حوار / «أفكر في عمل آخر إلى جانب الفن»
مادلين مطر لـ «الراي»: لم أصل إلى مرحلة... «الطفر»

مادلين مطر


مشهد من فيديو كليب «تعبانة» الذي كرمت عنه من قبل الطلاب





• نانسي عجرم عادت بأغنية عادية... لكن لديها ركائز تحافظ بفضلها على اسمها
• الفن لا أمان له... وقلائل جداً الذين أعطاهم الكثير من المال
• بعض الأمور الشخصية أثّرت على فني وعطائي
• يوجد التباس كبير حول جائزة «الموريكس دور» ... ويقال «إذا ما بتدفعي ما بتحصلي عليها»
• هيفاء ونانسي وإليسا ونجوى لا يزلن الأهمّ على الساحة... منذ فترة طويلة
• الفن لا أمان له... وقلائل جداً الذين أعطاهم الكثير من المال
• بعض الأمور الشخصية أثّرت على فني وعطائي
• يوجد التباس كبير حول جائزة «الموريكس دور» ... ويقال «إذا ما بتدفعي ما بتحصلي عليها»
• هيفاء ونانسي وإليسا ونجوى لا يزلن الأهمّ على الساحة... منذ فترة طويلة
يبدو أن الوضع الاقتصادي المنكمش، دفع الفنانة مادلين مطر كي تعيد حساباتها، فهي تفكر بمشروع مهني آخر إلى جانب الفن، في ظل تراجع الحفلات الفنية والتدهور الذي تعيشه مصر سينمائياً وتلفزيونياً.
مطر رأت - في حوار مع «الراي» - أن الفن يعطي ولكن ليس الكثيرين، وتؤكد أن قلائل جداً هم الفنانون الذين أعطاهم الفن الكثير من المال، مشيرة إلى أن غالبية الفنانين ماتوا وهم لا يملكون ثمن الدواء. واعتبرت أنها لا يمكنها التعميم ما إذا كان هناك فنانون وصلوا إلى مرحلة، «لأن هناك فنانين أمّنوا أنفسهم وآخرين يعانون مادياً»، لافتة إلى أنها لم تصل إلى مرحلة «الطفر». وأكدت أن الحضور الفني الحالي للفنانين لا يعود إلى الحفلات والأغنيات الضاربة، بل أصبحت هناك خطط جديدة للتواجد وفي طليعتها برامج الهواة:
واعتبرت مطر أن هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا ونجوى كرم لا يزلن الأهمّ على الساحة منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن هذا سبب تواجدهن في برامج الهواة، ويعرف القيّمون على البرامج أنهن يؤمّن نسب مشاهدة عالية. كما رأت أن هيفاء هي النجمة التي تؤمّن نسب مشاهدة أكثر من غيرها لأنها «حالة استثنائية»، مستغربة في الوقت نفسه سبب شن حملات من قبل الكثيرين على البرامج التي يشارك فيها الفنانون. وقالت «فليستفِد الفنانون، أين المشكلة في ذلك؟».
• كفنانين، هل تشعرون بأنكم تأثرتم أكثر من غيركم بالأزمة الاقتصادية، خصوصاً أن الحفلات عرض وطلب؟
- في ظل أي ازمة اقتصادية، الفنان هو أول شخص يتوقف عمله ولا يعرف متى يعود إلى العمل مجدداً، كما أننا نتأثر بالأزمات السياسية والأمنية.
• كم ينعكس هذا الوضع سلباً عليكم نفسياً ومادياً؟
- جداً جداً.
• هل بدأتم تستدينون المال؟
- لا يمكن التعميم، لأن هناك فنانين أمّنوا أنفسهم وآخرين يعانون مادياً. أنا لم أصل إلى مرحلة «الطفر».
• هل نفهم أنك لا تشاركين في إحياء حفلات خاصة وأعراس؟
- الدول الخليجية هي الوحيدة «المقلّعة»، وفيها يفضّلون المطربين الخليجيين للحفلات والأعراس وليس المطربين المصريين أو اللبنانيين. أحياناً تمرّ فترة طويلة قبل أن يُعرض علينا إحياء حفلة في الخليج، وهذا الوضع ليس حديثاً.
• ولكن ميريام فارس ويارا تتواجدان دائماً في الخليج لإحياء الحفلات؟
- في الأساس، ميريام ويارا ثبتتا أقدامهما في الخليج، ولديهما الكثير من الأعمال الخليجية.
• هل هذا يعني أن هناك فنانين أكثر ذكاء من غيرهم؟
- لا يمكن أن نحسب الأمور على هذا الشكل، لأن هذا الأمر يرتبط بذوق الفنان. لا أنكر أنني أحب الغناء باللهجة الخليجية، وسبق أن قدمت أغنية بهذه اللهجة، وقريباً سأطرح أغنية جديدة باللهجة نفسها، ولكن عندما أقدم أغنية خليجية، لا أفعل ذلك كي أثبت أنني أجيد اللهجة، لأنني مهما أتقنتها لن أتقنها كما فناني الخليج. بالنسبة إليّ، يمكن أن أطرح أغنية خليجية بين فترة وأخرى، فإذا أحبوها كان به.
• هل نفهم أن الخليجيين لم يحبوا أغنيتك الخليجية؟
- على العكس. أغنية «أشغلك» نجحت كثيراً في الخليج، وبسببها أحييت الكثير من الحفلات في الخليج، ولكن أريد أن أقول إنني في حفلاتي، أغني الخليجي طبعاً، ولكن أغني معه أيضاً أغنيات باللهجتين اللبنانية والمصرية، لأنني مطربة كل الألوان. ولكن عندما يغني غيري في الخليج، فإنه يمضي السهرة كلها في غناء اللون الخليجي، وهذا هو الفارق بيني وبين غيري. أنا أريد أن أحمل الأغنية اللبنانية معي إلى أي مكان أغني فيه، وأيضاً الأغنية المصرية. وفي بعض الأحيان يمكن أن أغني باللغة الأجنبية كما فعلت في آخر حفلاتي في مصر حيث غنيت «on va s’aimer «.
• ولكن ألا ترين أنك بذلك تخسّرين نفسك بنفسك؟
- الأمور لا تقاس على هذا النحو، بل بما يحبه الفنان. الفن ذوق ولا يمكن لأحد أن يملي عليّ ماذا أغنّي. أحياناً أكون حضّرت مجموعة أغنيات للحفلة، ولكن تفاعُل الجمهور يجعلني أغيّر في برنامجي.
• نلاحظ أنك بعيدة أيضاً عن التمثيل؟
- العروض موجودة، وقد تلقيت عرضاً قبل مدة. ولكن العروض قليلة في شكل عام وليست كما كانت قبل أربعة أعوام مثلاً. الانكماش في مصر كبير جداً، وهو يسري على الأفلام والمسلسلات أيضاً، وهذا الوضع يحزنني كثيراً. نحن في لبنان معتادون على الأزمات، ولكنني أزعل كثيراً لأن كل العالم العربي متأزم.
• هل تفكرين في العمل خارج الفن؟
- توجد مجموعة أفكار، ولكنني لا يمكن أن أغادر الفن بشكل نهائي. أفكر في أن يكون لديّ عمل آخر إلى جانب الفن، وأنا أفكر بهذا الموضوع منذ فترة بعيدة. لا أعرف ماذا يمكن أن يحصل. كل شيء حالياً يقتصر على الأفكار.
• هل تفكرين بافتتاح بوتيك؟
- «ليش مين عم يشتري ثياب!».
• يكفي أنتن الفنانات؟
- بل مشروعي مختلف تماماً.
• الفنانون يفضّلون عادة الاستثمار في المطاعم والبوتيكات؟
- ولا حتى مطعم... بل أفكر في مشروع مختلف.
• هذا يعني أن الفن لا أمان له فعلاً؟
- طبعاً، وهذا الكلام ليس حديثاً. اليوم نعيش ظروف تقشف بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن على «أيام صباح شو كان»؟ وكذلك على أيام الفنانين الذين رحلوا من دون أن يملكوا ثمن الدواء. لطالما كان الفن يعطي، ولكنه لا يعطي كثيراً وقلائل جداً هم الفنانون الذين أعطاهم الفن الكثير من المال وكانوا هم بدورهم حريصين على قرشهم.
