عراقيون «يسرقون» الشعارات الانتخابية


عند تمام الساعة السادسة مساء أول من أمس، وما كاد يعلن التلفزيون الحكومي العراقي عن اغلاق مراكز الاقتراع، حتى هرع جعفر واخرون نحو ساحة كهرمانة في وسط بغداد وبدأوا يرفعون الهياكل الحديدية للملصقات الانتخابية تمهيدا لبيعها او نقلها الى منازلهم.
وقال جعفر، وعلت وجهه ابتسامة عريضة، «نشكر الله اولا لأنه ارسل عاصفة حتى تقلع هذه الملصقات الانتخابية الثقيلة من مكانها، ثانيا، نشكر المرشحين على كرمهم لأنهم اعطونا شيئا من دون أي مقابل».
واضاف وقد انهمك بازالة الاطار الحديدي لملصق عملاق في الساحة، «سأحصل على سقيفة كاملة استخدمها في مرآب بيتي للسيارة، ولولا هذه اللافتة لكانت هذه السقيفة كلفتني الكثير من المال. لذا، شكرا جزيلا لهم».
وعلى بعد امتار قليلة من جعفر، وقف الشرطي عادل محمد يراقب عشرات الشبان وهم يزيلون بسرعة هائلة اطارات حديدية مشابهة، يحمّلونها في سيارات، او يحملونها على اكتافهم وينطلقون بها.
وقال محمد بسخرية «الشعب، قبل امانة بغداد، تطوع ذاتيا من اجل رفع هذه اللافتات. هم يقومون بعمل انساني نبيل من اجل مساعدة الدولة في رفع الجزء الاكبر من هذه اللافتات التي غزت شوارع المدينة وساحاتها». واضاف ان «الامانة ستأتي غدا لتنظيف الباقي منها، ولن يكون هناك الكثير، بل فقط قطع صغيرة، لان الثقيل سيرفع الليلة (أول من أمس)، وهم بدأوا اصلا».
وغزت المدن العراقية منذ بدء الحملة الانتخابية في اول ابريل الماضي الاف الملصقات الانتخابية الخاصة بالمرشحين والتي اخفت معظم ملامح الشوارع والساحات حيث احتلت جدران الابنية واعمدة الانارة والتماثيل في وسط الساحات وغيرها.
وفي بغداد، ارتفعت مبيعات الحديد في «سوق السباع» المخصص له الى مستوى غير مسبوق.
ويقول تاجر حديد رفض كشف اسمه، «بعنا كميات كبيرة من الحديد هي الاعلى منذ عشر سنوات»، فيما يقول تاجر اخر ان «كميات الحديد التي بعناها خلال الفترة القليلة الماضية تكفي لبناء عشرات المجمعات السكنية».
ويوضح المقاول حيدر مهدي ان «قيمة ملصق بحجم مترين في ثلاثة امتار تبلغ نحو 300 دولار كحد ادنى»، مشيرا الى ان «الحمّالة جمعوا الحديد، وسيبيعونه الى الحدادين بنصف سعر قيمته الحقيقية، فيما سيباع القسم الآخر الى الشركات العامة لتذويبه واعادة تصنيعه».
وتجنبا لأي اشكال، تقاسم جعفر مع آخرين الساحات والمناطق المتفرقة في بغداد منذ بداية الحملة الانتخابية.
وفي منطقة الجادرية وسط بغداد ايضا، وقف رشيد عبود مع ثلاثة اخرين قائلا لهم ان «هذه الهياكل الحديدية بين ساحة الحرية حتى تقاطع الجامعة هي من حصتي»، قبل ان يبدي الاخرون موافقتهم مؤكدين ان حصتهم ستكون في الجهة الاخرى من المدينة.
وتمثل ظاهرة الاستيلاء على هذه الهياكل التي يرى فيها كثيرون اموالا ملقاة في الشارع، مسألة ايجابية بالنسبة الى دوائر البلدية في بغداد والمحافظات الاخرى بحيث لا تتحمل تكاليف وجهد رفعها من اماكنها والتخلص منها.
وفي «ساحة الفردوس» قرب «فندق فلسطين»، وقف «ابو حازم» يعطي تعليماته لخمسة شبان يعملون لديه حيال كيفية رفع الهياكل بالطريقة الاسرع والانسب.
وقال «المستفيدون من هذا الحديد هم نحن الفقراء، نستخدمه كأسقف في منازلنا، والجزء الاخر نبيعه من اجل الحصول على المال.وغالبية النواب لم يخسروا شيئا من جيوبهم، فهذه اموال الشعب التي استولوا عليها، وسيعوضونها طبعا في الفترة المقبلة، ويبقى لنا نحن الفقراء هذا الجزء اليسير منها».
(بغداد - أ ف ب)
وقال جعفر، وعلت وجهه ابتسامة عريضة، «نشكر الله اولا لأنه ارسل عاصفة حتى تقلع هذه الملصقات الانتخابية الثقيلة من مكانها، ثانيا، نشكر المرشحين على كرمهم لأنهم اعطونا شيئا من دون أي مقابل».
واضاف وقد انهمك بازالة الاطار الحديدي لملصق عملاق في الساحة، «سأحصل على سقيفة كاملة استخدمها في مرآب بيتي للسيارة، ولولا هذه اللافتة لكانت هذه السقيفة كلفتني الكثير من المال. لذا، شكرا جزيلا لهم».
وعلى بعد امتار قليلة من جعفر، وقف الشرطي عادل محمد يراقب عشرات الشبان وهم يزيلون بسرعة هائلة اطارات حديدية مشابهة، يحمّلونها في سيارات، او يحملونها على اكتافهم وينطلقون بها.
وقال محمد بسخرية «الشعب، قبل امانة بغداد، تطوع ذاتيا من اجل رفع هذه اللافتات. هم يقومون بعمل انساني نبيل من اجل مساعدة الدولة في رفع الجزء الاكبر من هذه اللافتات التي غزت شوارع المدينة وساحاتها». واضاف ان «الامانة ستأتي غدا لتنظيف الباقي منها، ولن يكون هناك الكثير، بل فقط قطع صغيرة، لان الثقيل سيرفع الليلة (أول من أمس)، وهم بدأوا اصلا».
وغزت المدن العراقية منذ بدء الحملة الانتخابية في اول ابريل الماضي الاف الملصقات الانتخابية الخاصة بالمرشحين والتي اخفت معظم ملامح الشوارع والساحات حيث احتلت جدران الابنية واعمدة الانارة والتماثيل في وسط الساحات وغيرها.
وفي بغداد، ارتفعت مبيعات الحديد في «سوق السباع» المخصص له الى مستوى غير مسبوق.
ويقول تاجر حديد رفض كشف اسمه، «بعنا كميات كبيرة من الحديد هي الاعلى منذ عشر سنوات»، فيما يقول تاجر اخر ان «كميات الحديد التي بعناها خلال الفترة القليلة الماضية تكفي لبناء عشرات المجمعات السكنية».
ويوضح المقاول حيدر مهدي ان «قيمة ملصق بحجم مترين في ثلاثة امتار تبلغ نحو 300 دولار كحد ادنى»، مشيرا الى ان «الحمّالة جمعوا الحديد، وسيبيعونه الى الحدادين بنصف سعر قيمته الحقيقية، فيما سيباع القسم الآخر الى الشركات العامة لتذويبه واعادة تصنيعه».
وتجنبا لأي اشكال، تقاسم جعفر مع آخرين الساحات والمناطق المتفرقة في بغداد منذ بداية الحملة الانتخابية.
وفي منطقة الجادرية وسط بغداد ايضا، وقف رشيد عبود مع ثلاثة اخرين قائلا لهم ان «هذه الهياكل الحديدية بين ساحة الحرية حتى تقاطع الجامعة هي من حصتي»، قبل ان يبدي الاخرون موافقتهم مؤكدين ان حصتهم ستكون في الجهة الاخرى من المدينة.
وتمثل ظاهرة الاستيلاء على هذه الهياكل التي يرى فيها كثيرون اموالا ملقاة في الشارع، مسألة ايجابية بالنسبة الى دوائر البلدية في بغداد والمحافظات الاخرى بحيث لا تتحمل تكاليف وجهد رفعها من اماكنها والتخلص منها.
وفي «ساحة الفردوس» قرب «فندق فلسطين»، وقف «ابو حازم» يعطي تعليماته لخمسة شبان يعملون لديه حيال كيفية رفع الهياكل بالطريقة الاسرع والانسب.
وقال «المستفيدون من هذا الحديد هم نحن الفقراء، نستخدمه كأسقف في منازلنا، والجزء الاخر نبيعه من اجل الحصول على المال.وغالبية النواب لم يخسروا شيئا من جيوبهم، فهذه اموال الشعب التي استولوا عليها، وسيعوضونها طبعا في الفترة المقبلة، ويبقى لنا نحن الفقراء هذا الجزء اليسير منها».
(بغداد - أ ف ب)