أكاديميون وطلبة أكدوا لـ«الراي» أن إنشاءها لا يتوافق مع الجو التعليمي

حضانة للأطفال في «التطبيقي» ... تغريد خارج السرب

تصغير
تكبير
• اللوغاني: وجودها داخل الكليات غير مناسب

• النجار: إنشاؤها إيجابي ويلبي احتياجات العاملين والطالبات

• بهبهاني: هل ستحوَّل الكليات إلى حضانات للأطفال؟

• الحنيان: ضيق المساحة لا يتناسب مع وجودها في الوقت الحالي

• الخضري: الخوف من إنشاء الحضانة أن يكون هدفها تجارياً وليس تربوياً وتعليمياً

• حسن الحندولة: التأني في المشروع حتى لا تحدث سلبيات لا يمكن السيطرة عليها

• صالح السهلي: الحضانات ستجعل المعلمات والطالبات يهملن الدراسة

• عبدالرحمن التميمي: كليات ومعاهد الهيئة للتعليم وليست لتخريج الأطفال
وصفت مجاميع أكاديمية وطلابية، إنشاء حضانات للأطفال داخل كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بأنه «تغريد خارج السرب»، رافضين ذلك التوجه، ومشيرين الى أن «الهيئة هدفها التعليم وليس احتضان الأطفال»، مؤكدين على أن كليات الهيئة تعاني من ضيق المساحة المكانية، وتفتقر للمقومات الأكاديمية البسيطة، كالأمور الفنية مثل الانترنت والمناهج وغيرها... فهل من المناسب الحديث عن إنشاء حضانات في الكليات والمعاهد، في ظل هذا الضيق، وعدم توافق ذلك مع الجو التعليمي؟

وقال عميد كلية التربية الاساسية بالانابة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور أحمد اللوغاني، ان «مشروع حضانة الاطفال له دور أيجابي في تربية الابناء عندما تكون مميزة ومتخصصة، ولكن وجوده داخل المؤسسات الأكاديمية في الكليات لا يتوافق مع الجو التعليمي للطالبات والمؤسسة العلمية ذاتها».

وأضاف اللوغاني، ان «مشروع الحضانة كبير جدا وبحاجة الى دراسة متكاملة من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والعلمية قبل اعتمادها، لذلك لا نستطيع التحدث بشكل مفصل لأنه لم يتم تقديم انشاء مشروع حضانة الاطفال في الكليات المختلفة، وفي حال تم تقديمه فان لكل حادث حديث».

وأيد اللوغاني وجود الحضانة، ولكن بشرط أن تكون خارج الكلية، وليس بداخلها، ومستقلة بذاتها حتى يتفرغ الطالبات للتعليم لأن الكلية وجدت للتعليم.

بدوره، قال عميد كلية الدراسات التكنولوجية بالانابة الدكتور عبدالعزيز النجار، إن «وجود الحضانة في مقر العمل كالكلية لها فوائد عديدة تعود على المؤسسة أو الموظفات العاملات بالايجاب، وإيجاد بيئة عمل مريحة لوجود أطفال العاملات في نفس مكان العمل، إضافة إلى الفائدة التي تعود على الأطفال من خلال الطبيعية واكتسابهم مهارات وجرعات تعليمية تؤهلهم للانتظام في المدرسة، مع توفير أجر ومصاريف ونفقات رمزية».

واضاف النجار، ان «الحضانة تعد مرحلة مهمة جداً في حياة الطفل، فهي تسهم في بناء شخصية الطفل ليكون قادراً على التعامل مع المواقف المختلفة، بالإضافة إلى تأهيل الطفل لدخوله المدرسة، حيث تلعب دور الوسيط بين المنزل والمدرسة، وهي مرحلة انتقالية أو بداية حقيقية لاكتشاف مواهب الطفل وتوجيهها وبلورة شخصيته».

وتابع، ان «وجودها في الكلية لن يؤثر على جودة التعليم والدراسة»، مستشهدا في جامعات في دول أوروبية لديها مراكز لحضانة الاطفال ومتابعتهم ولا يوجد أي مشاكل بهذا الخصوص، مضيفا أنه من الممكن الاستفادة من الحضانة في تدريب ابنائنا الطلبة في الميداني، والاستفادة منها في أمور علمية واسعة، مطالبا باحتضانها تحت مظلات الهيئة المختلفة.

وشدد النجار، على ان «مشروع انشاء الحضانة لا بأس به، ولكن يجب أن تكون هناك دراسة شاملة علمية اجتماعية ونفسيه تضع الجوانب التي يحتاجها الطفل بشكل عام وليس مجرد حضانة عادية».

من جهته، قال عميد النشاط والرعاية الطلابية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور خليفة بهبهاني، «هناك توصية بانشاء حضانة للأطفال منذ العام 2011 وتأخرت لأسباب عديدة، لذلك كلما جاء اتحاد طلبة جديد يجدد هذه القضية ويطالب بضرورة وجود الحضانة، وقدمت لي إدارة الهيئة طلب بضرورة دراسة انشاء حضانة، وبناء على ذلك أعددت رأيين بهذا الخصوص، وتمت مناقشتهما في اللجنة التنفيذية عن كيفية انشاء الحضانة واحتياجاتها». وأضاف بهبهاني، «رفضنا كعمادة هذا المقترح بسبب ان التوجه في انشاء حضانة أمر غير صحي، ولا يناسب العمل الأكاديمي، كما انه غير متواجد في مختلف الجامعات العالمية والمحلية، وحتى جامعة الكويت والجامعات الخاصة، فأستغرب من الاصرار على تطبيق هذا الامر في الهيئة».

وأكد بهبهاني، على أن «مسؤولية انشاء الحضانة ستكون صعبة ومكلفة، وادارتها ليست سهلة، ومع ذلك طالبتني ادارة الهيئة اعداد مراحل تنفيذها، علما بأن هذا الامر ليس من اختصاص عمادة النشاط والرعاية الطلابية، ومع ذلك اضطررت في الاتصال على شركات خاصة في انشاء الحضانات للتعرف على امكانات انشائها، وعندما اجتمعت مع الشركات المعنية اكتشفت بأن الامر بحاجة الى انشاء مبان خاصة ومواقع مختلفة في الشويخ حتى يخدم طالبات الكليات والمعاهد في ذات الموقع، إضافة الى بناء مبنى أخر في كليات العارضية لخدمة طالبات كلية التربية الاساسية وكلية الدراسات التجارية، حيث اتضح ان الحضانات تحتاج الى طاقم من الموظفين المتخصصين وطاقم إداري قادر على استقبال الاطفال وترخيص من وزارة الشؤون والتجارة وموافقة البلدية والمطافي وغيرها من الجهات الحكومية».

وأوضح بهبهاني، أنه «في الوقت الحالي نعاني من ضيق المساحة وسوء في مباني العارضية الجديدة فلا توجد بنية تحتية والقاعات الدراسية ضيقة ومكاتب اعضاء هيئة التدريس منقوصة في عدة أمور فنية، وطالبات كلية التربية الاساسية وكلية الدراسات التجارية يفوق عددهن 10000 طالبة، وهذا يعني أننا سنتوقع قبول ما لا يقل عن 500 طفل، لذلك هذه مشكلة كبيرة والتساؤل هل ستتحول الكليات الى حضانات؟».

وأشار الى أن عمادة النشاط والرعاية الطلابية تحتضن 65 ألف طالبا وطالبة، والتساؤل هل يريدون للعمادة أن ترعى الاطفال؟ لذلك «بوجهة نظري العمادة غير مسؤولة عن هذا الأمر في حال تم اقراره»، مردفا «إذا كان اتحاد الطلبة مصرا على انشاء الحضانة، فعليه تحمل المسؤولية بهذا الخصوص والاجتهاد والبحث عن شركات لتوفير الحضانة».

من جهته، قال العميد المساعد للشؤون الطلابي بكلية الدراسات التجارية الدكتور أحمد الحنيان، ان «انشاء حضانة للأطفال في الكليات في ظل الاوضاع الراهنة للوضع التعليمي ومساحات الكليات غير مناسبة أبدا لإنشاء الحضانة، ومن يتابع الوضع في مباني العارضية سيجد أن في الوقت الحالي تشهد ازدحاما يوما عن يوم، لذلك كيف يتم انشاء حضانة للأطفال؟».

واضاف الحنيان، ان «الحضانة بحاجة الى مساحة كبيرة ومباني العارضية بشهادة عدد من الاكاديمين، تشهد ضيقا في المساحة، وحضانة الاطفال بحاجة الى مبنى متخصص كبير يلبي طموح واحتياجات وسلامة الأطفال، وليس مجرد مبنى عاديا، ويكون فيه اخصائيون ومعلمون مميزون، وتكون على مستوى عال وليست حضانة عادية، وتكون برسوم رمزية».

