الاستحقاق الرئاسي في لبنان: «حرب رهانات» خلال اللحظة الأخيرة

تصغير
تكبير
عشية الجلسة الرابعة التي يعقدها البرلمان اللبناني اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اطار «مسلسل» الجلسات المحكومة مسبقاً بفقدان النصاب القانوني (86 نائباً من اصل 128)، بدت الوقائع السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي الى مزيد من التعقيد بما يُستبعد معه تماماً ان يحصل اي تغيير في جولة اليوم التي سيقاطعها تكراراً نواب فريق 8 آذار» وتكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون.

وقالت مصادر مواكبة للمشاورات عشية الجلسة الرابعة لـ «الراي» ان التطور المتمثل بإعلان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل توجيه دعوة الى نظيره الايراني لزيارة المملكة أثار تردّدات قوية في الوسط السياسي اللبناني نظراً الى معرفة الجميع ان الاستحقاق الرئاسي سيكون من الملفات التي سيشملها الحوار السعودي - الايراني.


وإذا كان كل فريق لبناني يتوقع انعكاسات معينة لهذا التطوّر بما يعني ان «حرب رهانات» جديدة ستقوم على خلفيته، فان المصادر استبعدت اي إمكان لتأثير فوري لهذا التطور على مصير الاستحقاق الرئاسي راهناً نظراً الى ضرورة انتظار مزيد من الوقت لانطلاق الحوار وبلوغه نتائج ملموسة وحقيقية وايجابية وهي أمور يستحيل من الآن التكهن بها.

وتبعاً لذلك تضيف المصادر ان الخشية من بلوغ الفراغ الرئاسي في 25 مايو تعاظمت الى حدودها القصوى في الساعات الاخيرة في ظل المعطيات الآتية:

• وضع رئيس الجمهورية ميشال سليمان حداً حاسماً للمسعى الذي جرى طرحه من اجل اعتبار ولايته متواصلة الى حين انتخاب رئيس جديد ورفض ان يحسب هذا الاقتراح عليه واوعز الى المقربين منه بالامتناع عن التعليق عليه في حين أعدت كل الترتيبات لمغادرته قصر بعبدا يوم 24 مايو.

• كشفت معلومات ان مساعي العماد عون لحمل تيار «المستقبل» الذي يقوده الرئيس سعد الحريري على حسم موقفه إيجابا من ترشيحه لم تفض الى نتائج ايجابية ولو ان «المستقبل» يواصل الانفتاح على عون. ولفتت المصادر الى ان البيان الذي صدر عن اجتماع تكتل التغيير والاصلاح الثلاثاء تضمن عبارة تشدد على ضرورة حسم الخيارات قبل 25 مايو وان هذه العبارة كانت بمثابة رسالة الى تيار «المستقبل» لحسم موقفه بسرعة قبل نهاية المهلة الدستورية بما يعني ضمنا ان ما بعد نهاية المهلة من دون انتخاب عون سيكون مختلفا عما كان قبل 25 الجاري.

• تتكثف المساعي بين أطراف «14 آذار» بهدفين: الاول المضي في ترشيح الدكتور سمير جعجع الى النهاية ما دام فريق «8 آذار» يعطل الجلسات. والثاني التحسب لإمكان توافر النصاب قبل 25 مايو مع انه احتمال ضعيف للغاية. وهنا يطرح إمكان ترشيح الرئيس أمين الجميل او الوزير بطرس حرب تبعاً لامكانات توافر غالبية لكل منهما. ولكن المعطيات الجادة لا توحي باي إمكان لتوافر ظروف أفضل لكل منهما حتى الان بحيث تجعل فريق 14 آذار يبدل مرشحه اي جعجع.

وكشفت المصادر ان مشاورات بعيدة عن الأضواء تجري بين مختلف المراجع الرسمية والحكومية من اجل ترتيب الأسس التي ستُعتمد بعد انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً وهو الامر الذي ستكون إشارة الانطلاق اليه الاحتفال الذي سيقام في قصر بعبدا في 24 مايو والذي سيلقي خلاله الرئيس سليمان خطاباً وداعياً قبل ان يغادر القصر إيذاناً ببدء مرحلة الفراغ.

وفي موازاة ذلك، ووسط معلومات عن ان الحريري سيكثف في الايام المقبلة لقاءاته الباريسية سعياً الى تجنب الفراغ، لم تنته تفاعلات المعلومات عن ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قدّم إقتراحاً لبعض زواره يقضي بتعليق المادة 62 من الدستور التي توكل صلاحيات الرئاسة في حال خلو سدتها لأي سبب كان الى مجلس الوزراء، على أن يضاف الى تلك المادة عبارة تنص على أن يستمر رئيس الجمهورية في ممارسة صلاحياته في حال لم ينتخب رئيس، الى أن يتم انتخاب الرئيس البديل.

في هذه الأثناء، وغداة اجتماع صهر العماد عون وزير الخارجية جبران باسيل في الرياض مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود فيصل حيث جرى بحث في ملف الاستحقاق الرئاسي طويلاً، كان يفترض ان يلتقي باسيل في بيروت امس بالسفير الاميركي لمتابعة البحث في الملف ذاته الا ان اللقاء لم يحصل اذ ألغاه هيل وهو ما عزاه المكتب الاعلامي لوزير الخارجية «لدواع أمنية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي