زيارة سمو الأمير وتطوير العلاقات الحميمة بين إيران والكويت
31 مايو 2014
12:00 ص
846


بعد استقلال الكويت في العام 1961 كانت إيران من أولى الدول التي اعترفت بها رسمياً وقامت بفتح سفارتها بتاريخ 1962/01/12 وبذلك بدأت العلاقات السياسية بين البلدين رسمياً. قام صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والذي كان وزيراً للخارجية بزيارة إلي إيران علي رأس وفد رفيع المستوي بتاريخ 1967/11/28 وبعد شهر من هذا استضافت إيران الوفد الرفيع الثاني للكويت برئاسة سمو الأمير.
شهدت العلاقات الإيرانية - الكويتية بعد انتصار الثورة الإسلامية تطورات كثيرة حيث سافر صاحب السمو إلي إيران باعتباره وزير خارجية دولة الكويت في وقتها وزار إيران بعد الثورة والتقي بسماحة الإمام الخميني (ره) قائد الثورة الإسلامية.
بعد الاحتلال العراقي للكويت بتاريخ 1990/08/2 دانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الغزو الغاشم في ساعاته الأولي وقبل أن تقوم الدول العربية والإسلامية بإدانته كما استضافت إيران خلال الأشهر التي كانت الكويت محتلة بيد القوات العراقية عشرات الآلاف من المواطنين الكويتيين وبعد تحرير الكويت سارع الأخصائيون والفنيون الإيرانيون بتقديم المساعدة والعون و كان لهم دور نشط في إخماد الآبار الكويتية المشتعلة وذلك بعد طلب رسمي من الحكومة الكويتية.
إن الموقف المشرف الإيراني في فترة الغزو والاحتلال قد مهد الأرضية لتطوير العلاقات بين البلدين حيث قامتا بتسمية سفيرين جديدين ورفع مستوي العلاقات السياسية بينهما.
قام فخامة الدكتور محمود احمدي نجاد، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزيارة إلي دولة الكويت بتاريخ 2006/02/27 لتقديم التهنئة إلي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باعتباره أميراً جديداً لدولة الكويت.
وبالرغم من التطورات والتقلبات التي رافقت العلاقات السياسية بين البلدين خلال السنوات الماضية يمكن القول إن مستوي العلاقات والتعاون القائم بين الجانبين في طريق صحيح حيث تم تبادل الوفود بمختلف المستويات بين البلدين والتوقيع علي أكثر من 35 وثيقة للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتعليمية والثقافية.
وبعد أن تولي فخامة الدكتور حسن روحاني مقاليد الأمور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتطورات الملحوظة التي شهدتها سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي المستوي الداخلي والخارجي وضع فخامته سياسة إزالة التوتر بين إيران وكافة الدول في العالم ما عدا الكيان الصهيوني في جدول أعمالها وأكد علي تطوير العلاقات الديبلوماسية بين إيران والدول الإسلامية والجارة واحتلت هذه الرغبة صدارة السياسة الإيرانية وأصبحت من أولي أولوياتها. أدي تبني هذه السياسة إلي إجهاض الدعايات والمؤامرات المشؤومة من الأعداء الذين كانوا ينشرون فكرة إيران فوبيا كما أدي إلي تعزيز مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلاقاتها مع دول المنطقة وفي هذا الإطار تعتبر المفاوضات النووية بين إيران و مجموعة 1 + 5 اكبر دليل علي تبني البلد سياسات جديدة في تعاملها مع الآخرين وعلي المساعي الحميدة التي تبذل من المسؤولين الإيرانيين في تسوية الملف النووي وإزالة الخوف والقلق.
بنظرة موضوعية يمكن الاعتراف بان إيران وهي دولة قوية في المنطقة لكنها لا توجد أية خلفية وفي أي وقت من الأوقات أن قامت بالعدوان والغزو والاعتداء علي دولة أخري فيها وتصريحات المسؤولين ومواقف القيادة في إيران خلال العام الفائت تدل علي حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتكوين وإقامة أحسن العلاقات وحسن الجوار و عدم التدخل في شؤون الآخرين والتعايش السلمي والتعاون علي الخير مع الآخرين لا سيما مع الجيران، والزيارات التي قام بها المسؤولون خلال العام المنصرم ترجمة فعلية لحرص إيران في إقامة أحسن العلاقات مع جيرانها.
وبالمناسبة سافر معالي الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لترؤس اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إلي دولة الكويت في العام الماضي حاملاً رسالة المحبة والصداقة إلي هذا البلد الحبيب و الدول الأخري في المنطقة وأكد علي أولويات السياسة الخارجية الإيرانية الرامية إلي تكوين العلاقات المتينة مع دول المنطقة وكما أكد علي أن أمن دول المنطقة من أمنها وأي تهديد موجه إليها هو تهديد موجه إلي إيران وجاء في زيارته برسالة الصداقة والمحبة إلي كافة الدول الجارة.
والآن ونحن علي مقربة الزيارة رسمية لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لإيران التي تعبر عن حرارة العلاقات الحميمة تؤكد علي ضرورة استمرار الاتصالات القائمة لتحقيق مزيد من التعاون وتمتين العلاقات الثنائية و توطيد علاقة الجوار. إن الحدود المشتركة والعلاقات العريقة والتاريخية والاجتماعية والتواصل الشعبي وعلاقات المصاهرة تعتبر جزءاً بسيطاً من المشتركات التي تربط البلدين تجعلهما أن يستمرا في التواصل والحوار والدعم المتبادل للتعاون حيث يتوقع أن تكون هذه الزيارة منعطفاً في مسار العلاقات القائمة وتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين المسلمين.
من جانب آخر، إن القيادة الكويتية الحكيمة تقتنع بأن ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال العام المنصرم أسفر عن توفير أجواء أكثر إيجابية في تعاونها مع الدول الأخري وكان موضع ترحيب دولها علي سبيل المثال التطورات التي حصلت في الموضوع النووي حظي بدعم دول المنطقة لا سيما بعد إصدار فتوي من سماحة القائد بتحريم الأسلحة النووية.
لقد أكد معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت في معرض حديثه عن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعاون الثنائي أكد علي أننا واثقون بان لا توجد أية عقبة في تطوير العلاقات القائمة بين البلدين ونبذل قصاري جهدنا لتحقيق مزيد من التعاون في تقريب دول المنطقة.
لا شك أنه لا يمكن تجاهل إيران في الساحة السياسية كما لا يمكن اعتبار الخلافات في وجهات النظر والأفكار لدي دول المنطقة بأمر سيئ لأن الاختلافات أمر طبيعي وتحصل حتي في عائلة واحدة لكن الذي يهمنا هو أن يتم معالجة الخلافات والصعوبات والمشاكل عبر الحوار. يمكن القول إن وجود بعض الخلافات البسيطة لم تكن مؤثرا علي العلاقات التي تكون اكبر من أي شئ.
إننا نعتقد أن نتائج هذه الزيارة المباركة لا تقتصر علي دولة الكويت وعلي العلاقات الثنائية بين البلدين فحسب بل وأن من شأنها ترك آثار إيجابية جداً علي مجمل قضايا المنطقة وإزالة الخلافات وسوء الفهم.
فعلينا جميعاً أن نتحاور ونتباحث لمعالجة قضايا المنطقـة. إننا نؤمن بأن منطقة الخليج تتمتع بقدرات وامكانيات هائلة إنسانياً ومادياً وحضارياً وإذا تخلصت المنطقة من مشاكلها واهتمت بالتنمية فان مستقبل الشعوب والدول في المنطقة يكون أكثر إشراقاً ويفسح لهذه المنطقة الحساسة أن تتنافس مع العديد من المناطق المهمة في العالم.
إن منطقتنا تعاني من التطرف الديني والعنصرية والطائفية التي تعتبر من المظاهر الخطرة والمقلقة والمتناقضة مع المبادئ الإسلامية. لا بد من تربية الأجيال القادمة بالاعتماد علي الأفكار التي تؤمن بعدم التمييز بين أبناء البشر علي أساس انتماءات عنصرية وطائفية حتي لا تصيبنا الفرقة ولا نشاهد التصدع والشرخ والانقسام في مجتمعاتنا ودولنا.