وقال أستاذ التربية الاساسية الدكتور بدر الخضري، إن «انشاء حضانة للاطفال داخل المؤسسة الأكاديمية لا يتوافق مع الجو التعليمي السليم، وليست لها دور إيجابي في التعليم طالما وجدت داخل الكلية، لذلك لن تكون هناك بيئة تعلمية سليمة تتوافق مع الطالبات والمعلمين لأن الكلية جاءت بهدف التعليم»، مردفا أن «جامعة الكويت والجامعات الخاصة لا يوجد لديهم توجه او فكرة لإنشاء حضانة للأطفال».

واضاف الخضري، «الخوف من انشاء الحضانة أن يكون هدفها تجاري وليس تربويا وتعليميا في حال أقرت أو انشئت في كليات الهيئة المختلفة»، مؤكدا أنه «إذا دخلت التجارة في الحضانات فلن تكون تعليمية بل ستميل الى التجارة المالية دون الاهتمام بالطفل، وهذا التوجه لن يحقق ما يريده الأباء».

وتابع الخضري، ان «المتابع لوضع بعض الحضانات المختلفة في مناطق الكويت، سيجد انها تبحث عن التجارة وليس التعليم، إضافة الى ان من سيديرها هم أشخاص غير مخصصين في رعاية الأطفال»، مضيفا «أين المشاريع التنموية التي تنهض بالدولة حتى ننشئ حضانات للاطفال؟».

من جانبه، قال الطالب حسن الحندولة، إن «كليات ومعاهد التطبيقي وجدت للتعليم وليس لإحتضان الاطفال، وكليات الهيئة في كل عام تواجه أزمة قبول وتكدسا طلابيا في القاعات الدراسية والاقسام العلمية، والأجدر على الهيئة التفكير في توسعة المنشآت التعليمية وتطويرها وليس انشاء حضانة للأطفال، فأبناء الكويت بحاجة الى جامعات وكليات تستوعبهم».

وأضاف، «إذا اردنا البحث عن تطوير التعليم، فهل سيكون ذلك من خلال انشاء حضانة لاستقبال الاطفال؟»، مطالبا إدارة الهيئة التأني بهذا المشروع، وعدم الاستعجال حتى لا تحدث سلبيات قد لا يمكن السيطرة عليها.

وقال الطالب صالح السهلي، إن «الهيئة جاءت بهدف تخريج وتعليم العمالة الفنية الوسطى لخدمة المجتمع وليس لاحتضان الأطفال وانشاء مشاريع هدفها خارج البيئة التعليمية المناسبة»، مؤكدا أن «انشاء حضانة داخل الكلية سيجعل من المعلمات والطالبات يهملن الدراسة، ويتوجهن الى مقابلة أبنائهن دون الاهتمام الى التعليم»، متسائلا «هل إدارة الهيئة فكرت جيدا قبل اقرار هذا المشروع، أم مجرد رؤية بلا وضوح؟».

وأضاف السهلي، ان «طلبة وطالبات الهيئة يواجهون ضيق في المساحة والقاعات الدراسية غير مهيئة بشكل أكاديمي والكراسي والطاولات متهالكة والكمبيوترات معطلة، فحريا على الهيئة عمل مشروع اصلاحي شامل للنظام التعليمي من خلال تطوير المنشآت والمناهج وغيرها، وبعد ذلك يتوجهون الى انشاء حضانة للأطفال، وتكون خارج كلية الهيئة».

وقال الطالب عبدالرحمن التميمي، إن «المتابع لوضع بعض الحضانات في المناطق المنزلية سيجد ان معظمها غير متخصصة في التعليم وتنمية المهارات، لذلك فشلت عدد من الحضانات في اكتشاف وتربية الاطفال، ناهيك عن عدد من المشاكل التي تصيب الاطفال دون محاسبة، والغريب أن الهيئة تريد انشاء حضانة للأطفال، والتساؤل هل هذه الحضانة ستكون داخل الكليات، فإذا كانت كذلك فهذه مشكلة تحتاج الى وقفة جادة لإيقاف هذا المشروع الفاشل، فكليات ومعاهد الهيئة جاءت للتعليم وليس لتخريج الأطفال».

وأضاف التميمي، ان «كليات ومعاهد الهيئة تعاني من مشاكل فنية عديدة مثل عدم توافر الانترنت وجهوزية القاعات والكتب الدراسية وضيق المساحة المكانية في الكليات»، مطالبا إدارة الهيئة بانشاء قاعات دراسية مميزة وتوفير البيئة التعليمية السليمة وبعد ذلك ينشؤون حضانة للأطفال.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي