«هوليداي إن» ... فندق الأمير الوالد يستعد لنفض غبار الحرب

هل يعود عز الكويت في بيروت؟

u00abu0647u0648u0644u064au062fu0627u064a u0625u0646u00bb ... u0634u0627u0647u062f u0639u0644u0649 u0639u0635u0631 u0628u064au0631u0648u062a u0627u0644u0630u0647u0628u064a
«هوليداي إن» ... شاهد على عصر بيروت الذهبي
تصغير
تكبير
بيروت - أ ف ب - لطالما تباهت العاصمة اللبنانية بيروت بأنها درة المنطقة العربية، خصوصاً خلال حقبة السبعينات أي قبيل اندلاع الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس.

كانت بيروت آنذاك قبلة الخليجيين بشكل عام والكويتيين الذين عملوا على إعلاء شأن هذه العاصمة باعتبارها بيتهم الثاني من خلال تنفيذ المشاريع التجارية الكبيرة فيها وإقامة الصروح العمرانية التي مازالت شامخة حتى الساعة، وإن شوهتها الحرب الأهلية البغيضة.


في وسط العاصمة اللبنانية، يرتفع مبنى فندق «هوليداي إن» الشاهد الأبرز على عز ولمسات الكويتيين في بيروت، كيف لا وهو الفندق الذي كان الأمير الوالد المغفور له الشيخ سعد العبدالله يمتلك نصفه.

حال الفندق الأشهر في السابق يختلف عما هو اليوم بجدرانه المثقوبة وهيكله الخاوي. يقف شاهدا حزينا على الحرب الأهلية (1975-1990)، بعد ان كان رمزا لعصر ذهبي مر به لبنان، لكنه قد يشق طريقه مجددا الى الحياة خلال الأشهر المقبلة.

وسيطرح المبنى الواقع في المنطقة العقارية الأغلى في بيروت للبيع في مزاد علني بعد ان عجز مالكوه عن الاتفاق على مصيره.

ويقول رئيس مجلس إدارة مجموعة «سيل» (الشركة العقارية اللبنانية) المساهمة في الشركة المالكة للمبنى رولان عابديني، لوكالة «فرانس برس» «انه مبنى فريد في موقع فريد يمتد على مساحة 150 الف متر مربع بينها 110 آلاف قابلة للاستثمار في قلب المدينة، من المحزن اننا لا نزال بعد 24 سنة على انتهاء الحرب، لا نرى منه الا هيكلا مهجورا».

ويتناقض وجود «هوليداي ان» مع محيطه حيث مجمع «زيتونة باي» المحاذي للبحر والمزدان بناد لليخوت ومطاعم ومسبح، وفندق «فينيسيا» الفخم، ومبان سكنية باهظة الثمن.

وشيد برج الفندق بين 1963 و1964. وكان مؤلفا من 24 طابقا يعلوها مطعم دوار يمكن منه التفرج على كل بيروت ومن ثلاث طبقات تحت الارض، وكان جزءا من مشروع «سانت تشارلز سيتي سنتر» الذي كان يضم ايضا مبنى تجاريا مثلثا ومركز تسوق وصالة سينما.

وهجّرت الحرب الأهلية «هوليداي ان» بعد عامين فقط على افتتاحه. ولم يبق في المكان ما يدل على ذاك الماضي الجميل.

المبنى المثلث أعيد تأهيله لتحتله مجددا مكاتب وشركات ومصارف، اما البرج الطويل فينتصب أعمدة ضخمة واسقفا نخرها الرصاص والقذائف، مع جدران مفرغة واسلاك متدلية، فيما تحولت الطبقة الارضية الى ما يشبه ثكنة للجيش اللبناني مع جنود وآليات.

بقايا زجاج معلقة في أعلى زوايا أعمدة المدخل تشي بالواجهات الضخمة التي كانت تفتح على بهو واسع مع ثريات رائعة تتدلى من اسقف مزخرفة بالجص. ولا تزال احدى الزخرفات ظاهرة للعيان ولو مغطاة باللون الأسود نتيجة حريق ومرور الزمن.

ما عدا ذلك، فناء خال الا من صوت الريح، فإلى جانب الأضرار الناتجة عن المعارك والقصف، تعرض المبنى للنهب على ايدي مقاتلين احتلوه في السنوات الاولى للحرب، وعصابات. كل شيء فيه تبخر: الأثاث، الابواب الخشبية والالمنيوم، تجهيزات الحمامات وابواب المصعد، البلاط ومصابيح الإنارة...

لم تشمله اعادة الاعمار التي اقامت بيروت من بين الانقاض منذ التسعينات، والسبب، بحسب ما يشرح عابديني، ان «المساهمين الرئيسيين لم يتمكنوا من الاتفاق على كيفية إعادة التأهيل. وتمثلت احدى نقاط الخلاف في ما اذا كان يجب هدمه من اساسه ام ترميمه».

خلال الايام المقبلة، تنتهي مدة الشركة مالكة المشروع التي تساهم فيها «سيل» بنسبة 34 في المئة تقريبا، بينما تملك مجموعة كويتية اكثر من خمسين في المئة من الاسهم. ويفرض القانون طرح ممتلكات الشركة في مزاد علني، في حال عدم الاتفاق على تمديد مدتها.

وفي انتظار مصيره الجديد، ينوء مبنى الهوليداي ان تحت ثقل ذكريات الحرب.

ويروي المحامي سامي خويري القيادي العسكري السابق في حزب الكتائب اللبنانية، أحد ابرز اطراف الحرب الاهلية، لوكالة فرانس برس ان نقطة الهوليداي كانت تشكل بالنسبة اليه ورفاقه «خط الدفاع الاول عما كان يسمى في حينه المنطقة الشرقية» (المسيحية).

ويشير الى ان الانتشار المسلح في المنطقة حصل غداة اندلاع الحرب في 13 ابريل 1975. «كان هناك تسابق، وسبقناهم الى الهوليداي ان وفندق فينيسيا المجاور».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي