبير!
وبكل تأكيد، يحتاج إلى نَفَسٍ طويل لا يتقطّع، وإذا تقطّع فلا تطول فترة انقطاعه!
وبكل تأكيد أخيراً، يحتاج إلى أن يرى ويسمو بذهنه وعقله وفكره وليس بعينيه وأذنيه. إلى أن يعاود قراءة ما قرأ عمّا مضى من انتفاضات وهبّات شعبية وتمردات وثورات في العالم المحيط بنا، القريب منا، والبعيد عنا.
يحتاج الناظر إلى ما يجري في عالمنا العربي إلى شخصية أخرى غير شخصيته المعتادة زمن السكون والانصياع والبلادة والتقاعس.
يحتاج إلى شخصية أخرى، كما حال واقعنا اليوم واقع آخر عمّا عهدناه وعشنا في كنفه لسنوات لا تُعدّ وسنوات، تغيّر الواقع، ولابد من تغيير الشخصية، شخصية الناظر إليه العائش في كنفه.
من دون ذلك ستحدث خضّات نفسية عنيفة لم نعتدها في الماضي. سيحدث التباس في العقول غير قابل لحلّه وفكّ ألغازه. سيحدث تكذيب عقلي صريح ـ وليس مجازاً أبداً ـ لما تراه العيون.
لكأن قوة هائلة أمسكت بواقعنا وقلبته ليس رأساً على عقب، بل قلبت ترتيباته الماضية، وتراتب قواه، وتوزّعات شرائحه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
لكأن قوة هائلة خربطت دنيانا وخلطت عناصرها لنجد أنفسنا أمام حال لا هي تشبه الماضي، ولا تشبه الحلم بها، ولا تشبه المتوقّع منها، بل تشبه جديدها الذي صارت إليه، والذي نعاينه الآن.
لم تعد تنفع أساليب الماضي، ولا طرائق تفكيره، ولا احتيالات تدبّره، لا شيء مما كنّا عليه ماضياً ينفع اليوم.
ثمة الكثير من عوامل الداخل. ثمة الكثير من عوامل الخارج. ثمة الكثير من الداخل الخارجي أو الخارج الداخلي مما بات يسهم في صنع ما نشهده ونشهد عليه، هل لهذا يبدو الواقع والمشهد العربي الراهن بعيداً عن التصديق، وبعيداً عن التكذيب في آن معاً؟
هل لهذا رحنا نتساءل أكثر مما نحلّل، لأن التحليل ـ كما اعتدنا عليه سابقاً ـ لم يعد ينفع الآن؟!
وهل لهذا رحنا نمطّ الشفاه ونميل الرؤوس مع كل حدث يحدث كل يوم، ونتابع تفاصيله ووقائعه؟!
في الإجابة عن التساؤلات السابقة لا أدري أيضاً ولا أحسب أن أحداً يدري ويعلم دراية وعلم اليقين.
لا أحد لديه الجواب الكافي، ولا الدواء الشافي، ولا الحل الأسلم، ولا الرؤية الأصح.
ثمة في واقعنا العربي ما يغلي ويفور. ثمة ما يولد وما يموت. ثمة ما يحضر وما يغيب. ثمة ما يلمع وهو ذهب. وثمة ما يلمع وهو خديعة.
نحتاج إلى وقت. نحتاج إلى زمن لتصير لنا عيون أخرى، ومشاعر أخرى، وأفكار أخرى. نحتاج إلى زمن لنعي ونفهم. نحتاج إلى زمن لنصدّق الحاصل.
والواقع الحاصل يحتاج، بدوره، إلى زمن ليصير واقعاً مفهوماً، وحالاً مقبولاً. يحتاج إلى زمن ليتّضح الوضوح الكافي، وليستقر استقراراً كافياً ليتمكّن البصر والبصيرة من رؤيته وفهمه.
وإلى أن يحين ذلك، تحتاج أرواحنا إلى قدرة للقبض على الجمر طويلاً.
وبكل تأكيد، يحتاج إلى نَفَسٍ طويل لا يتقطّع، وإذا تقطّع فلا تطول فترة انقطاعه!
وبكل تأكيد أخيراً، يحتاج إلى أن يرى ويسمو بذهنه وعقله وفكره وليس بعينيه وأذنيه. إلى أن يعاود قراءة ما قرأ عمّا مضى من انتفاضات وهبّات شعبية وتمردات وثورات في العالم المحيط بنا، القريب منا، والبعيد عنا.
يحتاج الناظر إلى ما يجري في عالمنا العربي إلى شخصية أخرى غير شخصيته المعتادة زمن السكون والانصياع والبلادة والتقاعس.
يحتاج إلى شخصية أخرى، كما حال واقعنا اليوم واقع آخر عمّا عهدناه وعشنا في كنفه لسنوات لا تُعدّ وسنوات، تغيّر الواقع، ولابد من تغيير الشخصية، شخصية الناظر إليه العائش في كنفه.
من دون ذلك ستحدث خضّات نفسية عنيفة لم نعتدها في الماضي. سيحدث التباس في العقول غير قابل لحلّه وفكّ ألغازه. سيحدث تكذيب عقلي صريح ـ وليس مجازاً أبداً ـ لما تراه العيون.
لكأن قوة هائلة أمسكت بواقعنا وقلبته ليس رأساً على عقب، بل قلبت ترتيباته الماضية، وتراتب قواه، وتوزّعات شرائحه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
لكأن قوة هائلة خربطت دنيانا وخلطت عناصرها لنجد أنفسنا أمام حال لا هي تشبه الماضي، ولا تشبه الحلم بها، ولا تشبه المتوقّع منها، بل تشبه جديدها الذي صارت إليه، والذي نعاينه الآن.
لم تعد تنفع أساليب الماضي، ولا طرائق تفكيره، ولا احتيالات تدبّره، لا شيء مما كنّا عليه ماضياً ينفع اليوم.
ثمة الكثير من عوامل الداخل. ثمة الكثير من عوامل الخارج. ثمة الكثير من الداخل الخارجي أو الخارج الداخلي مما بات يسهم في صنع ما نشهده ونشهد عليه، هل لهذا يبدو الواقع والمشهد العربي الراهن بعيداً عن التصديق، وبعيداً عن التكذيب في آن معاً؟
هل لهذا رحنا نتساءل أكثر مما نحلّل، لأن التحليل ـ كما اعتدنا عليه سابقاً ـ لم يعد ينفع الآن؟!
وهل لهذا رحنا نمطّ الشفاه ونميل الرؤوس مع كل حدث يحدث كل يوم، ونتابع تفاصيله ووقائعه؟!
في الإجابة عن التساؤلات السابقة لا أدري أيضاً ولا أحسب أن أحداً يدري ويعلم دراية وعلم اليقين.
لا أحد لديه الجواب الكافي، ولا الدواء الشافي، ولا الحل الأسلم، ولا الرؤية الأصح.
ثمة في واقعنا العربي ما يغلي ويفور. ثمة ما يولد وما يموت. ثمة ما يحضر وما يغيب. ثمة ما يلمع وهو ذهب. وثمة ما يلمع وهو خديعة.
نحتاج إلى وقت. نحتاج إلى زمن لتصير لنا عيون أخرى، ومشاعر أخرى، وأفكار أخرى. نحتاج إلى زمن لنعي ونفهم. نحتاج إلى زمن لنصدّق الحاصل.
والواقع الحاصل يحتاج، بدوره، إلى زمن ليصير واقعاً مفهوماً، وحالاً مقبولاً. يحتاج إلى زمن ليتّضح الوضوح الكافي، وليستقر استقراراً كافياً ليتمكّن البصر والبصيرة من رؤيته وفهمه.
وإلى أن يحين ذلك، تحتاج أرواحنا إلى قدرة للقبض على الجمر طويلاً.