في هذه الأيام المباركة ندعو الله العلي القدير أن يتقبل كل من قتل في بلده وعلى أرضه دفاعاً عنها وعن عرضه شهيداً لديه، وأن ينصر المجاهدين في سبيله على قوى الظلم والشرك والإرهاب، فعيدنا اليوم لن يكون عيداً، والدموع السخية تسيل والدماء الزكية تنهمر في بلاد العرب والمسلمين، بل يجب أن يكون عيدنا سعياً لمواساة المنكوبين والعمل على الصلح بين المتقاتلين.
وللكويت الحبيبة أعود بعد انقطاع عن الكتابة لأقول لحكومتنا التي مسها شيء من القوة وأصدرت مراسيم سحبت بموجبها جناسي البعض، تطبيقاً لقوانين الجنسية حسبما صرحت، أقول لها: إن كانت تريد قبول الناس لفعلتها فعليها أن تطبق هذه القوانين على كل من تنطبق عليه، دون تمييز أو انتقائية وإلا عُدَّ ذلك فعلاً انتقامياً من المعارضين، فالمساواة حتى في الظلم عدالة، وألا تتوسع في هذا العمل، ففيه عقوبة جماعية طالت أبرياء بسبب القرابة والنسب، دون أي ذنب منهم، وستخلق لنا كما كتبت الدكتورة موضي الحمود فئة اجتماعية ثالثة، سيكون لها مطالب ومشاكل، الفئة الأولى الكويتيون، والثانية من هم بدون جنسية، والثالثة الجديدة مسحوبو الجنسية.
وفي هذه الثورة من القوة وبحجة محاولة إعادة هيبتها أغلقت مراكز وفروعاً لجمعيات إسلامية بحجة مخالفتها لشروط التصريح، واتهمتها بجمع الأموال والتدخل في السياسة، وذاك أمر محمود شريطة ألا يُغض النظر عن المئات من المراكز والمقرات والكيانات الاجتماعية وجمعيات وتيارات ومبرات افتتحت لها مراكز وتحصّل رسوماً وتجمع الصدقات والتبرعات، بل حتى إنها تدخلت في السياسة وشاركت في انتخابات الجمعيات التعاونية والأندية الرياضية والنقابات المهنية، فإن سكتت عن هذه فهي مجاملة لمن يقف معها، وتشدد على من يقف ضدها، وهذا كيل بمكيالين سيزيد من خصومها وانتقاد قراراتها.