فاصلة / الملتقى الخليجي للإبداع والنقد

| فهد توفيق الهندال * |


منذ اشتغالي النقدي، وثمة هاجس بأن تكون للحركة النقدية في منطقة الخليج العربي حضورا لافتا في مختلف المناسبات الأدبية والثقافية العربية، لما يشهده من تغييب أو تهميش مقابل الاهتمام بالحركة العربية النقدية ككل، نتيجة لاستمرار التأثر القديم بفكرة المركز والأطراف التي يفترض أنها سقطت بعد دخولنا عصر العولمة، وتبدل الفكر النقدي الأدبي التقليدي بآخر جديد يواكب الفكر العولمي المعاصر. والنقد في منطقة الخليج العربي، بدأ متأخرا شأنه في ذلك شأن الحضور المتأخر للفنون الأدبية في ثوبها الجديد، ومنها السرد، لتبقى الساحة النقدية بالخليج أسيرة الرؤية التقليدية لسنوات، حتى شهدت الساحة بروز شخصيات نقدية تنتهج فكرا مستوحى من المدارس النقدية الجديدة. ولعل هذا لم يكن لولا الحراك الإبداعي النشط بالمنطقة في العقدين الماضيين ودخول أسماء جديدة، إضافة إلى استمرار الأسماء الحالية عبر اصدارت متلاحقة، وهو ما يعني أنها تحتاج لجهد نقدي كبير جدا في استيعابها والوعي بتجاربها، وسط اجتهادات فردية من بعض المتخصصين بالنقد الأدبي، بعدما تمترس الكثير من الأكاديميين خلف الدرجة العلمية واكتفى بأوراق علمية تقدم في محافل خاصة، مما شكل هوة بين المبدع والناقد من جهة، وبين النقد والمتلقي عموما من جهة أخرى. وهو ما يظهر في معظم المقابلات والمقالات والحوارات التي يشير بها المبدعون باصبع الاتهام للحركة النقدية بالمنطقة بأنها كسولة وغير نشطة لتوازي الحراك الإبداعي المتسارع بالكتابة.
وفي أكثر من مناسبة، نلتقي ومجموعة من المهتمين بالنقد من أبناء المنطقة حول ضرورة إنشاء أو تأسيس تجمع أو ملتق ما نجتمع فيه دوريا لمناقشة وقراءة الأوضاع النقدية و الأدبية، وتسليط الضوء على التجارب الجديدة، ورصد ملامح المشهد الإبداعي (شعريا وسرديا)، مع ورش عمل و ندوات تطبيقية، كما هو المعمول في المهرجانات المسرحية والسينمائية الخليجية.
إلا أن هذه المحاولات بقيت في قوالبها الفردية التي تعتمد على دعوات شخصية للمشاركة بأوراق عمل معينة أو لتقديم تعقيب أو إدارة جلسة أو إثارة مداخلات طوال 3 أيام على الأكثر هي العمر الافتراضي لأي ملتقى أو مؤتمر أو ندوة ما. لنعود إلى أوطاننا حاملين صورا للذكرى مع تواصل موقت، سرعان ما تأخذنا الحياة بمشاغلها وننسى أو نبتعد وننزوي إلى ذواتنا.
أعتقد ما نحتاجه فعلا هو مظلة أكبر من تجمع مؤقت أو عابر إلى ما يشبه منتدى عام على أرض الواقع مجسدا لتلك الطموحات في العوالم الافتراضية التي عشنا معها تواصلا مستمرا حتى هذه اللحظة، متنوعا بمجالاته الابداعية والنقدية، تلتقي فيه الفنون مع شريكها النقد في حوارات وورش عمل وقراءات تجريبية واشتغالات جادة وحاضرة على مستوى المنطقة، لنصل إلى ما يشبه احتفالية متعددة الأصوات أو لوحة شعرية الأشكال.
وهذا لن يكون إلا بأن نتفق على أن الإبداع حق جماعي مشروع، وحقل منزوع منه الشكوى وتصفية الحسابات!
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72
وفي أكثر من مناسبة، نلتقي ومجموعة من المهتمين بالنقد من أبناء المنطقة حول ضرورة إنشاء أو تأسيس تجمع أو ملتق ما نجتمع فيه دوريا لمناقشة وقراءة الأوضاع النقدية و الأدبية، وتسليط الضوء على التجارب الجديدة، ورصد ملامح المشهد الإبداعي (شعريا وسرديا)، مع ورش عمل و ندوات تطبيقية، كما هو المعمول في المهرجانات المسرحية والسينمائية الخليجية.
إلا أن هذه المحاولات بقيت في قوالبها الفردية التي تعتمد على دعوات شخصية للمشاركة بأوراق عمل معينة أو لتقديم تعقيب أو إدارة جلسة أو إثارة مداخلات طوال 3 أيام على الأكثر هي العمر الافتراضي لأي ملتقى أو مؤتمر أو ندوة ما. لنعود إلى أوطاننا حاملين صورا للذكرى مع تواصل موقت، سرعان ما تأخذنا الحياة بمشاغلها وننسى أو نبتعد وننزوي إلى ذواتنا.
أعتقد ما نحتاجه فعلا هو مظلة أكبر من تجمع مؤقت أو عابر إلى ما يشبه منتدى عام على أرض الواقع مجسدا لتلك الطموحات في العوالم الافتراضية التي عشنا معها تواصلا مستمرا حتى هذه اللحظة، متنوعا بمجالاته الابداعية والنقدية، تلتقي فيه الفنون مع شريكها النقد في حوارات وورش عمل وقراءات تجريبية واشتغالات جادة وحاضرة على مستوى المنطقة، لنصل إلى ما يشبه احتفالية متعددة الأصوات أو لوحة شعرية الأشكال.
وهذا لن يكون إلا بأن نتفق على أن الإبداع حق جماعي مشروع، وحقل منزوع منه الشكوى وتصفية الحسابات!
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
* كاتب وناقد كويتي
@bo_salem72