بعد تقديم النواب رياض العدساني وعبدالكريم الكندري وحسين قويعان استجوابهم لسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، بحسب المادة 100 من الدستور الكويتي والتي تنص على أن لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة أن يوجه إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى الوزراء استجوابات عن الأمور الداخلة في اختصاصاتهم، ارتفعت بعض الأصوات لتفند الاستجواب وتصفه بأنه استجواب غير دستوري وله اهداف خفية، وهذا يشكل اعلانا واضح اللحكم على الاستجواب وتأييدا لرئيس الوزراء حتى قبل سماع ردوده وتفنيده للاستجواب.
الاستجواب المكون من محور واحد و12 بنداً ركز على أهم القضايا مثل أزمة السكن وغلاء أسعار العقار والإيجار، ومشكلة العاطلين عن العمل والرعاية الصحية ومحطة الزور الشمالية والتعطيل المتعمد للمبادرات الشبابية لتحويل جليب الشيوخ لمنطقة حيوية مثل المثلث الذهبي بالإضافة الى قضية التلوث البيئي والتضييق على الحريات والإضرار بسمعة الكويت الدولية وتقديم أموال للنواب وغياب الرؤية وتناقض القرارات والإحالة الى التقاعد والاستثمارات الخارجية، اعتقد انه قد لامس هموم وآمال وتطلعات واحلام الشعب الكويتي واحتوى على الكثير من الامور التي اثرت بشكل كبير في تردي غالبية الأوضاع في البلد.
فما لفت انتباهي هو التطرق لفائض الميزانية والذي لا يتلاءم مع الوضع المزري للبلد فلا تنمية ولا نمو ولا سكن ولا صحة ولا تعليم جيدا بكل أسف، وكأن فائض الميزانية مجرد أرقام وحبر على ورق، كما أن السياسة العامة للحكومة يشوبها غياب الرؤية الواضحة وعدم الاهتمام بالمستقبل وكأننا نعيش لوحدنا بمعزل عن العالم الذي يتطور من حولنا بشكل سريع، فليست هناك أي رؤية واضحة ولا تخطيط لبناء كويت جديدة او مستقبل واضح.
ارى انه استجواب مختلف وقد تأثرت كثيراً عندما قرأت محوره وبنوده، فلست فرحاً به لأن بلدي يمر بتخبط ولا يقدر على مواكبة العالم في تطوره ونموه، فكم اتمنى ان تتعدل الأحوال وتنير شمعة التفاؤل بمستقبل أفضل، فلست قادراً على الفهم ودائماً اتساءل لماذا لا يتطور البلد؟ ومن المستفيد من ركودها؟ ومن يحطم احلام شبابها؟ وكيف لا تستفيد من مواردها المالية؟ وما الذي لا يجعلها تستفيد من استقرارها السياسي في التنمية والبناء؟
ولكن ما افهمه أن هذا البلد سيعود كما كان وأفضل لأن به رجالا لن يتركوه يغرق في وحل الفساد، لذا اعتقد انه استجواب مستحق ويجب ان تؤتى ثماره لأنه ليس استجواباً شخصياً بل هو استجواب من أجل ان تكون الكويت أفضل من السابق، فأملى أن يصعد سمو رئيس الوزراء لمنصة الاستجواب ويدافع عن سياساته وحكومته، فالشعب الكويتي يريد أن يسمع ولن يرضى بتحويل الاستجواب للدستورية أو شطبه، فهذا الاستجواب يهمنا جميعاً ولابد ان نسمع كل الأطراف حتى نحكم، فالشعب يريد أن يسمع ماذا لدى رئيس الوزراء؟
mesfir@gmail.com
mesferalnais@