إننا لا نريد العودة إلي الوراء وإلي الفترة التي كانت نار الخلافات الطائفية مشتعلة لأننا من المؤمنين بأن المستفيد الوحيد من أي خلاف وأية مشكلة بين الدول العربية والإسلامية هو الكيان الصهيوني.
* القائم بالأعمال الايراني في الكويت
شهدت العلاقات الإيرانية - الكويتية بعد انتصار الثورة الإسلامية تطورات كثيرة حيث سافر صاحب السمو إلي إيران باعتباره وزير خارجية دولة الكويت في وقتها وزار إيران بعد الثورة والتقي بسماحة الإمام الخميني (ره) قائد الثورة الإسلامية.
منذ 22 ساعة
منذ 22 ساعة
بعد الاحتلال العراقي للكويت بتاريخ 1990/08/2 دانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الغزو الغاشم في ساعاته الأولي وقبل أن تقوم الدول العربية والإسلامية بإدانته كما استضافت إيران خلال الأشهر التي كانت الكويت محتلة بيد القوات العراقية عشرات الآلاف من المواطنين الكويتيين وبعد تحرير الكويت سارع الأخصائيون والفنيون الإيرانيون بتقديم المساعدة والعون و كان لهم دور نشط في إخماد الآبار الكويتية المشتعلة وذلك بعد طلب رسمي من الحكومة الكويتية.
إن الموقف المشرف الإيراني في فترة الغزو والاحتلال قد مهد الأرضية لتطوير العلاقات بين البلدين حيث قامتا بتسمية سفيرين جديدين ورفع مستوي العلاقات السياسية بينهما.
قام فخامة الدكتور محمود احمدي نجاد، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزيارة إلي دولة الكويت بتاريخ 2006/02/27 لتقديم التهنئة إلي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باعتباره أميراً جديداً لدولة الكويت.
وبالرغم من التطورات والتقلبات التي رافقت العلاقات السياسية بين البلدين خلال السنوات الماضية يمكن القول إن مستوي العلاقات والتعاون القائم بين الجانبين في طريق صحيح حيث تم تبادل الوفود بمختلف المستويات بين البلدين والتوقيع علي أكثر من 35 وثيقة للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعلمية والتعليمية والثقافية.
وبعد أن تولي فخامة الدكتور حسن روحاني مقاليد الأمور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتطورات الملحوظة التي شهدتها سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي المستوي الداخلي والخارجي وضع فخامته سياسة إزالة التوتر بين إيران وكافة الدول في العالم ما عدا الكيان الصهيوني في جدول أعمالها وأكد علي تطوير العلاقات الديبلوماسية بين إيران والدول الإسلامية والجارة واحتلت هذه الرغبة صدارة السياسة الإيرانية وأصبحت من أولي أولوياتها. أدي تبني هذه السياسة إلي إجهاض الدعايات والمؤامرات المشؤومة من الأعداء الذين كانوا ينشرون فكرة إيران فوبيا كما أدي إلي تعزيز مكانة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلاقاتها مع دول المنطقة وفي هذا الإطار تعتبر المفاوضات النووية بين إيران و مجموعة 1 + 5 اكبر دليل علي تبني البلد سياسات جديدة في تعاملها مع الآخرين وعلي المساعي الحميدة التي تبذل من المسؤولين الإيرانيين في تسوية الملف النووي وإزالة الخوف والقلق.
بنظرة موضوعية يمكن الاعتراف بان إيران وهي دولة قوية في المنطقة لكنها لا توجد أية خلفية وفي أي وقت من الأوقات أن قامت بالعدوان والغزو والاعتداء علي دولة أخري فيها وتصريحات المسؤولين ومواقف القيادة في إيران خلال العام الفائت تدل علي حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتكوين وإقامة أحسن العلاقات وحسن الجوار و عدم التدخل في شؤون الآخرين والتعايش السلمي والتعاون علي الخير مع الآخرين لا سيما مع الجيران، والزيارات التي قام بها المسؤولون خلال العام المنصرم ترجمة فعلية لحرص إيران في إقامة أحسن العلاقات مع جيرانها.
وبالمناسبة سافر معالي الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لترؤس اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين إلي دولة الكويت في العام الماضي حاملاً رسالة المحبة والصداقة إلي هذا البلد الحبيب و الدول الأخري في المنطقة وأكد علي أولويات السياسة الخارجية الإيرانية الرامية إلي تكوين العلاقات المتينة مع دول المنطقة وكما أكد علي أن أمن دول المنطقة من أمنها وأي تهديد موجه إليها هو تهديد موجه إلي إيران وجاء في زيارته برسالة الصداقة والمحبة إلي كافة الدول الجارة.
والآن ونحن علي مقربة الزيارة رسمية لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لإيران التي تعبر عن حرارة العلاقات الحميمة تؤكد علي ضرورة استمرار الاتصالات القائمة لتحقيق مزيد من التعاون وتمتين العلاقات الثنائية و توطيد علاقة الجوار. إن الحدود المشتركة والعلاقات العريقة والتاريخية والاجتماعية والتواصل الشعبي وعلاقات المصاهرة تعتبر جزءاً بسيطاً من المشتركات التي تربط البلدين تجعلهما أن يستمرا في التواصل والحوار والدعم المتبادل للتعاون حيث يتوقع أن تكون هذه الزيارة منعطفاً في مسار العلاقات القائمة وتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين المسلمين.
من جانب آخر، إن القيادة الكويتية الحكيمة تقتنع بأن ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال العام المنصرم أسفر عن توفير أجواء أكثر إيجابية في تعاونها مع الدول الأخري وكان موضع ترحيب دولها علي سبيل المثال التطورات التي حصلت في الموضوع النووي حظي بدعم دول المنطقة لا سيما بعد إصدار فتوي من سماحة القائد بتحريم الأسلحة النووية.
لقد أكد معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت في معرض حديثه عن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعاون الثنائي أكد علي أننا واثقون بان لا توجد أية عقبة في تطوير العلاقات القائمة بين البلدين ونبذل قصاري جهدنا لتحقيق مزيد من التعاون في تقريب دول المنطقة.
لا شك أنه لا يمكن تجاهل إيران في الساحة السياسية كما لا يمكن اعتبار الخلافات في وجهات النظر والأفكار لدي دول المنطقة بأمر سيئ لأن الاختلافات أمر طبيعي وتحصل حتي في عائلة واحدة لكن الذي يهمنا هو أن يتم معالجة الخلافات والصعوبات والمشاكل عبر الحوار. يمكن القول إن وجود بعض الخلافات البسيطة لم تكن مؤثرا علي العلاقات التي تكون اكبر من أي شئ.
إننا نعتقد أن نتائج هذه الزيارة المباركة لا تقتصر علي دولة الكويت وعلي العلاقات الثنائية بين البلدين فحسب بل وأن من شأنها ترك آثار إيجابية جداً علي مجمل قضايا المنطقة وإزالة الخلافات وسوء الفهم.
فعلينا جميعاً أن نتحاور ونتباحث لمعالجة قضايا المنطقـة. إننا نؤمن بأن منطقة الخليج تتمتع بقدرات وامكانيات هائلة إنسانياً ومادياً وحضارياً وإذا تخلصت المنطقة من مشاكلها واهتمت بالتنمية فان مستقبل الشعوب والدول في المنطقة يكون أكثر إشراقاً ويفسح لهذه المنطقة الحساسة أن تتنافس مع العديد من المناطق المهمة في العالم.
إن منطقتنا تعاني من التطرف الديني والعنصرية والطائفية التي تعتبر من المظاهر الخطرة والمقلقة والمتناقضة مع المبادئ الإسلامية. لا بد من تربية الأجيال القادمة بالاعتماد علي الأفكار التي تؤمن بعدم التمييز بين أبناء البشر علي أساس انتماءات عنصرية وطائفية حتي لا تصيبنا الفرقة ولا نشاهد التصدع والشرخ والانقسام في مجتمعاتنا ودولنا.
إننا لا نريد العودة إلي الوراء وإلي الفترة التي كانت نار الخلافات الطائفية مشتعلة لأننا من المؤمنين بأن المستفيد الوحيد من أي خلاف وأية مشكلة بين الدول العربية والإسلامية هو الكيان الصهيوني.
* القائم بالأعمال الايراني في الكويت
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي