عندما استولى «الخمير الحمر» على كمبوديا عام 1975، بدأ زعيمهم (بول توث) عملية التطهير والابادة الوحشية بحجة نشر الشيوعية، ومازال هنالك غرفة يزورها السياح اليوم، وقد تم صف آلاف الجماجم فيها لضحايا الحرب البشعة التي خاضها (الخمير الحمر) ضد الشعب الكمبودي خلال حلمهم الذي جاوز الاربع سنوات لتمثل المجازر التي راح ضحيتها اكثر من مليوني كمبودي.
لقد انتهت تلك الحروب الاهلية البشعة من معظم بلدان العالم، وتحول اهلها الى الانظمة الديموقراطية التي تمنع القمع والظلم وتحرص على حقوق الانسان والمساواة، ما عدا كثير من بلدان العالم الاسلامي التي مازالت تعيش على (طمام المرحوم) وتخدع شعوبها بشعارات براقة تحت مسمى الديموقراطية!!
> وأكبر مثل على ذلك هو الانتخابات الهزلية التي تجري اليوم في سورية بعد ان صف بشار الاسد جماجم اكثر من مئتي الف سوري من الرجال والنساء والاطفال ممن ابادهم بأبشع انواع الاسلحة تحت مسمى محاربة الارهاب، ثم انشأ مسرحية سمجة لانتخابات هزلية لم يصدقها حتى وليد المعلم او الجعفري، لكي يجدد لنفسه ولاية اخرى تمكنه من ابادة ما تبقى من شعبه في سورية.
> أما نوري المالكي الذي استطاع بجدارة تدمير العراق وجره الى حرب اهلية طائفية لم يشهدها العراق منذ عهد الكنعانيين يساندة آيات الله في طهران، فقد نظم المالكي جولة جديدة من الانتخابات البرلمانية في ظاهرها انها انتخابات نزيهة، لكن من ينظر الى ما انطوت عليه من تفتيت للشعب العراقي وشن حرب شعواء على أكبر شريحة من العراقيين يدرك بأنها خدعة كبرى لكي يضمن المالكي مقعدا جديدا لسنوات آتية تؤهله لتفتيت ما تبقى من العراق!!
ومن الواضح بان شريحة واسعة من ابناء العراق قد شبعوا من الكذب والخداع وقد قرروا نيل حقوقهم بعيدا عن تلك المهزلة التي يسمونها الانتخابات وقد بدأوا ثورتهم المضادة ضد الحكومة!!
> أما في مصر فتجري اليوم انتخابات رئاسية معروف نتائجها سلفا، وقد قامت على دماء واشلاء وضحايا كثيرة، بل وتم تسخير جميع الوسائل الاعلامية من اجل تشويه صورة كل من يعترض على حكم العسكر، وصدرت احكام قضائية لا نقول بانها عجيبة ولكنها مسرحية هزلية ضد قيادات الاخوان المسلمين وغيرهم!!
وكل ما نتمناه هو ان تنتهي الانتخابات على خير قبل ان يراق المزيد من حمامات الدم، وان تحقن دماء الشعب المصري المسلم وتنطوي صفحة الظلم على ارضه المباركة.
ان العالم بالرغم من تخاذله تجاه الظلم والاستبداد الذي يقع على ارضه وسكوته عن المجرمين حينا من الدهر، لابد ان يفتح العالم ملف وسجل الاجرام وان يحاسب من تسببوا في ذلك الدمار مثلما فعل مع قيادات (الخمير الحمر) في كمبوديا وقبلها محاكمات مجرمي الحرب العالمية الثانية في نورمنبرج ومحاكمات مجرمي يوغسلافيا ورواندا وغيرهم!!
وحتى لو تجاوز العالم تلك الجرائم ولم يحاسب عليها، فان عدالة رب السماء يستحيل ان تترك الامور دون حساب عسير (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)!!
د. وائل الحساوي
[email protected]