تقرير / معركة حصول المرأة المسلمة على حقوقها السياسية تصل بريطانيا

تصغير
تكبير
|لندن - من إلياس نصرالله|

تثير المعاملة السيئة التي تتعرض لها حسينة خان (38 عاماً)، العضو المسلم في بلدية كورلي في منطقة لانكشاير، من جانب الناخبين المسلمين في البلدة، ضجة واسعة في بريطانيا، أعادت تسليط الضوء على موضوع المرأة في الإسلام، ومسألة ممارسة المرأة المسلمة لحقوقها السياسية، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل في بريطانيا التي تعتبر مهد الديموقراطية في العالم.

وبدأت الضجة لدى إعلان حسينة أنها لم تعد قادرة على ممارسة عملها في المجلس البلدي، بسبب التهجمات التي تعرضت لها من جانب الرجال المسلمين في البلدة، لدرجة أنها لم تعد قادرة على زيارة الناخبين في دائرتها الانتخابية، وفقاً لأصول العمل البلدي، وأوضحت أنها، علاوة على الشتائم التي توجه إليها في وجهها أو التي تكتب على جدران منزلها في البلدة، تلقت تهديدات بالقتل بواسطة الهاتف.



وحسينة خان مسلمة من أصل آسيوي، وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء. وأبلغت صحيفة «التايمز»، في عددها الصادر اول من أمس، «وجدت نفسي مضطرة لتغيير الطريق الذي عليّ أن أسلكه للذهاب إلى عملي يومياً. وكان من المفروض أن أقوم في شكل مستمر بعمل ميداني مشياً على الأقدام، لكنني الآن أصبحت غير قادرة على السير في بعض الطرق أو حتى المرور بها».

وبدأت الحملة المعادية لحسينة قبل ثلاث سنوات بعد ما رشّحت نفسها لانتخابات المجلس البلدي عن حزب العمال، وقالت، «هناك مجموعة من المواطنين ليست كبيرة العدد تعتقد أنه ينبغي على أن أبقى في المنزل مغطية وجهي بالحجاب، مع أنني أحترم جداً الأشخاص الآخرين الذين اختاروا أن يفعلوا مثل هذا الأمر».

وأضافت: «لكنني أشعر أنه لو كان عضو المجلس البلدي رجلاً آسيوياً لكان عومل كالأبطال. أما أنا، فلأنني امرأة، ألقى مثل هذه المعاملة. إنهم غير قادرين على فهم وجهة نظري ومبدأ عش ودع غيرك يعيش، وكيفية احترام الثقافة البريطانية... إنها تجربة صعبة للغاية بالنسبة الي والى عائلتي، فأنا ما كنت قادرة على الوصول إلى المجلس من دون دعم الناخبين البريطانيين».

وعبّر رئيس بلدية كورلي تيري براون عن أسفه للمعاملة التي تحظى بها حسينة، وقال ان سببها راجع «لانهم يرون أن عليها أن تبقى في المنزل وتنجب الأطفال كونها امرأة آسيوية. يا للعار. إنها واحدة من أعضاء المجلس الجديرين بالاحترام.. وهي امرأة مؤهلة تأهيلاً عالياً». وأوضح أن رغم كل شيء لم تعكر المعاملة التي تحظى بها حسينة صفو العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين في البلدة أو في الدائرة الانتخابية التي تمثلها، فهو شخصياً انتخب إلى المجلس ممثلاً عن الدائرة ذاتها أيضاً.

أما حسينة، فمصممة على المقاومة حفاظاً على حقوقها كامرأة، ووعدت بأنها لن تستسلم للتهديدات، وتابعت: «ينبغي ألا تمر النساء بمثل هذه المعاملة، خصوصا النساء المسلمات الآسيويات، لأن الإسلام معروف بعدالته وحمايته للمرأة. فالمسألة لا تخصني وحدي، بل تخص آلاف النساء الأخريات اللواتي يجري الحجر عليهن من جانب أشخاص يرفضون أن يفيقوا على حقيقة أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين».

من جهته، هاجم دوكاندار إدريس، إمام مسجد كورلي، حسينة، وقال أنه كان ينبغي عليها ان تأتي بشكواها إلى شيوخ المسجد، بدلاً من التحدث علانية عن الموضوع في وسائل الإعلام.

وحاول نفي تعرضها لتهجمات، وقال «أي طرق هذه التي تتحدث عنها حسينة»؟ ومع أنه اكد أنه لا يقدر على منع أي امرأة مسلمة من ترشيح نفسها للانتخابات، الا أنه اعترف بأنه «يرفض» أن تفعل زوجته ذلك».

ووفقاً للإحصاءات الرسمية، يبلغ عدد النساء المسلمات اللواتي نجحن في الانتخابات البلدية وفزن بمقاعد في المجالس البلدية في بريطانيا 75، عشرون منهن فقط من أصول آسيوية، من مجموع 19400 عضو مجلس بلدي في كل أنحاء إقليم انكلترا فقط دون غيره من الأقاليم الأخرى، أي اسكوتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز.

في المقابل يبلغ عدد الرجال المسلمين الأعضاء في المجالس البلدية ستة أضعاف هذا العدد من النساء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي