البرلمان يعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس

الفراغ «الزاحف» إلى لبنان يطوي معه ورقتيْ عون وجعجع

تصغير
تكبير
سيكون لبنان من اليوم الى الأحد المقبل 25 مايو المصادف عيد التحرير من الاحتلال الاسرائيلي العام 2000 على موعد مع خمسة ايام من حبس الأنفاس في انتظار حسم الاستحقاق الرئاسي إما بانتخاب «مفاجىء» لرئيس جديد وإما بفراغ رئاسي سيكون الرابع من نوعه في تاريخ الجمهورية اللبنانية.

ويتّخذ حبس الأنفاس ذروة احتدامه اعتباراً من يوم غد الخميس حيث يعقد مجلس النواب جلسته الانتخابية الخامسة ضمن المهلة الدستورية وسط معطيات شديدة التشكيك في إمكان اختراق جدار الانسداد الذي يُطْبِق على الواقع الانتخابي والسياسي مرجحاً بدرجة عالية وحتى إشعار آخر كفة الفراغ.


وفي سابقة قلّ نظيرها، سيعقد مجلس النواب مبدئياً اربع جلسات متعاقبة هذا الاسبوع تبدأ اليوم بجلسة مخصصة لمناقشة الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى البرلمان نهاية الاسبوع الماضي مطالباً إياه باتخاذ الخطوات الملحة الآيلة الى تجنب الفراغ الرئاسي، وسط معلومات لـ «الراي» بان البرلمان سيشهد فقط تلاوة رسالة سليمان لان من المرجح تطيير النصاب قبل فتح النقاش حولها، لتكرّ سبحة الجلسات الخميس والجمعة والسبت اذا لم تفضِ جلسة الخميس كما هو مرجّح الى انتخاب رئيس جديد.

هذا من الناحية الاجرائية. اما من الناحية السياسية المتعلّقة بالتحركات المحمومة المتّصلة بالمرشّحين، فان مصادر بارزة قريبة من اللقاءات التي عُقدت في العاصمة الفرنسية اخيرا قدّمت عبر «الراي» صورة قاتمة لمسار الاستحقاق تكاد تجزم بتعذُّر انتخاب رئيس جديد في الأيام القليلة المقبلة. وما بات معروفاً في هذا السياق هو ان لقاءات باريس سواء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع او اجتماع الأخير مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي التقى ايضاً الرئيس فؤاد السنيورة والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، لم تبدل المشهد الرئاسي القائم حتى الساعة الا من ناحية تعميم انطباع عن استبعاد وصول كل من جعجع وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون الى الرئاسة.

وتقول هذه المصادر ان الامر الاساسي في هذه الخلاصة يتعلق بالعماد عون تحديداً الذي بدأ في رأيها يواجه ساعة الحقيقة التي تستبعد حظوظه بما يعني ان الساعات المقبلة ستكون محفوفة بالكثير من الاضطراب وتوقُّع مناورات تذهب في اتجاه طرح أسماء لمرشحين ثالثين من الفئة التي تُصنّف في خانة المعتدلين او المستقلين اذا كان لا يزال ممكناً إنقاذ الاستحقاق قبل نفاد المهلة الدستورية الأحد.

ولكن المصادر نفسها شككت بعمق في امكان نجاح اي فريق في تسويق اسم توافقي من لائحة بات يدرج فيها خليط غير متناسق من الاسماء. فثمة مَن تحدث عن ان الحريري وجعجع تداولا فئتين من الأسماء البديلة من جعجع وعون. الاولى تضم الرئيس أمين الجميل والوزير النائب بطرس حرب كمرشحيْن بديليْن في 14 آذار يمكن جعجع ان يتنازل عن ترشيحه لمصلحتهما، والثانية تضم اسماء من خارج 8 آذار و14 آذار وتضم اسماء مرشحين يتردد ان اصحابها يحظون بموافقة بكركي. ولكن المصادر نفسها لاحظت ان جعجع لم يغفل في مؤتمره الصحافي الذي عقده الاثنين في باريس وجود مرشحين يتطلب انتخابهم تعديلا دستوريا بما يشير الى قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وإذا كان اسم الوزير السابق جان عبيد غاب عن هذا المشهد، فان المصادر نفسها لا تغفل ان الرجل مطروح لدى قوى اخرى في 8 آذار والوسطيين وحتى لدى شخصيات نافذة في 14 آذار مثل السنيورة الذي يتردد انه مع الرئيس نبيه بري وجنبلاط من أقوى الداعمين لوصول عبيد.

ووسط هذه الخريطة المعقّدة تميل المصادر الى الاعتقاد ان الموجة الأولى من الاستحقاق ماضية قدماً نحو الفراغ باستثناء فسحة صغيرة للغاية تبقى مفتوحة لمفاجأة في اللحظة الاخيرة، مع ان هذا الاحتمال ينتظر معرفة ما سيقدم عليه الفريق المقاطع للجلسات الانتخابية في ظل اصطدام ترشيح عون وانتخابه بالجدار المسدود. وهو الامر الذي سيتبلور في الساعات المقبلة من خلال قرار منتظر لتكتل عون سواء حضوراً او مقاطعة لجلسة الخميس المقبل وما سيثيره موقف عون من تداعيات لدى حلفائه بعدما بدا واضحاً ان رهان عون على تأييد الرئيس سعد الحريري لانتخابه ضمن المهلة الدستورية أوشك على التداعي في ظلّ ملامح محاولة لتحويل مسؤولية عدم تبني عون على السعودية وجعجع.

ونقلت صحف قريبة من 8 آذار عن الوزير الفيصل إبلاغه الى قيادات لبنانية وأجنبية أنه يرفض السير بترشيح عون «فنحن لا ننسى في المملكة تاريخ هذا الرجل.. والهوية التوافقية لا تُصنع في يوم أو موسم»، مستعيداً وقوف عون بوجه الطائف، ومبدياً خشيته مما يضمره من نيات إزاء وثيقة الوفاق الوطني في حال وصوله.

وكان لافتاً امس اعلان «كتلة المستقبل» بعد اجتماعها برئاسة السنيورة العائد من باريس «تمسكها برئيس حزب القوات مرشحاً يحظى بإجماع 14 آذار»، داعية قوى الثامن من آذار «لتسمية مرشحها».

«صراع الفيلة» يطيح انتخاب الرئيس و«الفراغ» يستدرج الجميع إلى تسوية

| بيروت - من وسام ابو حرفوش |

لن تفضي «الحلبة الرئاسية» في لبنان الى فوز ايّ من اللاعبين في مهلة الاربعة ايام المقبلة، المتبقية من الوقت الدستوري لمبارزة انتخاب رئيس جديد للبلاد. فـ «صراع الفيلة» على الكرسي الاول (اي بين المرشحين الاقوياء) لم يؤد الا الى الإجهاز على «الاستحقاق في موعده»، وترْك الكرسي تالياً في مهب فراغٍ بات من المؤكد انه سيسكن القصر الجمهوري في بعبدا لمدة من المعروف متى تبدأ لكن من الصعب معرفة متى تنتهي.

ورغم ان بيروت وباريس وسواهما من العواصم «ذات الصلة» تضجّ بحراك «ما فوق عادي» عشية لفْظ المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس «أنفاسها الاخيرة»، فان ما يجري أشبه بـ «حركة بلا بركة»، لان «ما كتب قد كتب»... فلا انتخاب ولا مفاجآت قبل 25 الجاري، وأمر الرئيس العتيد متروك لتسوية بين طرفيْ الصراع بعد إنهاكٍ متبادل للمتبارين من الجانبيْن.

ولان انتخاب الرئيس الثالث عشر، المسيحي الوحيد في العالمين العربي والاسلامي يشكل في «الفسيفساء» اللبنانية استحقاقاً مسيحياً في الدرجة الاولى، فان «الحرب الناعمة» بين القوتيْن الاسلاميتيْن ذات الثقل في البلاد (تيار المستقبل وحزب الله) أمْلت دفع «كرة النار» الرئاسية الى الملعب المسيحي، عبر تمتْرس القوتين خلف حليفهيما «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، وهو التكتيك الذي يملأ «الوقت الضائع» قبل الوصول الى تسوية تتجاوز اسم الرئيس والتزاماته.

فـ «تيار المستقبل» بزعامة الرئيس سعد الحريري خاض غمار الاستحقاق الرئاسي عبر معادلة من حدّيْن، دعْم حليفه المسيحي في «14 آذار» الدكتور سمير جعجع كمرشح اول من جهة والإعلان عن استعداده لتبني اي مرشح يعكس الارادة المسيحية الجامعة من جهة اخرى. وهذا ما فعله «حزب الله» عندما ابلغ الى بكركي اخيراً (اي البطريركية المارونية) انه يقف وراء حليفه المسيحي العماد عون في معركته للوصول الى الرئاسة، وانه على استعداد للسير بأيّ مرشح يتم التوافق عليه ضمن «البيت المسيحي».

ولان ثمة إدراكاً باستحالة حصول تفاهم مسيحي - مسيحي على رئيس جديد، فان مرحلة الفراغ في السدة الاولى من شأنها استدراج الجميع الى التفاهم، وهو ما يتوقّعه «حزب الله» الذي يعتقد ان تعب الآخرين سيأتي بهم الى التفاوض معه من اجل اتفاقٍ لا مفر منه لانتخاب رئيس جديد، وهو ما يقر به «تيار المستقبل» ضمناً، وخصوصاً انه يعتبر «14 آذار» بمثابة «ام الصبي»، وتالياً فانه لا يمكن اختصار الفراغ الا عبر التفاهم مع الاخرين.

خلَفه فتح علي يقدم اليوم نسخة من أوراق اعتماده

السفير الايراني: تبشّر بالخير أجواء الأستحقاق الرئاسي

| بيروت - «الراي» |

أعرب السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي عن ان طهران «مع استقرار لبنان ومع انجاز الاستحقاق الرئاسي بأحسن شكل ممكن، وهي مع من يتفق عليه جميع اللبنانيين»، مؤكداً في هذا الاطار أن «الاجواء مبشرة بالخير، واللبنانيون هم أصحاب القرار، ونحن نتابع هذا الموضوع الذي نأمل ان يصل الى نتيجة في أقرب وقت».

وجاء كلام ابادي بعد زيارة وداعية قام بها لرئيس البرلمان نبيه بري، عشية تقديم السفير الايراني الجديد فتح علي اليوم نسخة عن أوراق اعتماده الى وزير الخارجية جبران باسيل.

وكانت وزارة الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية قررت نقل ابادي من لبنان الى احدى العواصم العربية وعينت خلفا له السفير علي الذي شغل سابقا منصب مستشار اقتصادي في وزارة الخارجية وسفير في اوزبكستان، وهو خبير في شؤون منطقة الشرق الاوسط ويتمتع بثقافة علمية واسعة وإلمام بمجمل الملفات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي