«القومية» دفعتها إلى مغادرة مصر

اليهودية سعاد زكي ... باعت الفن لتمسح الأرض في إسرائيل

تصغير
تكبير
«القومية ومعاداة السامية في مصر بعد العام 1952، كانت السبب في تخلي المغنية اليهودية سعاد زكي عن الشهرة والهجرة لحياة متعثرة في الدولة اليهودية»... هكذا اختصرت صحيفة «ذي تايمز أوف إسرائيل» (The Times of Israel) انقلاب حال الفنانة رأساً على عقب وتحوّلها من مغنية صاعدة درجات الشهرة، إلى عاملة نظافة تكنس وتمسح الأرض في أحد البنوك.

الصحيفة، التي التقت ابن زكي (موشيه)، رأت أن زكي كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد أم كلثوم، وهي كانت قد مثلت في 4 أفلام مصرية، وهاجرت إلى إسرائيل لـ «تكافح في الدولة اليهودية الشابة».


ونقلت الصحيفة عن موشي (الطبيب النفساني من حيفا) قوله إن والدته «كانت بيونسيه القاهرة في ذلك الوقت... لقد كانت أم كلثوم الثانية على راديو مصر».

ولدت سعاد زكي لأسرة برجوازية في القاهرة العام 1915، وعمل والدها قاضياً، وتوجهت الفتاة الصغيرة في ذلك الوقت للعمل في الغناء، وعملت مع الموسيقار رياض السنباطي، والموسيقار المصري اليهودي، داوود حسني، وعندما بلغت الـ 24 من عمرها تزوجت من عازف القانون الشهير محمد العقاد، إلا أن أسرتها لم تكن سعيدة بهذا الزواج، الذي قال عنه ابنهما موشي «إن أمه وأباه احترما العقائد الدينية لكل منهما».

وتضيف الصحيفة أن زكي، التي غنّت في حفل افتتاح جامعة القاهرة، قررت مع محمد العقاد الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية «مع تصاعد القومية المصرية»، وهناك قررت الانفصال عن زوجها بعد أن شعرت بأنه غير مخلص لها، وأخذت حضانة طفلها الوحيد، موشي، وفي ذلك الوقت كانت أسرتها تستعد للهجرة إلى إسرائيل، التي زارتها قبل ذلك 3 مرات.

وتتابع الصحيفة الإسرائيلية: «لأنها كانت مشهورة، كان عليها أن تقول إنها ذاهبة في رحلة إلى سويسرا للخروج من مصر، ومن هناك توجهت مع طفلها البالغ من العمر 5 سنوات إلى إيطاليا، ثم سافرت إلى إسرائيل». ونقلت الصحيفة عن ابنها قوله: «مصر لم تكن ستسمح بمنحها تأشيرة خروج إلى إسرائيل».

بعد وصولها وعمرها 35 عامًا، عاشت مع طفلها في معسكر لاستيعاب المهاجرين الجدد جنوب تل أبيب، ثم اتجهت للعيش في مساكن عامة، ثم انتقلت إلى حيفا لتكون قريبة من ابنها وعائلته وأوري وأخته الصغرى إيريس.

يقول موشي زكي: «كانت تشاهد التلفزيون المصري وكانت تتحدث بخليط من العبرية والعربية، لكنني لم أسمعها أبداً تغني». وتشير الصحيفة إلى أن «سعاد غنّت بعد وصولها إلى إسرائيل، لمدة 20 عامًا حتى بلغت 57 عاماً، وغنت مع زوزو موسى في صوت إسرائيل باللغة العربية». وتضيف «بعدما لم تعد الإذاعة تدفع لها ما يكفيها، عملت أيضاً كعاملة نظافة في أحد البنوك، باسم (مازال)».

وفي تصوير للحال التي وصلت إليها «المرأة الشهير» تتابع الصحيفة «المرأة التي كان صوتها على الراديو والتي كانت من أعظم نجوم الموسيقى في مصر، لا يمكن أن تكون متصلة بسيدة تغسل الأرضيات لتغطية النفقات، ملابس العمل التي كانت تلبسها زكي لتنظيف البنك كانت بعيدة كل البعد عن آخر الموضات الأوروبية التي كانت ترتديها في القاهرة كفنانة كبيرة».

ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما كانت سعاد زكي في السبعينات من عمرها تزوجت «العقاد» مرة أخرى، وعاشا في نيويورك لمدة 7 سنوات، ثم سافرا إلى إسرائيل بعد حادث سرقة تعرض له زوجها، الذي مات في العام 1993 ودُفن في مقبرة إسلامية في حيفا، فيما توفيت هي في 2004، ودفنت في مقبرة يهودية في طيرة الكرمل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي