مشاهد قتل الأطفال في غزة لا تحتمل، ويصعب ونحن في هذا العصر أن نصدق بأن هناك جيشا نظاميا يطلق الصواريخ على الأطفال بهذه الهمجية كما يفعل الصهاينة في غزة، لدرجة أن الأطفال ينامون ولا يستيقظون من النوم... لأنهم أصبحوا في عداد الأموات، كم هو مجرم من يقوم بقتلهم ومن يعين القاتل على ذلك... وستدور الدوائر عليه لأن الأيام دول.
أطفال غزة يتهمهم الكيان الصهيوني الغاصب بأنهم مجرمون، كيف ذلك... لا نعلم، ولكن الإعلام المرتزق ومن باع ضميره أصبح يروج الرواية الصهيونية ويصدقها مع الأسف. أطفال غزة يريدون أن يعيشوا كما يعيش الأطفال الأسوياء في العالم أجمع، بين الكتب والألعاب وليس القذائف والصواريخ، وهل الرصاص الصهيوني مع التنسيق العربي على الأطفال سيحل المشكلة أم سيعقدها أكثر فأكثر؟ إذا كان الأطفال في السابق كانوا يسمون بأطفال الحجارة وها هم اليوم يطلقون الصواريخ... فماذا سيفعلون في المستقبل؟ وهل سيتحقق السلام العالمي المزعوم عندما يتم الإجحاف بحق الأطفال وبطريقة عيشهم، وإطلاق يد الصهاينة تعبث وتقتلهم كما تشاء دون حسيب أو رقيب بل وتفعل وتقتل تحت الحماية والوصاية الدولية مع كل أسف؟
إن هذا طريق خاطئ، لأن التعسف في استعمال القوة من قبل المحتل الصهيوني لن يجلب سلاما، ولكنه سينمي الحقد على هذا الكيان غير الشرعي المجرم في قادم الأيام، وخسارته ستكون أكبر، خصوصا أنه توهم بعد أحداث مصر ان الفرصة سانحة للتخلص من «حماس»، ولكن المفاجأة هي هذه القوة والبأس التي جعلت قادة الكيان الصهيوني في موقف لا يحسد عليه، ولن نلوم المظلوم الذي يدافع عن داره، والأخطر من ذلك كله هو عندما تنعدم الخيارات أمام المظلوم ويجد العالم العربي والإسلامي يقف ويدعم الكيان الصهيوني بل ويحاصر غزة من كل الجهات ويمنع خروج الجرحى وفي الوقت نفسه يسمح بدخول الصهاينة الفارين... عندها سيصل المظلوم إلى نقطة اليأس ويتساوى عنده الموت والحياة، وبالتالي لم يعد لديه شيء يخاف من زواله وفقدانه.
ما يجري اليوم في فلسطين يجعل الإنسان يفقد الثقة بالمجتمع الدولي والعربي برمته، لأن أي عاقل يستطيع أن يميز بين الظالم والمظلوم ما عدا صاحب الهوى والمتصهينين العرب الذين يشمتون بالدماء وهي تسيل، كيف يتم منع المظلوم بالدفاع عن نفسه بل ويجدون المبررات للظالم الذي يقتل بكل سادية ووحشية؟
أي نـــــوع من الســـــلام يريــــدونه وهــــــم يطلبون نزع سلاح المقاومة والإبقاء على سلاح الصهاينة! وأي نوع من السلام يتحدثون عنه ومقياسهم التفوق العسكري لطرف على حساب الآخر، نعم... العالم العربي والإسلامي يريد السلام ولكن بمواصفات خاصة، سلام الغلبة والتسلط، سلام قتل الأطفال وهدم البيوت ودور العبادة، سلام الحصار والتجويع والتركيع، وسلام تكون فيه الدماء بلا قيمة تذكر، سلام الظلم والتسلط والجور.
ما هو ومن أي نوع ميزان الدول إذا كان عدوان الصهاينة وقتل الأطفال هو دفاع عن النفس، ومقاومة شعب غزة للعدوان الصهيوني هو عدوان وانتهاك لأمن الصهاينة، ويغضب العالم عندما يتم أسر جندي صهيوني غاصب، وتمتنع الدول العربية عن الحوار مع المقاومة إلا بعد إطلاق سراح الجندي! بينما أن يقتل الصهاينة أكثر من 1500 روح ونفس بغزة وغالبيتهم من الأطفال فلا أحد يتحدث أو ينكر أو يدين ويشجب، فبأي حق وشرع ودين يقتل أطفال غزة. ازدواجية ممجوجة مقيتة. ومن دون إعطاء الحقوق ونشر العدل وحفظ كرامة الإنسان فلن يكون هناك سلام. وغزة ستقود التغيير وستكون نقطة التحول في العالم العربي أجمع.