• لكن نجوم هذه الأيام يكسبون الكثير؟
- ليس جيلنا بل الجيل الذي سبقنا. مع جيلنا بدأ الانكماش.
• إليسا ونانسي ميسورتان مادياً وكذلك هيفاء. هل هيفاء من جيلك أو من الجيل الذي سبقك؟
- الفن يعطي، ولكن ليس الجميع.
• لو كنتِ نجمة من نجمات الصف الأول، هل كنت تتوقعين رزقا كبيراً؟ وفي الأساس لماذا لم تصبحي نجمة صف أول؟
- المادة تلعب دوراً. لا يمكن لأحد أن يقول إن اختياراتي الغنائية غير جميلة وكذلك فيديو كليباتي. أنا تعبتُ على نفسي، «ما بقدر قول اني بالمرّة»، ولكنني ابتعدتُ أكثر من مرة ولم يكن يفترض بي أن أفعل ذلك. بعض الأمور الشخصية أثّرت على فني وعطائي، كما أن التراجع الاقتصادي الذي حصل خلال الأعوام الخمسة الأخيرة والحروب لعبت دوراً. لكن أين هن الفنانات الموجودات من بنات جيلي؟ كثيرات منهن اختفين تماماً عن الساحة. لا أريد أن أشبّه نفسي بنانسي أو إليسا، وكل فنانة منهما لها قيمتها ومركزها، ولكن عندما أنظر إلى بنات جيلي اللواتي بدأتُ معهن مشواري الفني، أجد أنني الوحيدة الموجودة على الساحة.
• من تقصدين بالفنانات اللواتي ينتمين إلى جيلك الفني؟
- هن كثيرات. برنامج «كأس النجوم» خرّج الكثيرات. مايا نصري وأمل حجازي ويارا ونيللي مقدسي وأنا. أين هي مايا نصري؟ وأمل أين هي؟ «أوكي»، هي تزوجت وأنجبت. الوضع صعب ولا يجوز تشبيهي لفنانات كوّن ثروات وثابتات ولديهن إدارة أعمال قوية. نانسي غابت لفترة ثم عادت بأغنية جديدة، ولكن «شو عملت بهالغنيّة»! برأيي هي مجرد أغنية عادية وكذلك الفيديو كليب الخاص بها، إنما توجد لديها ركائز تقف عليها وتحافظ بفضلها على اسمها.
• وكذلك وجودها في برنامج «أراب آيدول»؟
- برافو! ومثلها هيفاء وهبي في برنامج «شكلك مش غريب». هن موجودات على الساحة، ولكن بطريقة مختلفة وليس بفضل الغناء فقط. ليس صحيحاً أن الكل ينتج اغنيات وكليبات ضاربة «وما عم بيلحّق حفلات»، بل أصبحت هناك خطط جديدة للتواجد. نحن نعيش عصر التلفزيون.
• هل ترين أن التلفزيون جدد نجومية الفنانين؟
- طبعاً.
• هل تتمنين برنامجاً تطلين من خلاله؟
- لا أعرف. يجب أن أعرف مضمونه وكيف سيكون تواجدي فيه. عندما يُعرض عليّ برنامج، عندها يمكن أن أقرر.
• هل ترين أن نوال الزغبي موجودة على الساحة؟
- هي موجودة وتقدم أغنيات. نوال تكافح، وتطرح بين فترة وأخرى أغنية أو فيديو كليب.
• لنفترض أن إليسا لن تطل في الموسم الثاني من برنامج «اكس فاكتور»، فهل ترين أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على تواجدها حتى لو طرحت ألبوماً جديداً؟
- بصراحة، برنامج «اكس فاكتور» لم يلمّع النجوم!
• لا شك في أن الوضع سيتغيّر عندما تشتريه محطة «mbc»؟
- لا أعرف. أنت تسألين عن نجمة متواجدة جداً ومن الصعب أن يلغيها أي برنامج. تواجد نجوى كرم وإليسا على الساحة لا جميل لأحد فيه. الناس يحبونهما كثيراً.
• هل يمكن أن نقول إنهما حالة خاصة؟
- طبعاً، ومثلهما هيفاء وهبي.
• هل يمكن القول إن هيفاء ونانسي وإليسا ونجوى لا يزلن الأهمّ على الساحة؟
- هن كذلك منذ فترة طويلة.
• وربما هذا هو سبب تواجدهن في برامج الهواة؟
- طبعاً لأنهن مهمات، ويعرف القيّمون على البرامج أنهن يؤمّن نسب مشاهدة عالية.
• ومن النجمة التي ترين أنها تؤمن نسب مشاهدة أكثر من غيرها؟
- هيفاء وهبي. هي حالة استثنائية.
• هل أنت مع أو ضد هذه البرامج؟
- معها. لا أفهم لماذا الكل يشنّون حملات عليها. فليستفِد الفنانون. أين المشكلة في ذلك؟
• لأنها برامج للهواة، ولكن النجوم هم مَن يستفيدون من ورائها؟
- الاستفادة متبادلة. برامج الهواة تخدم المعلنين والنجوم فقط. هل تعتقدين أن أياً من المواهب التي تتخرج من برامج الهواة يمكن أن يبرز؟ انسي، هناك أصوات «بتاخد العقل» وبعد مرور شهر لا نعود نسمع بها وننسى أسماءها.
• ولكن تجربة محمد عساف مميزة؟
- طبعاً، خصوصاً أنه فلسطيني، وفلسطين لا يوجد فيها فنانون، ولذلك هو حظي بالكثير من الدعم. للأسف، عندنا غالباً ما يدخلون السياسة في الفن.
• ما أقرب مشاريعك؟
- أسافر إلى مصر من أجل فيلم جديد. السيناريو حلو ومهضوم، ولكنني طلبت إجراء بعض التعديلات، وإذا لم يوافقوا لن أقبل بالعرض.
• من المنتج؟
- لن أذكر اسمه.
• كُرّمت أخيراً عن «تعبانة»؟
- هذا صحيح. تم تكريمي من الطلاب بعد اختيار أغنية «تعبانة» كأفضل أغنية رومانسية، وهذا الأمر أفرحني كثيراً. سبق أن كُرّمت قبل أعوام عدة في مدرستي واعتُبرت قدوة للتلاميذ.
• ولماذا أنت بعيدة عن تكريم «الموريكس دور»؟
- لا أعرفهم.
• ليس بالضرورة أن تعرفيهم، يكفي أنك فنانة ومعروفة؟
- يوجد التباس كبير حول هذه الجائزة ويقال «إذا ما بتدفعي ما بتحصلي عليها». أنا تهمني الجوائز الحقيقية والصادقة. «شو يعني... في اعلام بالموركس دور؟». بماذا يمكن أن أستفيد منه، أكثر من أن يكتبوا عن الموضوع؟
• وكذلك الميداليات؟
- أنا زرت كل دول العالم العربي وأملك ميداليات منها جميعا و«كلها ببلاش».
• وماذا عن جديدك الغنائي؟
- أحضّر أغنية عراقية - لبنانية - خليجية من كلمات كريم العراقي وألحان وليد الشامي.
مطر رأت - في حوار مع «الراي» - أن الفن يعطي ولكن ليس الكثيرين، وتؤكد أن قلائل جداً هم الفنانون الذين أعطاهم الفن الكثير من المال، مشيرة إلى أن غالبية الفنانين ماتوا وهم لا يملكون ثمن الدواء. واعتبرت أنها لا يمكنها التعميم ما إذا كان هناك فنانون وصلوا إلى مرحلة، «لأن هناك فنانين أمّنوا أنفسهم وآخرين يعانون مادياً»، لافتة إلى أنها لم تصل إلى مرحلة «الطفر». وأكدت أن الحضور الفني الحالي للفنانين لا يعود إلى الحفلات والأغنيات الضاربة، بل أصبحت هناك خطط جديدة للتواجد وفي طليعتها برامج الهواة:
واعتبرت مطر أن هيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا ونجوى كرم لا يزلن الأهمّ على الساحة منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن هذا سبب تواجدهن في برامج الهواة، ويعرف القيّمون على البرامج أنهن يؤمّن نسب مشاهدة عالية. كما رأت أن هيفاء هي النجمة التي تؤمّن نسب مشاهدة أكثر من غيرها لأنها «حالة استثنائية»، مستغربة في الوقت نفسه سبب شن حملات من قبل الكثيرين على البرامج التي يشارك فيها الفنانون. وقالت «فليستفِد الفنانون، أين المشكلة في ذلك؟».
• كفنانين، هل تشعرون بأنكم تأثرتم أكثر من غيركم بالأزمة الاقتصادية، خصوصاً أن الحفلات عرض وطلب؟
- في ظل أي ازمة اقتصادية، الفنان هو أول شخص يتوقف عمله ولا يعرف متى يعود إلى العمل مجدداً، كما أننا نتأثر بالأزمات السياسية والأمنية.
• كم ينعكس هذا الوضع سلباً عليكم نفسياً ومادياً؟
- جداً جداً.
• هل بدأتم تستدينون المال؟
- لا يمكن التعميم، لأن هناك فنانين أمّنوا أنفسهم وآخرين يعانون مادياً. أنا لم أصل إلى مرحلة «الطفر».
• هل نفهم أنك لا تشاركين في إحياء حفلات خاصة وأعراس؟
- الدول الخليجية هي الوحيدة «المقلّعة»، وفيها يفضّلون المطربين الخليجيين للحفلات والأعراس وليس المطربين المصريين أو اللبنانيين. أحياناً تمرّ فترة طويلة قبل أن يُعرض علينا إحياء حفلة في الخليج، وهذا الوضع ليس حديثاً.
• ولكن ميريام فارس ويارا تتواجدان دائماً في الخليج لإحياء الحفلات؟
- في الأساس، ميريام ويارا ثبتتا أقدامهما في الخليج، ولديهما الكثير من الأعمال الخليجية.
• هل هذا يعني أن هناك فنانين أكثر ذكاء من غيرهم؟
- لا يمكن أن نحسب الأمور على هذا الشكل، لأن هذا الأمر يرتبط بذوق الفنان. لا أنكر أنني أحب الغناء باللهجة الخليجية، وسبق أن قدمت أغنية بهذه اللهجة، وقريباً سأطرح أغنية جديدة باللهجة نفسها، ولكن عندما أقدم أغنية خليجية، لا أفعل ذلك كي أثبت أنني أجيد اللهجة، لأنني مهما أتقنتها لن أتقنها كما فناني الخليج. بالنسبة إليّ، يمكن أن أطرح أغنية خليجية بين فترة وأخرى، فإذا أحبوها كان به.
• هل نفهم أن الخليجيين لم يحبوا أغنيتك الخليجية؟
- على العكس. أغنية «أشغلك» نجحت كثيراً في الخليج، وبسببها أحييت الكثير من الحفلات في الخليج، ولكن أريد أن أقول إنني في حفلاتي، أغني الخليجي طبعاً، ولكن أغني معه أيضاً أغنيات باللهجتين اللبنانية والمصرية، لأنني مطربة كل الألوان. ولكن عندما يغني غيري في الخليج، فإنه يمضي السهرة كلها في غناء اللون الخليجي، وهذا هو الفارق بيني وبين غيري. أنا أريد أن أحمل الأغنية اللبنانية معي إلى أي مكان أغني فيه، وأيضاً الأغنية المصرية. وفي بعض الأحيان يمكن أن أغني باللغة الأجنبية كما فعلت في آخر حفلاتي في مصر حيث غنيت «on va s’aimer «.
• ولكن ألا ترين أنك بذلك تخسّرين نفسك بنفسك؟
- الأمور لا تقاس على هذا النحو، بل بما يحبه الفنان. الفن ذوق ولا يمكن لأحد أن يملي عليّ ماذا أغنّي. أحياناً أكون حضّرت مجموعة أغنيات للحفلة، ولكن تفاعُل الجمهور يجعلني أغيّر في برنامجي.
• نلاحظ أنك بعيدة أيضاً عن التمثيل؟
- العروض موجودة، وقد تلقيت عرضاً قبل مدة. ولكن العروض قليلة في شكل عام وليست كما كانت قبل أربعة أعوام مثلاً. الانكماش في مصر كبير جداً، وهو يسري على الأفلام والمسلسلات أيضاً، وهذا الوضع يحزنني كثيراً. نحن في لبنان معتادون على الأزمات، ولكنني أزعل كثيراً لأن كل العالم العربي متأزم.
• هل تفكرين في العمل خارج الفن؟
- توجد مجموعة أفكار، ولكنني لا يمكن أن أغادر الفن بشكل نهائي. أفكر في أن يكون لديّ عمل آخر إلى جانب الفن، وأنا أفكر بهذا الموضوع منذ فترة بعيدة. لا أعرف ماذا يمكن أن يحصل. كل شيء حالياً يقتصر على الأفكار.
• هل تفكرين بافتتاح بوتيك؟
- «ليش مين عم يشتري ثياب!».
• يكفي أنتن الفنانات؟
- بل مشروعي مختلف تماماً.
• الفنانون يفضّلون عادة الاستثمار في المطاعم والبوتيكات؟
- ولا حتى مطعم... بل أفكر في مشروع مختلف.
• هذا يعني أن الفن لا أمان له فعلاً؟
- طبعاً، وهذا الكلام ليس حديثاً. اليوم نعيش ظروف تقشف بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ولكن على «أيام صباح شو كان»؟ وكذلك على أيام الفنانين الذين رحلوا من دون أن يملكوا ثمن الدواء. لطالما كان الفن يعطي، ولكنه لا يعطي كثيراً وقلائل جداً هم الفنانون الذين أعطاهم الفن الكثير من المال وكانوا هم بدورهم حريصين على قرشهم.
• لكن نجوم هذه الأيام يكسبون الكثير؟
- ليس جيلنا بل الجيل الذي سبقنا. مع جيلنا بدأ الانكماش.
• إليسا ونانسي ميسورتان مادياً وكذلك هيفاء. هل هيفاء من جيلك أو من الجيل الذي سبقك؟
- الفن يعطي، ولكن ليس الجميع.
• لو كنتِ نجمة من نجمات الصف الأول، هل كنت تتوقعين رزقا كبيراً؟ وفي الأساس لماذا لم تصبحي نجمة صف أول؟
- المادة تلعب دوراً. لا يمكن لأحد أن يقول إن اختياراتي الغنائية غير جميلة وكذلك فيديو كليباتي. أنا تعبتُ على نفسي، «ما بقدر قول اني بالمرّة»، ولكنني ابتعدتُ أكثر من مرة ولم يكن يفترض بي أن أفعل ذلك. بعض الأمور الشخصية أثّرت على فني وعطائي، كما أن التراجع الاقتصادي الذي حصل خلال الأعوام الخمسة الأخيرة والحروب لعبت دوراً. لكن أين هن الفنانات الموجودات من بنات جيلي؟ كثيرات منهن اختفين تماماً عن الساحة. لا أريد أن أشبّه نفسي بنانسي أو إليسا، وكل فنانة منهما لها قيمتها ومركزها، ولكن عندما أنظر إلى بنات جيلي اللواتي بدأتُ معهن مشواري الفني، أجد أنني الوحيدة الموجودة على الساحة.
• من تقصدين بالفنانات اللواتي ينتمين إلى جيلك الفني؟
- هن كثيرات. برنامج «كأس النجوم» خرّج الكثيرات. مايا نصري وأمل حجازي ويارا ونيللي مقدسي وأنا. أين هي مايا نصري؟ وأمل أين هي؟ «أوكي»، هي تزوجت وأنجبت. الوضع صعب ولا يجوز تشبيهي لفنانات كوّن ثروات وثابتات ولديهن إدارة أعمال قوية. نانسي غابت لفترة ثم عادت بأغنية جديدة، ولكن «شو عملت بهالغنيّة»! برأيي هي مجرد أغنية عادية وكذلك الفيديو كليب الخاص بها، إنما توجد لديها ركائز تقف عليها وتحافظ بفضلها على اسمها.
• وكذلك وجودها في برنامج «أراب آيدول»؟
- برافو! ومثلها هيفاء وهبي في برنامج «شكلك مش غريب». هن موجودات على الساحة، ولكن بطريقة مختلفة وليس بفضل الغناء فقط. ليس صحيحاً أن الكل ينتج اغنيات وكليبات ضاربة «وما عم بيلحّق حفلات»، بل أصبحت هناك خطط جديدة للتواجد. نحن نعيش عصر التلفزيون.
• هل ترين أن التلفزيون جدد نجومية الفنانين؟
- طبعاً.
• هل تتمنين برنامجاً تطلين من خلاله؟
- لا أعرف. يجب أن أعرف مضمونه وكيف سيكون تواجدي فيه. عندما يُعرض عليّ برنامج، عندها يمكن أن أقرر.
• هل ترين أن نوال الزغبي موجودة على الساحة؟
- هي موجودة وتقدم أغنيات. نوال تكافح، وتطرح بين فترة وأخرى أغنية أو فيديو كليب.
• لنفترض أن إليسا لن تطل في الموسم الثاني من برنامج «اكس فاكتور»، فهل ترين أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على تواجدها حتى لو طرحت ألبوماً جديداً؟
- بصراحة، برنامج «اكس فاكتور» لم يلمّع النجوم!
• لا شك في أن الوضع سيتغيّر عندما تشتريه محطة «mbc»؟
- لا أعرف. أنت تسألين عن نجمة متواجدة جداً ومن الصعب أن يلغيها أي برنامج. تواجد نجوى كرم وإليسا على الساحة لا جميل لأحد فيه. الناس يحبونهما كثيراً.
• هل يمكن أن نقول إنهما حالة خاصة؟
- طبعاً، ومثلهما هيفاء وهبي.
• هل يمكن القول إن هيفاء ونانسي وإليسا ونجوى لا يزلن الأهمّ على الساحة؟
- هن كذلك منذ فترة طويلة.
• وربما هذا هو سبب تواجدهن في برامج الهواة؟
- طبعاً لأنهن مهمات، ويعرف القيّمون على البرامج أنهن يؤمّن نسب مشاهدة عالية.
• ومن النجمة التي ترين أنها تؤمن نسب مشاهدة أكثر من غيرها؟
- هيفاء وهبي. هي حالة استثنائية.
• هل أنت مع أو ضد هذه البرامج؟
- معها. لا أفهم لماذا الكل يشنّون حملات عليها. فليستفِد الفنانون. أين المشكلة في ذلك؟
• لأنها برامج للهواة، ولكن النجوم هم مَن يستفيدون من ورائها؟
- الاستفادة متبادلة. برامج الهواة تخدم المعلنين والنجوم فقط. هل تعتقدين أن أياً من المواهب التي تتخرج من برامج الهواة يمكن أن يبرز؟ انسي، هناك أصوات «بتاخد العقل» وبعد مرور شهر لا نعود نسمع بها وننسى أسماءها.
• ولكن تجربة محمد عساف مميزة؟
- طبعاً، خصوصاً أنه فلسطيني، وفلسطين لا يوجد فيها فنانون، ولذلك هو حظي بالكثير من الدعم. للأسف، عندنا غالباً ما يدخلون السياسة في الفن.
• ما أقرب مشاريعك؟
- أسافر إلى مصر من أجل فيلم جديد. السيناريو حلو ومهضوم، ولكنني طلبت إجراء بعض التعديلات، وإذا لم يوافقوا لن أقبل بالعرض.
• من المنتج؟
- لن أذكر اسمه.
• كُرّمت أخيراً عن «تعبانة»؟
- هذا صحيح. تم تكريمي من الطلاب بعد اختيار أغنية «تعبانة» كأفضل أغنية رومانسية، وهذا الأمر أفرحني كثيراً. سبق أن كُرّمت قبل أعوام عدة في مدرستي واعتُبرت قدوة للتلاميذ.
• ولماذا أنت بعيدة عن تكريم «الموريكس دور»؟
- لا أعرفهم.
• ليس بالضرورة أن تعرفيهم، يكفي أنك فنانة ومعروفة؟
- يوجد التباس كبير حول هذه الجائزة ويقال «إذا ما بتدفعي ما بتحصلي عليها». أنا تهمني الجوائز الحقيقية والصادقة. «شو يعني... في اعلام بالموركس دور؟». بماذا يمكن أن أستفيد منه، أكثر من أن يكتبوا عن الموضوع؟
• وكذلك الميداليات؟
- أنا زرت كل دول العالم العربي وأملك ميداليات منها جميعا و«كلها ببلاش».
• وماذا عن جديدك الغنائي؟
- أحضّر أغنية عراقية - لبنانية - خليجية من كلمات كريم العراقي وألحان وليد الشامي.